مايكل بومبيو سياسي أمريكي يبلغ من العمر 53 عاما، وهو رجل أعمال والمدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، كان عضواً بمجلس النواب الأمريكي عن ولاية كانساس من العام 2011 وحتى 2017، كما كان عضواً في حركة حزب الشاي داخل الحزب الجمهوري، وعضواً باللجنة الوطنية للحزب،
في 18 نوفمبر 2016 أعلن الرئيس دونالد ترامب ترشيح بومبيو لشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية ليشغل منصبه رسمياً في 24 يناير من 2017 بعد موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه.
ومن أهم رحلاته المكوكية في فبراير 2017، حيث سافر بومبيو إلى تركيا والمملكة العربية السعودية، والتقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوجان لمناقشة عدة قضايا تتعلق الأزمة السورية، ليتجه بعدها للسعودية وأثناء زيارته تلك كرم بومبيو ولي العهد آنذاك الأمير محمد بن نايف آل سعود بميدالية “جورج تينيت” من وكالة المخابرات المركزية، وكان هذا أول تأكيد على العلاقات بين النظام السعودي والولايات المتحدة منذ تولى الرئيس ترامب منصبه في يناير 2017.
كان لمايكل عدة تصريحات قوية فى مقدمتها، إن الصين تمثل أكبر خطر على الأمن الأمريكي على المدى البعيد، وليس روسيا.
وفي مقابلة مع بوابة “Washington Free Beacon” الإلكترونية، قال بومبيو، إن وكالته تتوقع أن تتسبب كل من الصين وروسيا وإيران بمشاكل كبيرة في المستقبل، إلا أن الصين تعد الخطر الأكبر بسبب اقتصادها القوي وقوتها العسكرية المتزايدة. واعتبر أن بكين توجه قدراتها الاقتصادية والعسكرية على حد سواء ضد الولايات المتحدة.
وأوضح قائلا: ” إن الصين قادرة على أن تصبح أكبر منافس لأمريكا على المدى المتوسط والبعيد”، وعبر عن قناعته بأن جهود الصين لتعزيز قدرات قواتها المسلحة تستهدف التصدي لانتشار القوة الأمريكية عبر العالم. ودعا إلى الانتباه إلى الخطوات الصينية في بحري الصين الجنوبي والشرقي، إضافة إلى الأنشطة الصينية “في مناطق أخرى بالعالم”.
كما أكد فى تصريحات أدلى بها في الذكرى الـ16 لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، أن أيام قادة تنظيم القاعدة باتت “معدودة”، وقال في تصريح لشبكة فوكس الإخبارية إن التنظيم أصبح أضعف عما كان عليه في عام 2001، إلا أنه لفت إلى استمرار التهديد الذي تشكله تنظيمات أخرى، مثل داعش وأنصار الشريعة وغيرهما، وشدد بومبيو على ضرورة اليقظة، كي لا يتكرر ما حدث قبل 16 عاما.
وحذر بومبيو من التهديد الذي يشكله الإرهابيون المحليون الذين لهم صلات بداعش، وأكد أن الوكالة تعكف على تحديد أماكن قادة القاعدة الحاليين وتقديمهم للعدالة، ومن بينهم حمزة، نجل أسامة بن لادن، وزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري.
فيما كتبت صحيفة الاندبندنت البريطانية نقلاً عن منظمة حقوق الإنسان، أن مخاوف بالغة بعد تعيين مايك بومبيو الذي سيستخدم المراقبة وغيرها من القوى في وكالة بطرق من المرجح أن تنتهك الحقوق على نطاق واسع، وانتقد أوباما لحظر استخدام أساليب قاسية في التعذيب “مثل محاكاة الغرق” بعد توليه منصبه في عام 2009.
طريقة محاكاة الغرق
وقالت الصحيفة، إن طريقة محاكاة الغرق التي يحبذها بومبيو طريقة، تعتبر على نطاق واسع من أشد أساليب التعذيب قسوة من قبل المراقبين القانونيين المستقلين، حيث ينطوي هذا الاسلوب على وضع قطعة قماش على فم المشتبه به وهو مكبل ومن ثم صب الماء على قطعة قماش لمحاكاة الإحساس بالغرق.
ومن جهة أخرى دعم بومبيو برامج مراقبة الإنترنت بشدة بالغة، حيث قال عن المقاول لوكالة الأمن القومي السابق إدوارد سنودن أنه يجب أن “يعود من روسيا، نظراً للإجراءات القانونية الواجبة”، وقال: “أعتقد أن النتيجة الصحيحة تكون أنه سيتم إعطاء حكم الإعدام لأنه وضع أصدقاء لي، والأصدقاء الذين يخدمون في الجيش اليوم يتعرضون لمخاطر جسيمة بسبب معلومات سرقها ومن ثم أفرج عنها لقوى أجنبية “.
مواقفه من الإسلام
يعاني بومبيو بحسب وصف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية من “الإسلاموفوبيا”، حيث يؤخذ عليه اعتباره زعماء المسلمين في الولايات المتحدة “متواطئين” مع الجماعات الإرهابية.
ويعتبر العام 2013 هو العام الذي جاهر فيه بموقفه تجاه المسلمين حيث قال وعقب شهرين من هجمات بوسطن “الهجمات التي وقعت في نيسانو اوقعت 3 قتلى وأكثر من 260 مصاباً” حيث أطلق بومبيو، خلال جلسة لمجلس النواب الأمريكي، تصريحات يجاهر فيها بهجومه على المسلمين.
وورد في تصريحاته “عندما تأتي الهجمات الإرهابية الأشد إيذاء لامريكا في العشرين عاماً الأخيرة، من قبل أتباع دين واحد، ويتم تنفيذها باسم ذلك الدين، فإن هنالك التزاماً خاصاً يقع على عاتق قادة ذلك الدين، لكنهم بدلاً من أن يردوا بإدانة الهجمات، فإن سكوت هؤلاء القادة الإسلاميين في مختلف أنحاء امريكا جعلهم متواطئين مع هذه الأفعال، والأهم من ذلك، الأحداث (الإرهابية) التي ستليها“.
موقف متشدد من سوريا
ومن جانب آخر أتخذ هذا الرجل موقفاً متشدداً للغاية من سوريا، حيث اعتبر من أكبر المؤيديين للرئيس الأسبق باراك أوباما، في توجيه ضرب عسكرية للدولة السورية ومن هذا المنطلق يذهب بومبيو، لمعاداة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وتجلت مواقف بومبيو بهذا الشأن، في مقال نشره مع عضو مجلس الشيوخ توم كوتون، تحت عنوان “الحزب الجمهوري يجب أن يدعم الرئيس أوباما في سوريا”، في صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية.
وجاء في المقال الذي نقلته الصحيفة : “في الوقت نفسه يتحرك أعداؤنا داخل سوريا دون عقاب، فإيران وحزب الله يرسلون إلى الأسد، آلافاً من القوات البرية والأسلحة لمقاتلة المتمردين المعارضة السورية، ومشاركتهم قلبت التوزان لصالح الأسد في الأشهر الأخيرة، وروسيا تواصل دعمها لهذه الدول، بالسير على خطى فلاديمير بوتين، غير المبررة والمفلتة من العقاب على تعديها على سوريا ..
المصدر : صحيفة اليوم السابع