الإثنين , نوفمبر 18 2024
الرئيسية / الآن / انتخابات قسد البلدية في دير الزور: قراءة في السياق والمآلات

انتخابات قسد البلدية في دير الزور: قراءة في السياق والمآلات

 انتخابات قسد البلدية في دير الزور: قراءة في السياق والمآلات

ديرالزور  عمر خطاب

تعتزم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إجراء انتخابات بلدية في محافظة دير الزور بتاريخ 19 نوفمبر 2024، وذلك بعد انتهائها من الانتخابات الشكليةالتي أجرتها في مدينة الرقة.

إنتخابات مدينة الرقة سيطر عليها ما يُعرف بـ “تحالف الشعوب والنساء”، وهو تحالف يضم شخصيات ومؤسسات مرتبطة بقسد، وتأتي  هذه الخطوة في إطار محاولات قسد تأكيد وجودها كسلطة شرعية في المناطق التي تسيطر عليها.

سياق الانتخابات

على الرغم من محاولات قسد السابقة إجراء انتخابات، إلا أنها واجهت رفضًا أمريكيًا وغربيًا صريحًا، إضافة إلى التهديدات التركية بشن عمليات عسكرية في حال قامت قسد بأي نشاطات تهدف فيه  شرعنة وجودها. يعكس الرفض الدولي الشكوك حول جدية هذه الانتخابات ومدى توافقها مع المبادئ الديمقراطية.

الانتخابات: تعيينات تحت مسمى الديمقراطية

يمكن اعتبار انتخابات قسد مناورة أو مسرحية سياسية، حيث لا تختلف عن الشعارات التي ترفعها مثل “الديمقراطية” و”أخوة الشعوب”. إن هذه الانتخابات تُعد في جوهرها تعيينات لأتباع قسد، بعدما أطلقت عليهم مسمى جديد ينسجم مع سياستها في ترويج صورة إيجابية عن نفسها. 

إذ تحاول قسد تأكيد وفرض نفسها كسلطة أمر واقع بعد سنوات من الفشل الأمني والخدماتي الذي جرّت المنطقة إليه خلال فترة حكمها. لقد تميزت هذه الفترة بانتشار الفساد والبطالة والمخدرات والمحسوبيات، مما زاد من معاناة السكان المحليين. 

تحاول قسد استغلال الفترة مابين الادارتين الديموقراطية والجمهورية، لتحقيق هدفها في ترسيخ وجودها في المنطقة، لذلك عملت على الاسراع في عملية الانتخابات في ظل تعتيم كامل، على عكس ماتقتضيه عملية الإنتخابات في ظروفها الطبيعة، فهل تنجح قسد في مسعاها؟ 

أم أن العملية مؤقتة ولن تجني ثمارها.

تتضح نوايا قسد من خلال الجداول التي أقرّتها للمراكز وعدد البطاقات الانتخابية، حيث تم تحديد عدد معين من البطاقات لكل منطقة. هذا يعني أنه لا يُسمح للجميع بالمشاركة في الانتخابات، بل يقتصر ذلك على الأشخاص الذين تختارهم قسد، مما يعزز فكرة أن هذه الانتخابات ليست أكثر من مجرد مسرحية سياسية تهدف إلى تعزيز شرعية وهمية.

 

تُظهر نية قسد في إجراء الانتخابات البلدية في دير الزور تحديات كبيرة تتعلق بالشرعية والمصداقية. في ظل الظروف الحالية، تبدو هذه الانتخابات كخطوة تهدف إلى تحسين صورة قسد أمام المجتمع الدولي، بينما تظل في جوهرها محاولة لتكريس السيطرة والنفوذ في منطقة تعاني من الفوضى والفساد.

شاهد أيضاً

جولة في الصحف الإيرانية ليوم الثلاثاء ١٢ تشرين ثاني

طهران  الشرق نيوز النشرة الإخبارية: تحليل السياسة الخارجية الإيرانية في مواجهة انتخاب ترامب 12 نوفمبر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 3 =