ديرالزور
معاذ الطلب
غيّب عنا الموت اليوم في مدينة مرسين التركية، الشاعر الفراتي تميم ضياء صائب، ابن مدينة دير الزور، وأحد قاماتها الفكرية التي لم تبحث يوماً عن الأضواء باعتراف جميع زملائه، وهو مؤسس دار صائب للنشر في دير الزور في نهايات القرن الماضي، وعن طريقه ساعد الكثير من الكتاب والروائيين بإخراج إبداعاتهم إلى النور، وعاود العمل فيه بعد انقطاع عدة سنوات بولاية مرسين في نوفمبر من العام الماضي، وكان له الفضل بنشر أربعة أعمال لكتاب وشعراء سوريين.
ينحدر الشاعرمن عائلة عريقة فيها الكثير من المبدعين، أحدهم الكاتب والمؤلف سعد صائب الذي سميت باسمه إحدى الجوائز الفكرية والذي ترك عشرات المؤلفات والترجمات.
الشاعر من مواليد العام 1959, خريج كلية الهندسة الزراعية، وعضو اتحاد الكتاب العرب، شارك مع بعض رفاقه في تشكيل المنتدى الأدبي في ثمانينات القرن العشرين، وله مجموعات شعرية ونثرية عدة، وعمل في التأليف والإخراج المسرحي، وله ترجمتان شعريتان عن اللغة الإنكليزية.
أعماله:
مجموعة شعرية (حزن الجواد المتعب) 1984
مجموعة شعرية (حزة السكين) 2000
مجموعة شعرية (هذا حصادي) 2002
مجموعة نثرية (ومضات) 2003
مجموعة شعرية (نداءات استغاثة) 2004 عن اتحاد الكتاب العرب
لا تفقأ عينيك يا أوديب، مسرحية 2005
هبة العاشق، ترجمة 2006
فراشات ملونة، مجموعة نثرية 2007
كثيراً عشقت الحياة، شعر 2009
مقتطفات من أعماله الشعرية:
من المنفى نناديكم
مساؤنا هنا حزينٌ مثل نورسٍ بغابة
صباحُنا معمّدٌ بالبؤسِ والكآبة
وشمسُنا يا أيّها الأصحابُ في البلادْ
غريبةٌ كأنْ على أوراقِنا البيضاء تدلُق المداد
نسألُ عن أخبارِكم
هل ظلّ حيٌّ فيكمو
أم أنّكم كمثلِنا أمواتْ ؟
تطحنُكم بقسوةِ الحياةِ أرجلُ الحياةْ
نحن هنا
يا أيّها الأحبابُ نعصرُ السرابَ كي نعيشْ
وكلّ شيءٍ ضدّنا
جناحُنا الهزيلُ دون ريشْ
وفي المدى أعينُنا ترنو إلى البعيدْ
إلى مدينةٍ مذبوحةٍ من الوريدِ للوريدْ
لكنها جميلةٌ
ففي بيوتِها قلوبُ أمّهاتْ
وفي حيطانِها أسماؤنا
من قبلِ أن يسرقَنا من رَملِها الشّتاتْ
نحن هنا
مشرّدون كالرياحِ دونما وطنْ
وميّتون دونما كفنْ
فادعوا لنا إلهَنا
يعيدُنا إلى بلادِنا
لو بعدَ أن نموتْ
يعيدُنا
لو كانت العودةُ يا أحبّةَ الفؤادِ
في تابوتْ