السبت , أبريل 19 2025
الرئيسية / الآن / كهرباء إيران في مهبّ الريح… فشل النظام يشعل فتيل الانفجار الشعبي

كهرباء إيران في مهبّ الريح… فشل النظام يشعل فتيل الانفجار الشعبي

كهرباء إيران في مهبّ الريح… فشل النظام يشعل فتيل الانفجار الشعبي

طهران 

الشرق نيوز 

 

تتجه إيران نحو كارثة وطنية في قطاع الكهرباء، بعد أن بلغ الانهيار في التوليد والإمداد مستويات غير مسبوقة. فقد أصبح انقطاع الكهرباء جزءًا يوميًا من حياة المواطنين، ما أثار غضبًا عامًا وطرح تساؤلات خطيرة حول قدرة النظام على إدارة أبسط حاجات البلاد الأساسية. هذه الأزمة، التي كانت تُخفيها الحكومة لسنوات تحت ستار الدعاية والوعود، تفجّرت فجأة لتعرّي هشاشة نظامٍ أفرغ البلاد من مقدراتها لصالح أجندات عدوانية.

في وقت تُواجه فيه محطات الطاقة شللًا متزايدًا، خرج وزير الطاقة في حكومة بزشكيان، عباس علي‌آبادي، بتصريحات تكشف حجم الانهيار. فقد اعترف أن السدود لم تعد توفّر إلا نسبة هزيلة من الطاقة الكهرومائية، لا تتجاوز ۱۵٪، فيما ساهم الجفاف وتراجع الأمطار بنسبة ٤٢٪ في تقليص إنتاج الكهرباء إلى أقل من ربع مستواه السابق. إلى جانب ذلك، خرجت محطات حرارية عن الخدمة نتيجة الإهمال المتراكم والصيانة المؤجلة، بينما ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير معتاد، ما ضاعف استهلاك الطاقة بشكل مبكر.

قطاعات الإنتاج تنهار والصناعة تدفع الثمن

الخسائر الناجمة عن الانقطاع تتجاوز الأرقام الرسمية. إذ تقدّر كلفة كل يوم من توقّف التيار الكهربائي عن المصانع بمئات ملايين الدولارات. رئيس لجنة الاستثمار في غرفة التجارة أكد أن الأزمة الحالية تُنذر بكارثة اقتصادية تفوق كل السنوات السابقة. وقد توقفت مصانع الإسمنت والفولاذ عن الإنتاج بعد تخفيض حاد في إمدادات الطاقة وصل إلى ۸۰٪، ما دفع مسؤولي هذه الصناعات إلى وصف الوضع بأنه “كارثي” و”غير مسبوق”.

في السياق ذاته، شُلّت الآبار الزراعية لساعات طويلة يوميًا، ما يهدد الموسم الزراعي بالكامل، بينما أبلغ نواب عن تعطل خدمات الإنترنت بسبب تهالك المعدات. المستشفيات والمراكز الحيوية الأخرى أصبحت تعمل تحت ضغط هائل، في ظل غياب أي خطة طوارئ فعالة.

مريم رجوي: هذه نتائج مشروع نووي دمّر البلاد بدل أن يخدمها

علّقت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، على هذه الكارثة بالقول إن ما يحدث ليس نتيجة أزمة طبيعية، بل هو نتيجة مباشرة لتبديد ثروات الشعب على المشروع النووي للنظام. وأكدت أن ما تم إنفاقه من مليارات الدولارات على هذا المشروع، لو استُثمر جزءٌ بسيط منه في قطاع الكهرباء، لما عانى الإيرانيون اليوم من هذا الجحيم اليومي.

وأشارت رجوي إلى أن انقطاع الكهرباء المتكرر حتى في شهر نيسان، الذي يُفترض أن يكون ذروة انخفاض الاستهلاك، إنما يبيّن عمق التآكل الذي أصاب البنية التحتية في ظل نظام ولاية الفقيه. وختمت بالقول: “ما لم يتم إسقاط هذا النظام، فإن الكهرباء والماء والغذاء والكرامة، ستظل أحلامًا بعيدة المنال للشعب الإيراني”.

خاتمة: بين الظلام والانفجار الاجتماعي

أزمة الكهرباء في إيران لم تعد أزمة خدمات، بل تحوّلت إلى مؤشر لانهيار شامل يهدّد الأمن الاجتماعي والاقتصادي. كل قطاعات الحياة باتت مرهونة بسياسات نظام يفضّل القمع والمغامرات الخارجية على تلبية الحاجات الأساسية لشعبه. وإذا استمرت الأمور على هذا النحو، فإن لحظة الانفجار الاجتماعي قد لا تكون بعيدة، لأن الظلام حين يعمّ، يوقظ في الشعوب نار الرفض والثورة.

 

شاهد أيضاً

إيران: تسجيل جديد يُعيد فتح ملف مجزرة 1988 – جريمة دولة أم مأساة منسية

إيران: تسجيل جديد يُعيد فتح ملف مجزرة 1988 – جريمة دولة أم مأساة منسية؟ طهران …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + ثمانية عشر =