السبت , أبريل 12 2025
الرئيسية / الآن / تحذير من عودة مقلقة لتنظيم داعـ.ـش في دير الزور وسط تساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية

تحذير من عودة مقلقة لتنظيم داعـ.ـش في دير الزور وسط تساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية

تحذير من عودة مقلقة لتنظيم داعش في دير الزور وسط تساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية

عمر خطاب

الشرق نيوز 

تشهد محافظة دير الزور شرق سوريا، وبالقرب من الحدود العراقية السورية، في الآونة الأخيرة عودة تدريجية وشبه منظمة لعناصر من (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش))، الأمر الذي بدأ يثير مخاوف جدية بشأن الاستقرار الأمني في المنطقة ومستقبلها. تأتي هذه العودة بعد فترة من الانحسار النسبي لنفوذ التنظيم عقب العمليات العسكرية التي استهدفته في مناطق سيطرته السابقة بقيادة التحالف الدولي. 

وبحسب مصادر محلية، فإن العناصر العائدة هم ممن كانوا متواجدين سابقًا في مناطق مختلفة وكانوا لايمارسون نشاطهم ، و عودتهم من مناطق النزوح إلى مناطق كانت تعتبر معاقل للتنظيم تشكل جرس إنذار ينبغي أخذه بعين الاعتبار .

وتشير المعلومات التي أوردها ناشطون ومهتمون بقضايا التنظيم. إلى أن هؤلاء العناصر لا يزالون على تواصل فيما بينهم ويحملون ذات الفكر المتطرف الذي تبنوه سابقًا، مما يجعلهم يشكلون تهديدًا محتملًا للمجتمع المحلي.

الأكثر إثارة للقلق هو ما ورد من معلومات عن حالة من الانعزال التي يعيشها هؤلاء العائدون، حيث يقتصر تواصلهم بشكل كبير بين بعضهم البعض، و أخذ مسافة من المجتمع المحلي الذي( يكفرونه) ، مما يهدد بخلق بيئة حاضنة لعودة نشاط التنظيم والتخطيط لأنشطتهم. 

 

وفي سياق متصل، تثار تساؤلات حول دور الحكومة والأجهزة الأمنية المحلية في التعامل مع هذا التطور المقلق. فقد أشارت المصادر إلى أنه حتى اللحظة لايتم التعامل بجدية من قبل هذه الجهات حول هذه المخاطر، الأمر الذي يثير التخوف ويزيد من الشعور بالقلق لدى السكان المحليين.

حيث اكدت مصادر محلية عن وجود بعض الاختراقات في صفوف الأمن العام من قبل عناصر سابقة تابعة لتنظيم داعش، وهو امر خطير يستدعي تحقيقًا عاجلًا وشفافًا ومتابعة هذه المعلومات والتأكد منها والتعامل معها في حال تأكيدها. 

كما اكدت المصادر وجود عناصر سابقة في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ممن انشقوا عن قسد ضمن صفوف الأمن العام، وهو ما قد يمثل تحديات أمنية إضافية نظرًا للخلفيات المختلفة والولاءات المحتملة لهذه العناصر.

و يؤكد صحفيون وناشطون محليون إلى أن الفترة القادمة قد تشهد تصاعدًا في أنشطة هذه الخلايا العائدة مالم يتم التعامل معها بجدية، على غرار ما كان التنظيم يقوم به سابقًا في منطقة الجزيرة. وقد تم تحديد بعض القرى على أنها حاضنة لهذه العناصر حيث شهدت بعضها حوادث الاستهداف للامن العام خلال الأيام السابقة ، بالإضافة إلى التخوف من أن تكون مدينة دير الزور أحد المراكز المستخدمة للاختفاء والتنظيم.

إضافة إلى ذلك، تفيد المعلومات بوجود بنية لوجستية تدعم هذه العودة، بما في ذلك تجار السلاح الذين ينشطون في المنطقة الممتدة على الحدود العراقية السورية بالقرب من مدينة البوكمال، مما يسهل على التنظيم الحصول على الموارد اللازمة لتنفيذ مخططاته.

 

إن عودة عناصر تنظيم داعش إلى دير الزور تمثل تطورًا خطيرًا يستدعي تحركًا فوريًا وحاسمًا من قبل الجهات المعنية. يتطلب الأمر تعزيز الإجراءات الأمنية، وتكثيف جهود الاستخباراتية لكشف هذه الخلايا وشبكاتها، ومعالجة الأسباب الجذرية التي من الممكن أن تدفع بعض السكان المحليين إلى التعاون مع هذه الجماعات المتطرفة. 

كما أن التحقيق في هذه الاختراقات الأمنية أمر بالغ الأهمية لاستعادة ثقة المواطنين وضمان سلامة المنطقة.

إن التهاون في التعامل مع هذه العودة المنظمة قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية ، ويفتح الباب أمام التنظيم لاستعادة نفوذه في المنطقة، مما سيكون له تداعيات خطيرة على سوريا والمنطقة بأسرها.

حتى اللحظة يبدو الأمر في نطاق الممكن وهناك قدرة على تجاوز الملف والانتهاء منه ولكنه جرس إنذار وتخوف مما قد يأتي لاحقاً في حال تم إهمال هذا الملف.

إن عودة عناصر تنظيم داعش إلى دير الزور تمثل تطورًا خطيرًا يستدعي تحركًا فوريًا من الجهات الأمنية والمعنية بالملف. المطلوب ليس فقط تعزيز الإجراءات الأمنية، بل أيضًا العمل على تفكيك الشبكات الداعمة للتنظيم ومعالجة الأسباب المجتمعية التي تسهّل انتشاره. وحتى اللحظة، لا يزال بالإمكان احتواء الوضع، لكن استمرار التهاون قد يمهّد الطريق أمام التنظيم لاستعادة نشاطه وتهديد استقرار المنطقة من جديد.

شاهد أيضاً

أبرز ماجاء في ندوة “سياسات أمريكا تجاه سوريا: التحديات والفرص” مع الدبلوماسي السوري بسام بربندي

“سياسات أمريكا تجاه سوريا: التحديات والفرص مع الدبلوماسي السوري بسام بربندي حاوره فراس علاوي تحرير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 20 =