الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / صعوبات ومخاوف تواجه فلاحي الجزيرة السورية مع بدء موسم القمح

صعوبات ومخاوف تواجه فلاحي الجزيرة السورية مع بدء موسم القمح

 

الشرق نيوز 

ياسمين مشعان 

 

العديد من الصعوبات والتحديات والمخاوف تعترض  فلاحي الجزيرة السورية مع بدء الموسم الزراعي للقمح والشعير ،  
فمحافظات الحسكة والرقة وديرالزور  تعتبر السلة الغذائية لسوريا ، بسبب المساحات الزراعية الكبيرة فيها والتي تقدم المحاصيل الاستراتيجية بنسبة تصل إلى 65% مما تحتاجه سوريا ، لذا فإن تراجع الزراعة يعتبر خطرا” يهدد الأمن الغذائي السوري بشكل عام وأهل المنطقة بشكل خاص,حيث يعتمد أهالي المنطقة بشكل كلي على ما تقدمه مواسمهم من خيرات.
تنبع أهمية المنطقة بأنها المركز الاساس لزراعة القمح والشعير في سوريا  وقد كانت تغطي نسبة 65 بالمئة من إنتاج القمح السوري ، وهي العامل الاقتصادي الرئيس في المنطقة التي يعتمد عليها أهالي المنطقة بصورة رئيسية في حياتهم الإقتصادية ،  كما أنها تمدها بالمواد الغذائية الاساسية بالإضافة  لإنتاج محاصيل متعددة أخرى كما أنها   توفر مئات فرص العمل.
في حديث لأبناء المنطقة من الفلاحين للشرق نيوز

مع بدء الموسم الزراعي في الجزيرة السورية ، تبدو السمة العامة التي تنطبق على مزارعي المنطقة هي التخوف  من البدء بالعملية الزراعية في ظل ظروف غير مناسبة وتخوف من مستقبل مجهول .

حتى ذهب البعض لاتخاذ قرار بأنه لا يستطيع الزراعة أبدا”

وعن سؤال حول الأسباب التي تمنعكم من البدء بزراعة أراضيكم ؟

أجاب حمود: ( وهو أحد مزارعي قرية رويشد ويملك مشروعا تزيد مساحته عن مئة دونم )

“نحتاج إلى الكهرباء من أجل سقاية المحصول وبدونها لا نستطيع إدارة محركات الماء كما أن الوقود غالي الثمن مما يجعل الزراعة مكلفة بشكل كبير لنا وقد تسبب لنا خسائر كبيرة, هناك بعض الأشخاص الذين يملكون القدرة المادية سبق وأن قاموا بتركيب ألواح للطاقة شمسية قد تساعدهم في سقاية مساحات بسيطة ليحتفظوا بإنتاجها لهم ، أما الفلاحين ذوي الدخل القليل فليس لديهم تلك القدرة أو الإمكانية لذلك.“

وحول  الزراعة البعلية خاصة أن موسم الأمطار في العام الماضي كان جيداَ وقد يحقق أرباح كثيرة ؟
أجاب

“نعم كان موسم العام الماضي جيداً والأمطار كانت غزيرة لكنه أمر يتعلق بكل موسم على حدى وقد لايتكرر هذا الموسم ، كذلك فرغم نجاح الموسم الزراعي فقد طالت النيران مساحات واسعة من أراضينا العام الماضي ولم يتم تعويض خسائرنا من قبل أي جهة كانت .
من يغامر بزراعة أراضيه عليه أن يضع في حسبانه عدة معايير وأمور تتعلق بكل موسم .

 فقد يكون هذا العام جافاً ولا تهطل الأمطار وبالتالي لا نستطيع المغامرة بما نملكه من بذار ، إذا لم يكن لدينا شيئاً أخر يساعدنا ويجعلنا نتحمل خسائر أخرى ولا ضمانات من القوى التي تسيطر على المنطقة فهي غير مستقرة أيضا“  أبو احمد شقيق حمود

( والذي يملك أيضاً أرضاً  مساحتها تقدر بأكثر من 120 دونم)
قال :  “لقد كان موسم السنة الماضية جيداً جداً وقد كان معدل إنتاج  الأراضي عالياً جداً والمحصول وفير ،  إلا أن النار قد التهمت مساحات واسعة منها ولم نسمع أن أحدا” قد تلقى تعويضات عن خسائره ،  وما بقي لنا لم تأت عليه النيران ، لم يعوض تلك الخسائر وكذلك فإن إنخفاض أسعار المحاصيل خلال تسويقها كان سبباً في زيادة الخسائر التي تعرضنا لها ،  فقد تحكمت قوات سوريا الديمقراطية من خلال التجار المتعاونين معها بسعر الطن فبعد أن وصل إلى120 ألف للطن الواحد نزل سعره إلى 80 ألفاً وهو ما سبب لنا خسائر كبيرة”
يتابع أبو احمد قائلاً “إن وضع المنطقة غير مستقر تماماً ونحن نواجه مخاوف كبرى ،  ماذا لو عادت المنطقة إلى سيطرة نظام الأسد  ونحن مطلوبون لأجهزته الأمنية بسبب موقفنا المؤيد للثورة السورية وكذلك أولادنا ،إن الزراعة تحتاج إلى استقرار وإلا فأنت تلقي بما بقي لديك من مال وبذار إلى المجهول .“
عدد عواد وهو مزارع  أيضاً بعض مخاوفه لكنه ورغم ذلك  قرر المجازفة وزراعة مساحة صغيرة لتكفي عائلته فقط .

حيث تعتبر مغامرته فقط من أجل لقمة العيش والتي ربما يستطيع تدبر أمرها .

ولدى سؤالي له عن احتياجاته لذلك من سماد ؟أجاب ساخراً “أي سماد لم نعد نستطيع تقديم السماد للأرض فهو مكلف جداً ، نحن بالكاد نستطيع أن نغطي تكاليف السقاية وأنهى قوله انه لولا حاجتنا إلى الخبز لما قمنا بهذه المغامرة .“

إن إهمال الواقع الزراعي وغياب الخطط لمواجهة تراجع زراعة المحاصيل المرتبطة بصناعة الخبز قد يؤدي إلى أزمة غذائية قد تطال معظم سوريا وليس منطقة الجزيرة وحدها وعلى القوات المسيطرة على المنطقة أن تتحمل مسؤولياتها وتتدارك الموسم الزراعي في بدايته وإلا واجهت لاحقا أزمة جوع حقيقة .

شاهد أيضاً

جولة في الصحافة الإيرانية ليوم الخميس 31 تشرين أول

طهران  النشرة اليومية للصحف الحكومية الإيرانية – الصراع على السلطة بين أقطاب النظام للفوز بحصة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × ثلاثة =