الشرق نيوز
ياسمين مشعان
الملاحقة القضائية حرب أخرى على نظام الأسد
بعد أيام على صدور قانون قيصر تربح عائلة الصحفية الأمريكية كولفن الدعوى التي أقامتها أمام القضاء الأمريكي ضد نظام الأسد ليستمر تضييق الخناق على هذا النظام ، فقد أقامت عائلة كولفين في 2016 دعوى قضائية أمام محكمة فيدرالية أمريكية ضد نظام الأسد الذي اتهموه بتعمد استهداف وقتل كولفين وصحفيين آخرين في مدينة حمص السورية ولم يكن ممثلو الدفاع عن النظام السوري حاضري جلسة المحاكمة.
قد يعتقد البعض أن الهدف من وراء هذه الدعوة تحصيل التعويضات المالية في حين أن هناك دعوات كثيرة مشابهة قد تكون حصلت في بلدان أخرى كانت النتيجة بها حكم على الورق إلا أن البعض الآخر يؤكد أن الانتصار هنا سياسي وقد يفضي لدق مسمار آخر في نعش النظام وكخطوة مهمة ، خطوة يجدها بعض الحقوقيين السوريين هامة جداً في مسار العدالة الذي يسعون اليه
يقول ديكسون أوزبورن المدير التنفيذي لـ”مركز العدالة والمحاسبة” المعني بقضايا حقوق الإنسان، وهو المركز الذي مثّل عائلة كولفين أمام القضاء، إن الدعوى تُعد الأولى التي تتهم نظام الأسد بارتكاب جرائم حرب، وقد اتُّخذت خطوات قانونية مشابهة لإقامة دعاوى قضائية في دول أوروبية مثل ألمانيا
وقد سبق ذلك أيضا أن قامت عائلة الدباغ بفرنسا بكسب دعوى مشابهة صدر على إثرها مذكرة توقيف بحق ثلاثة من كبار مجرمي نظام الأسد والمسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مثل علي مملوك وجميل حسن لذا يجب الاستمرار بموضوع هذه المحاكم للضغط على نظام الأسد وروسیا وجميع أطراف النزاع في سوریا للكشف عن مصیر مئات الآلاف من الأشخاص
المفقودين. يجب على المجتمع الدولي إعطاء الأولوية لحقنا في معرفة مكان أحبائنا والكشف عن مصير الآلاف من المعتقلين
المعرضين لخطر التعذيب والإعدام خارج القانون في السجون. ندعوكم لاتخاذ إجراءات جادة لحماية أحبائنا وتأمين إطلاق سراحهم ومن المطالبة بقرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لهذا الغرض و دعم البحث لتوثق و تحديد هوية جميع المفقودين السوریین وكشف مصيرهم
لم يعلق النظام السوري حتى الآن على الحكم القضائي الأمريكي كما أنه لم يحضر ممثلين عن النظام أثناء المحكمة وذلك بإشارة لعدم الاعتراف بها
قناة NBC News الأمريكية أجرت حواراً مع بشار الأسد ووجهت له سؤالاً حول مقتل كولفين.
حينها، أجاب الأسد إنها حرب وقد دخلت الصحفية الأراضي السورية بشكل غير شرعي كما تعاونت مع إرهابيين وكان عليها بالتالي أن تتحمل عواقب أفعالها
بلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا في سوريا حتى بداية هذا العام ٤٤٣ صحفي معظمهم من السوريين الذين أخذوا على عاتقهم نقل أحداث الثورة والحرب التي يشنها النظام على المتظاهرين منذ انطلاقها في آذار ٢٠١١ دون ذكر المعتقلين والمغيبين قسرا
يذكر أن ماري كولفين كانت مراسلة حروب بارزة، فقدت إحدى عينيها أثناء تغطيتها النزاعات المسلحة في سريلانكا عام 2001، كما عُرضت قصة حياتها في فيلم “حرب خاصة” الذي أُنتِج عام 2018.