مقال رأي
فراس علاوي
إنسحاب النخبة وفشل مشروع أحمد الجربا
بشكل مفاجئ عادت قوات النخبة السورية والتي يقودها مهيدي الصالح (الجعيلة) الملقب بأبو صالح الشعيطي للواجهة
بإعلانها الإنسحاب من تيار الغد الذي يرأسه رئيس الإئتلاف الأسبق أحمد عاصي عوينان الجربا …
النخبة والتي شَكلت الجناح العسكري لتيار الغد شهدت منذ إنشائها العديد من المراحل والتحولات، حيث إنضمت بداية لمليشيا قسد (قوات سوريا الديموقراطية ) وشاركت معها في معارك الرقة ضد تنظيم داعش ، ومن ثم إنفصلت عنها إثر الخلاف حول دورها في معارك ديرالزور المقبلة آنذاك ورفض قوات النخبة رفع علم “قسد” والتمسك برفع علم “الجيش الحر” ….
تراجع دور قوات النخبة وتيار الغد طيلة فترة المعارك ضد التنظيم ، ليظهر مجدداً بشكله السياسي عبر نشاط رئيس تيار الغد أحمد الجربا وزياراته المكوكية إلى القاهرة وأنقرة وكردستان العراق والتي كانت تحمل على مايبدو مشروعاً سياسياً أو مجموعة أفكار تم تداولها حول دور محتمل للتيار وجناحه العسكري في حل محتمل لتخفيف التوتر على جانبي الحدود التركية السورية ….
الفشل الذي آل إليه المشروع يرجع إلى عدم قبول الأتراك والأكراد لشخصية الجربا ، ولكل طرف سببه فالجربا المدعوم سعودياً ومصرياً لايُعتبر الرجل المناسب للتواصل مع الاتراك ، وكذلك طبيعته العشائرية والحاضنة الشعبية التي تتواجد في مناطق سيطرة قسد جعلت من قبوله أمراً صعباً بالنسبة إليها …
الإعلان الأمريكي التركي عن منطقة آمنة سميت إصطلاحاً بالممر الآمن ، والتي بدأت خطوات تطبيقها تظهر للعيان بإنسحاب مليشيا قسد من مناطق عدة على الحدود وإن لم تعرف تفاصيلها وماتم الإتفاق عليه من عرض تلك المنطقة وحدودها وكيفية إدارتها إلا أنه من الواضح أن دوراً للفصائل العربية في المنطقة في إدارتها والسيطرة عليها ….
هذا الاتفاق استبقته قسد بإعلان تشكيل مجالس عسكرية لتلك المناطق شبيهة بمجلس منبج العسكري في مدن تل أبيض ورأس العين والتي تشتمل على فصائل ذات مكون عربي …
وهو ماحدا بقوات النخبة الجناح العسكري لتيار الغد بإعلان إنسحابها والتلميح حسب قائدها إلى وجود مباحثات مع قسد من أجل التوصل لتوافق ما حيث يكون لقوات النخبة دوراً في عملية إدارة تلك المناطق ، ماجاء في البيان يعزز هذا الإتجاه مما يعتبر فشلاً لمشروع تيار الغد ولرئيسه أحمد الجربا حيث جاء في البيان
بيان من قوات النخبة السورية إلى الرأي العام.
انطلاقاً من الأهداف الوطنية التي تشكلت من أجلها قوات النخبة السورية، منذ الاعتراف بها كفصيل مستقل داخل التحالف الدولي ضد داعش، حيث كان لقوات النخبة الشرف بأن تكون الفصيل العربي الوحيد الذي حارب التنظيم المتطرف داخل التحالف الدولي.
وتأسيساً على الأهداف التي نطمح من أجلها، منذ المعارك الكثيرة التي خاضتها قوات النخبة السورية قبل تأسيس التحالف الدولي و انتهاءاً بمعركة الرقة، حيث كان لقوات النخبة شرف المشاركة في جميع مراحلها، فكانت أول فصيل يدخل عاصمة التنظيم المتطرف في الرقة، وهو ما تناقلته جميع الوكالات العالمية بالصوت والصورة.
وبالعودة إلى معاناة أهلنا الطويلة والمستمرة من أبناء المكون العربي، بسبب ممارسات تنظيم داعش الإرهابي، الذي أوغل قتلاً وتشريداً بأهلنا، حيث شاهد العالم بأسره المجزرة الأبشع في التاريخ المعاصر بحق أبناء مناطق الشعيطات في ريف دير الزور- شرق الفرات، وهي المجزرة التي شكلت الدافع والنواة لتأسيس قوات النخبة السورية، في الوقت الذي مازال فيه أهلنا اليوم يدفعون ثمن حروبهم مع التنظيم المتطرف وخلاياه النائمة، التي مازالت مستمرة بعمليات الانتقام والترهيب بحق أهلنا، دون أن يثنينا ذلك عن الاستمرار في بلورة مشروعنا الذي يليق بتضحياتنا وتضحيات السوريين.
وبناء على ما تقدم، و بعد التشاور والاتفاق مع عناصر قوات النخبة السورية أفراداً وقيادات.
نعلن ما يلي:
– الانسحاب من تيار الغد السوري الذي يرأسه السيد أحمد الجربا.
– عدم اعتبار قوات النخبة السورية جناحاً عسكرياً لتيار الغد السوري، وليس لها مع الأخير أية علاقة بالتوجهات والأهداف.
– عدم اعتبار رئيس تيار الغد السوري السيد أحمد الجربا ممثلاً سياسياً لقوات النخبة السورية، ولا يحق له التحدث باسمها أو التفاوض عنها، داخلياً وإقليمياً ودولياً.
– ترحب قوات النخبة السورية بالانفتاح على جميع الجهات، وجميع الخيارات، وجميع المشاريع التي تحقق لشعبنا السوري، ولأهلنا في الجزيرة والفرات، تطلعاتهم في الحرية والكرامة والديمقراطية.
قائد قوات النخبة السورية
مهيدي الجعيلة أبو صالح
الاثنين 26 آب/أغسطس 2019
تغيير التكتيك يعني بأن دوراً ما ستلعبه الفصائل العربية من خلال التوافق الامريكي التركي وهو ماسيظهر في الخطوات القادمة من تنفيذ الإتفاق