الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / في يوم الطفولة العالمي أطفال سوريا…ضحايا الحرب ووقودها

في يوم الطفولة العالمي أطفال سوريا…ضحايا الحرب ووقودها

ياسمين مشعان
الشرق نيوز
في الوقت الذي يبادر العالم أجمع إلى الاحتفال بيوم الطفل العالمي مبيناً أهمية الحفاظ على استمرار الأجيال عبر سن القوانين الصارمة لحمايتهم وتوفير حياة أفضل لهم، يُستثنى أطفال العالم الثالث من هذه القوانين، فنجد أطفال سوريا يعانون ويلات الحرب وما ينتج عنها من حرمانهم من أبسط حقوقهم وهو العيش بأمان الذي يوفر بدوره الاستقرار وحق التعلم والحصول على رعاية صحية جيدة.
تعترف الأمم المتحدة وعلى رأسها منظمة رعاية الطفولة “يونيسيف” بعجزها عن حمايتهم، فقد نشرت مراكز التوثيق المختلفة أرقام مرعبة عن أحوال الطفولة السورية. حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل قرابة 28116 طفلاً على يد قوات النظام منذ آذار عام 2011 واعتقال 3155 آخرين، فيما قضى 301 طفل جوعاً ومرضاً في المناطق التي حاصرها النظام ومنع عنها الغذاء والدواء، فيما كان الأمر الأكثر إيلاماً ارتقاء 196 طفلاً بسبب القصف الكيماوي الذي حرمته كل الشرائع الدولية واستثني منه نظام الأسد، بالإضافة إلى عدد كبير من الأطفال الذين شوّهوا جراء القصف من قبل الأطراف المتنازعة في سوريا على المدن والبلدات الآهلة بالمدنيين، فروسيا والتحالف الدولي كان لهم الدور الأكبر بعد نظام الأسد في مأساة الأطفال السوريين.
ويشير ذات التقرير إلى مقتل 1872 طفل جراء هجمات الطيران الروسي منهم 46 قضوا بسبب القصف بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً. كما أن هجمات التحالف الدولي أنهت حياة 886 طفلاً.

من جانب آخر فإن الأطفال في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يخضعون لضغوطات كبيرة أهمها تنسيبهم لمعسكرات التجنيد العسكرية وتلقينهم أفكاراً ومناهج دموية قد تضع المجتمع السوري لاحقاً في دوامة عنف لا ينتهي.
من جانبها تسببت الممارسات الخاطئة للفصائل الثورية بفوضى كبيرة في المناطق التي تسيطر عليها وهذا ينعكس بشكل سلبي على الأطفال وحياتهم الاجتماعية.
ولم يسلم الأطفال القابعين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) من عمليات التجنيد الإجباري وزجهم في المعارك حيث ظهر كثيرٌ من الأطفال أسرى لدى فصائل أخرى أو لدى تنظيم داعش.
على مستوى البنى التحتية التي تتعلق بمصير الأطفال فقد أكد تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن القصف الممنهج للنظام دمر 1173 مدرسة و29 من رياض الأطفال بشكل كامل، فيما تسببت الهجمات الروسية بتدمير 173 مدرسة.
ولم تسلم مناطق سيطرة نظام الأسد من التجاوزات بحق الأطفال حيث أن التفجيرات التي تعرضت لها المدارس في تلك المناطق أودت بحياة العديد من الأطفال فيما امتنعت أسر كثيرة عن إرسال أبنائها للمدارس خوفاً من تلك التفجيرات، ناهيك عن قيام النظام بإرسال بعض الأطفال للتعلم في المدارس العسكرية المغلقة في موسكو.
خطر آخر داهم أطفال سوريا عندما أجبرت الحرب المستعرة العائلات من مناطق شتى على النزوح أو اللجوء لبلاد الجوار الأمر الذي أدى إلى انقطاع الأطفال عن المدارس والعيش في تجمعات لا تمتلك أبسط مقومات العيش ما دفع الأطفال إلى دخول مجالات عمل لتأمين ما يلزم أسرهم للاستمرار في الحياة حتى ولو بالشيء القليل، وقد تعرض الأطفال العاملين في شتى المجالات إلى الاستغلال بسبب عدم وجود ضوابط للعمل وغض النظر من طرف حكومات الدول عن هذه العمالة التي يعتبرها ميثاق الأمم المتحدة جريمة يجب أن يعاقب من يفعلها.
يترتب اليوم على الأمم المتحدة إعادة النظر في عملها تجاه الأطفال السوريين المنتشرين في بقاع الأرض وما يتعرضون له من استغلال وحرمان على كل الأصعدة والعمل على إيجاد حلول لهذه المشاكل لضمان مستقبل سوريا ما بعد الحرب.

شاهد أيضاً

جولة في الصحافة الإيرانية ليوم الخميس 31 تشرين أول

طهران  النشرة اليومية للصحف الحكومية الإيرانية – الصراع على السلطة بين أقطاب النظام للفوز بحصة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − ستة =