Alsharq News الشرق نيوز
مقالات مشابهة
الشرق نيوز
تركيا..حران
رامي أبو الزين
بين مطرقة النزوح وتحدياته و سندان الفساد و مشتقاته تتهاوى مواهب الأطفال السوريين في بلاد اللجوء و تركيا على وجه الخصوص ، غياب الإهتمام المطلوب تارة و التهميش المتعمد من قبل مؤسسات المعارضة المعنية تارة أخرى عوامل سلبية تعمل على هدم مواهب الأطفال السوريين و الحد من قدراتهم …
في أحد مخيمات اللجوء في تركيا ، و هو مخيم حران في ولاية شانلي أورفا التركيا ، أسست مجموعة من الرياضيين السوريين الأحرار هيئة رياضية لرعاية الأطفال و تنمية مواهبهم ، بإمكانات فردية بسيطة أملاً أن يلقَ عملهم أي اهتمام أو دعم من قبل مؤسسات المعارضة كالإئتلاف أو الحكومة السورية المؤقتة ، لكنّ أمنياتهم ظلّت محض أمنيات على مدى أربع سنوات لم تلقَ نداءاتهم آذاناً صاغيةو ” التطنيش ” المتعمد من قبل المسؤولين في تلك المؤسسات حيث فشل كلاً من الإئتلاف والحكومات المؤقتة على دعم الأنشطة الرياضية بمقابل دعم نشاطات أخرى لاتفيد الأطفال وهي عبارة عن إحتفاليات راقصة بمناسبات معينة …
بطولة أنطاليا الدولية لكرة القدم ..
منذ أيام قليلة ، كان لدى نادي حران الرياضي استحقاق رياضي على مستوى تركيا ، فتكررت المعاناة التي تواجه النادي في كل مناسبة ، الكابتن محمد عبدالعزيز المدير الفني للنادي و مسؤول الرياضة بمخيم حرّان خصّ وكالة الشرق نيوز في الحديث التالي .
” منذ أربع أشهر تلقينا دعوة للمشاركة ببطولة أنطاليا الدولية لكرة القدم والتي تشارك فيها عدة أندية عالمية وأكاديميات كروية من عدة بلدان أوربية بالإضافة لتركيا ومنها نادي غلطاسراي التركي
ودول مثل روسيا ، ألمانيا ، كازخستان ، تركيا .. بعض الدول المشاركة في هذه البطولة مخصصة لفئة عمرية محددة من مواليد عام 2004 لغاية 2009 ”
و أضاف عبدالعزيز :
ً كانت البطولة مأجورة (حيث يتحمل الفريق المشارك مصاريف المشاركة ) من حيث إقامة اللاعبين ومصاريف الإقامة من طعام ونقل ، و لم يكن في خزينة النادي ما يغطي تكاليف البطولة ، قمنا بالتواصل مع العديد من الشخصيات من أجل تأمين التغطية المادية للبطولة، لكن جهودنا باءت بالفشل حتى تكفل أحد الأصدقاء و يدعى ( حسين الصالح أبو كرم ) بدفع كامل المبلغ من حسابه الشخصي ، واستطعنا المشاركة”
و تابع :
بسبب بعد المسافة بين مقر الإقامة في أورفا ومقر المدينة الحاضنة للبطولة أنطاليا تواصلنا مع إدارة المخيم والقائم مقام من أجل تأمين سيارة لنقل اللاعبين وتمت تلبية الدعوة أما بالنسبة للألبسة الرياضية فتكفل بها الأهالي وكافة المستلزمات الرياضية ” حيث قام أهالي كل لاعب بتجهيز إبنهم من المعدات
و أردف الكابتن محمد :
” واجهتنا العديد من العقبات في هذه البطولة
كطول مسافة السفر بالسيارة والتي وصلت لمدة 13 ساعة سفر ثم لعبنا فور وصولنا مباراتنا الأولى بنفس يوم الوصول ، تم ضغط مدة إقامتنا إلى 3 أيام فقط من أجل توفير المصاريف ، مما سبب لنا ضغط في عدد المباريات حيث كان الفريق يلعب أكثر من مباراة يومياً ، كما أنّ أحذية اللاعبين كانت مخصصة لأرضية التارتان فيما كانت أرضية الملعب كانت عشبية مما أثر على آداء اللاعبين في المباريات التي خاضوها ، بالإضافة لقلة التجهيزات الرياضية منها ( كنا نملك كرة واحدة فقط ) ”
و تابع قائلاً :
منذ خمس سنوات وأنا اتواجد في مخيم حران ومسؤول عن الرياضة داخله ، يوجد لدينا سبع ألعاب ( كرة قدم ، كرة سلة ، الطائرة ، بينبون ، شطرنج ، ألعاب قوة ) وإلى الآن لم نتلقَ أي دعم من المنظمات أو المؤسسات الثورية السورية وهذه أول مرة يكون لدينا دعم خارجي لكنه فردي ولمرة واحدة ، وتواصلنا مع الكثير من المنظمات لأجل الدعم لكن لم يستجب أحد مع العلم بأن هناك الكثير من المؤسسات تمتلك الدعم لكن لا أحد يعلم أين يذهب ”
و أضاف :
” نحن الفريق الوحيد الذي مثل سوريا في هذه البطولة و على الرغم من كافة الصعوبات والنواقص و العقبات تمكننا من تحقيق المركز الثالث ” مكرر ” رغم وجود العديد من الأكاديميات و النوادي ذات التاريخ الكبير كفريق غلطاسراي التركي و أكاديمية شتوتغارت الألمانية و أكاديمية محمد السادس من المغرب
و لوكوموتيف موسكو روسيا و طش قند كازخستان بالإضافة لفرق أخرى ” .
واختتم حديثه قائلاً :
” على مستوى مخيمات أورفا حصدنا 12 بطولة وجميعها موثقة بالفيديو والصور والكؤوس ففي
بطولة مخيمات أورفا حققنا البطولة في مجال الناشئين كما حققنا بطولة مدارس أورفا للسوريين . و في مجال الكرة الطائرة على مستوى حران حققنا البطولة على الرغم من أن منافسينا أتراك فقط ، كما شاركنا ببطولة الكاراتيه لجنوب تركيا التي أقيمت في ولاية غازي عينتاب وأحرزنا بها ميدالية ذهبية وميدالية فضية وأربعة ميداليات برونزية ”
هذا الإنجاز وغيره من الانجازات للسوريين والتي تقوم على مبادرات خاصة تفتح باب الأسئلة حول عمل مؤسسات الثورة والتي تلقى دعماً بمئات آلاف الدولارات دون أن يظهر هذا الدعم أو ينعكس على اللاجئين السوريين …
