هل آن الأوان للابتعاد عن وهم قبول النظام الإيراني؟
طهران
الشرق نيوز
سوريا نموذج فاضح لفشل سياسة المهادنة والتبعية مع طهران التي اتبعها نظام الأسد
في الوقت الذي تتوالى فيه مؤشّرات فشل سياسة المهادنة مع نظام إيران، يطرح السؤال نفسه بإلحاح:
أليست هذه النماذج كافية لندرك أنّ التعويل على التفاوض مع نظام ولاية الفقيه ليس سوى وهمٍ أجوف لا طائل منه؟
أليس من الحكمة أن تتّجه الأنظار نحو دعم تغيير هذا النظام بدلًا من تكرار أخطاء الماضي؟
سوريا: مقبرة مشروع التوسّع الإيراني
أوضح النماذج وأكثرها صدمة على هذا الفشل يكمن في سوريا؛ حيث سقط مشروع الهيمنة الإيراني رغم إنفاق مليارات الدولارات من ثروات الشعب الإيراني ودعم ميليشياته المتعددة.
اليوم، الشارع السوري بات يرفض وبشدّة وجود إيران ومرتزقتها على أرضه.
ما كان يُسمّى بـ”محور المقاومة” أصبح رمزًا لخراب الدول، وعبئًا مرفوضًا من قبل شعوب المنطقة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
نظام إيران: لا يؤمن بالحلول التفاوضية
قائد النظام علي خامنئي صرّح بوضوح قائلاً:
“لا أعتقد أنّ المفاوضات النووية مع أمريكا ستُثمر شيئًا.”
هذا ليس تصريحًا عابرًا، بل موقف استراتيجي.
بدوره، قال القيادي في الحرس الثوري إسماعيل قاآني:
“اعلموا أننا لن نصل إلى شيء من خلال المفاوضات… لقد قمنا بتدريب دول المقاومة لكي تقف في وجه أعداء الإسلام”، في إشارة واضحة إلى الميليشيات التابعة لطهران في المنطقة.
وول ستريت جورنال: إنهاء التخصيب شرط أساسي لأي اتفاق حقيقي
في افتتاحيّتها الصادرة يوم الأربعاء ٣١ أيار/مايو، شدّدت صحيفة وول ستريت جورنال على أنّ:
“إنهاء تخصيب اليورانيوم هو الإجراء الأهم لإغلاق الطريق السهل أمام إيران نحو إنتاج القنبلة النووية.”
وأضافت الصحيفة: “لا أحد يُسرّ بتقديم تنازلات كبرى، ولكن التوصّل إلى اتفاق فعّال مع النظام الإيراني يتطلّب بالضبط هذه التنازلات.”
كما ذكّرت بتصريحات خامنئي الذي وصف المطالب الأمريكية بوقف التخصيب بأنها “غلط كثير”!
الدعم الدولي يتوسّع للمقاومة الإيرانية
في مقابل تصلّب النظام، يتسع نطاق الدعم الدولي للمقاومة الإيرانية.
من القرار 166 في الكونغرس الأمريكي، إلى دعم مجلس العموم البريطاني لبرنامج المقاومة ذات البنود العشرة، تتبلور اليوم قناعة دولية بأنّ الرهان يجب أن يكون على الشعب الإيراني وقواه الحرّة، وليس على نظام غارق في الإرهاب والقمع.
خلاصة:
في ضوء هذه الوقائع، هل يبقى أي منطق في انتظار “اتفاق” مع نظام أثبت عداءه لكل الحلول السلمية؟
إذا أراد العالم سلامًا حقيقيًا واستقرارًا دائمًا، فعليه أن يختار:
إما استمرار الكوارث مع بقاء هذا النظام، أو دعم حقيقي وصريح لتغييره.
وسوريا شاهدة حية على الحقيقة:
تدخّل طهران لم يَجلب إلا الدمار والكراهية، لا المقاومة ولا التحرير.