الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / المفوضة السامية لحقوق الإنسان تعرب عن قلقها إزاء الأوضاع في سوريا

المفوضة السامية لحقوق الإنسان تعرب عن قلقها إزاء الأوضاع في سوريا

سوريا
الشرق نيوز
: المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيلت تعرب عن قلقها إزاء تفاقم الهجمات
وإصابات المدنيين في إدلب

جنيف (19 شباط/فبراير 2019) – أكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت يوم الثلاثاء أن القصف الأرضي المكثف الذي نفذته القوات الحكومية وحلفاؤها على إدلب والمناطق المحيطة بها في الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع سلسلة هجمات قامت بها جهات غير تابعة للدولة، قد أسفر عن وقوع العديد من الإصابات بين صفوف المدنيين وترك حوالى مليون شخص، بما في ذلك مئات آلاف الأشخاص المشردين داخلياً، في وضع حرج للغاية.

ودعت المفوضة السامية جميع الأطراف المعنية، كما الحكومات الخارجية ذات النفوذ، إلى ضمان أن تكون حماية المدنيين أولوية أثناء التخطيط لكل العمليات العسكرية وتنفيذها، وبما يتوافق مع القانون الدولي. وكان القصف الذي استهدف “المنطقة العازلة المجردة من السلاح” التي تضم إدلب والمناطق الواقعة في محافظتي شمال حماة وغرب حلب بدأ يتصاعد في كانون الأول/ديسمبر 2018 وتكثَّفت وتيرته أكثر في الأيام الأخيرة. وفي الوقت نفسه، احتدم الاقتتال بين بعض الجهات غير التابعة للدولة وزادت نسبة استخدام العبوات الناسفة اليدوية الصنع في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك من قبل جماعة هيئة تحرير الشام المتطرفة.

وبالرغم من عدم التمكن من إجراء مسح شامل لإصابات المدنيين، إلا أن تقارير موثقة حول بعض الحوادث الحاصلة تبيِّن ما يلي:
• 29 كانون الثاني/يناير: مقتل 11 مدنياً، بما في ذلك امرأة وصبي، وإصابة تسعة أشخاص آخرين في قصف أرضي طال أحياء سكنية وسوقاً محلية في معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب.
• 11 شباط/فبراير: مقتل فتاة في مدينة الدانا شمالي محافظة إدلب، وذلك في نيران متقاطعة بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وهيئة تحرير الشام، وفق التقارير.
• 12 شباط/فبراير: مقتل 11 مدنياً، بما في ذلك صبي، نتيجة قصف استهدف عدة مناطق في منطقة معرة النعمان جنوبي إدلب.
• 15 شباط/فبراير: مقتل ما لا يقل عن أربعة مدنيين، بما في ذلك امرأتان، وإصابة تسعة مدنيين من بينهم أربع نساء وخمسة أطفال (ثلاثة صبيان وفتاتان) نتيجة عملية قصف على خان شيخون.
• 16 شباط/فبراير: مقتل خمسة مدنيين، بما في ذلك امرأتان وصبيان، نتيجة غارات أرضية استهدفت خان شيخون جنوبي إدلب، وفق التقارير.
• في الأمس 18 شباط/فبراير: أفادت التقارير عن مقتل 16 مدنياً، بما في ذلك نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 70 شخصاً، في حي القصور في إدلب، نتيجة زرع عبوتين ناسفتين، يبدو أن الثانية منهما تمَّ تصميمها بهدف قتل الناس وتشويهم، بما يشمل العاملين في المجال الطبي الذين كانوا يحاولون مساعدة ضحايا التفجير الأول.

وشدَّدت المفوضة السامية على أن “المدنيين بأعداد كبيرة في إدلب وشمال حلب، بما في ذلك مئات آلاف الأشخاص المشردين، يعيشون في وضع لا يطاق”. وقالت “هم محاصرون بين التصعيد في الأعمال القتالية والقصف من جهة، ومجبرون من جهة أخرى على العيش تحت النير المتطرف لهيئة تحرير الشام وغيرها من المقاتلين المتطرفين الذي ينفذون بانتظام عمليات مستهدفة من القتل والاختطاف والاحتجاز التعسفي”. وأضافت “أحث جميع الأطراف المعنية، أولاً وقبل كل شيء، على ضمان حماية المدنيين أنفسهم والبنية التحتية المدنية كما يقتضي القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”، مؤكدة على “ضرورة احترام مبادىء التمييز والتناسب والحذر بالكامل، وضرورة عدم تحديد الأهداف العسكرية بالقرب من المدنيين”.

كما أعربت المفوضة السامية عن قلقها حيال وضع حوالى 20 ألف شخص هربوا من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة دير الزور الواقعة شرقي البلاد في الأسابيع الأخيرة وهم محتجزون حالياً في مخيمات مؤقتة للأشخاص المشردين داخلياً تديرها مجموعات مسلحة من الأكراد، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، ويُقال إنها تمنع الأشخاص المشردين داخلياً من مغادرة المخيمات في ما يرقى على ما يبدو إلى حرمان من الحرية.

وقالت المفوضة السامية إنها لا تزال تشعر بالقلق خصوصاً حيال وضع 200 أسرة، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال، وتتم محاصرتها في المنطقة الصغيرة التي لا تزال تخضع لسيطرة تنظيم داعش، وفق التقارير. وأشارت إلى أن تنظيم داعش ينشط في منع العديد من هذه الأسر من المغادرة على ما يبدو وهي لا تزال تتعرض لغارات جوية وأرضية مكثفة تنفذها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على الأرض من قوات سوريا الديمقراطية.

وأكدت المفوضة السامية قائلة “لا يزال مختلف الأطراف يراهن على استخدام المدنيين، وإنني أدعوها إلى تأمين ممر آمن للأشخاص الراغبين في الهرب، فيما ينبغي أيضاً حماية أولئك الراغبين في البقاء بأكبر قدر ممكن. ولا يجب التضحية بهم بفعل العقيدة من جهة، أو الذرائع العسكرية من جهة أخرى. لكن إذا كانت حماية حياة المدنيين تعني استغراق بضعة أيام إضافية لاستعادة آخر شبر من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش، فليكن ذلك”.

شاهد أيضاً

الإدارة الذاتية في قسد تتبنى علم الثورة السورية

الإدارة الذاتية في قسد تتبنى علم الثورة السورية شمال شرق سوريا  الشرق نيوز بيان إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة + 7 =