شرق سوريا بين صعود التنظيم ونشاط التحالف وقسد َإيران
خاص للشرق نيوز
تشهد مناطق دير الزور بشطريها غربي وشرقي نهر الفرات، وبما يسمى محلياً / الشامية والجزيرة / والخاضعة توالياً لسيطرة نظام الأسد ومليشيا إيران والقوات الروسية غربي نهر الفرات، وقوات التحالف الدولي وقسد شرقي النهر، حالة من العنف و الفوضى و التمزق و الموت و الهجرة الكبيرة، في ظل اضطرابات أمنية و فوضى عارمة و موجة جفاف غير مسبوقة ووضع اقتصادي ومادي صعب وتدهور للزراعة وعدم تحسن في البنى التحتية وتراجع واضح في معدلات البطالة والفقر وغلاء الأسعار .
ففي مناطق سيطرة التحالف الدولي شرق نهر الفرات / جزيرة /
نفذت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بدعم من الطيران المروحي التابع للتحالف الدولي، عمليتي إنزال جوي في مدينة البصيرة وقرية ابريهة التابعة لهاشرقي محافظة دير الزور، اعتقلت خلالها مدنيين اثنين من أبناء المنطقة، إضافة إلى نازحيّن آخرين من محافظة إدلب يقطنان المنطقة، و خلفت ثلاثة قتلى من عائلة واحدة، وهم مدرس في إحدى مدارس القرية إضافة إلى اثنين من أبنائه بالإضافة إلى صهره .
كذلك اعتقلت مدنياً آخر ينحدر من محافظة إدلب، ويعمل بتجارة الأحذية في مدينة البصيرة، إضافة إلى عدد من المدنيين من أبناء المنطقة واقتادتهم إلى جهة مجهولة، دون معرفة أسباب الاعتقال حتى لحظة كتابة هذا التقرير .
وفي 13 ديسمبر/ كانون ثاني، 2021 قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، جيسيكا ماكنولتي، إن عمليتين أمنيتين نُفذتا، ليلة 12/13 ديسمبر ، في بلدة البصيرة الواقعة في محافظة دير الزور السورية ومحيطها.
وأكدت المتحدثة أن العملية الأولى كانت مشتركة بين قوات /سوريا الديمقراطية/ “قسد” وقوات التحالف، وقد أسفرت عن مقتل أربعة مسلحين من “داعش” أحدهم كان يرتدي سترة ناسفة والكلام للمتحدثة.
مضيفة ماكنولتي أن قوات التحالف و”قسد” دمرت السترة الناسفة حماية لأهالي البصيرة.
وأشارت في تصريحها إلى أن / الإرهابيين المستهدفين / هم عناصر من “داعش”، كانوا مسؤولين عن تسهيل نقل الأسلحة والمقاتلين لدعم الهجمات ضد التحالف وقسد ، وأنهم هاجموا في العاشر من الشهر الجاري نقطة تفتيش تابعة لـ “قسد” في محيط مدينة البصيرة 90 كم شمال شرق ديرالزور.
أما فيما يتعلق بعملية الإنزال الثانية، أكدت ماكنولتي أنها كانت “أحادية”، نفذتها قوات “قسد” دون مشاركة التحالف ، مشيرة إلى أن البنتاغون لا يمكنه الإفصاح عن معلومات بشأن نتائجها أو التعليق عليها.
حيث أتت هذه العمليات الأمنية من قبل قوات التحالف الدولي و قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة على خلفية هجوم مسلح تعرض له مقر “اللواء الأول” العسكري التابع لـ”قسد” في 11 ديسمبر الحالي، في منطقة البصيرة شرقي دير الزور.
وكانت مناطق متفرقة من محيط محافظة دير الزور شرقي سوريا، شهدت في 9 من كانون الأول الحالي، مناورات عسكرية مشتركة بين التحالف الدولي و“قسد”، في محاولة يقول التحالف إنها للحد من نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش الذي تصاعدت وتيرته خلال الأسابيع الماضية.
وتعتبر مدينة البصيرة أحد أكثر المناطق التي شهدت نشاطاً لتنظيم “الدولة” مستهدفة مواقع لـ”قسد” فيها، وكان آخرها استهداف مقر عسكري لقيادة “لواء البصيرة” التابع لـ”قسد” في المدينة، في 29 نوفمبر الماضي .
وكان التنظيم قال في مجلة “نبأ” الناطقة باسمه، في 26 نوفمبر، إنه نفذ 17 عملية، تنوعت بين ثلاث عمليات اغتيال، ومايسمى صولات واشتباكات وخمس عبوات ناسفة وكمينين، إضافة إلى عملية إحراق بئر نفطية، وتدمير سبع آليات وعطبها.
و بعد عملية ضرب اللواء الأول فرضت قوات عسكرية تابعة لـ”قسد” حظر تجوال في مدينة البصيرة مستمر حتى اللحظة ، وأخبرت المواطنين عبر مكبرات الصوت في المدينة بالتزام منازلهم ، فيما انتشر عناصر “قسد” داخل أحياء المدينة.
ووفق معلومات خاصة لا تزال قوات سوريا الديمقراطية تبحث عن مطلوبين لها، أحدهم هرب في وقت سابق من سجن في بلدة الصور بريف دير الزور، و في التفاصيل الخاصة الجديدة حول العملية الأمنية التي تنفذها قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، فإن الهدف من العملية هو اعتقال مطلوبين بتهم “تجارة السلاح والانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية”، و ذكرت مصادر خاصة للشرق نيوز، أن ابن المدرس الذي قُتلَ خلال العملية،و يعتبر أحد المطلوبين في الحملة الأخيرة، لكنه لم يُسلّم نفسه بل عمد إلى الهروب برفقة شخص آخر وهو “صهره” عبر دراجة نارية، ليتم قتله لاحقاً بإطلاق النار عليه من قبل مروحية تابعة للتحالف مما أدى لمقتله وصهره.
يذكر أن الاثنين يتبعان لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” وفق رواية التحالف الدولي.
بينما قامت القوات المشاركة بالعملية بمداهمة منزل المدرس، وإخراجه منه برفقة ابنه الآخر وإعدامهم ميدانياً بإطلاق الرصاص عليه.
وعليه فإن عدد الذين قضوا وقتلوا في الحملة ارتفع إلى 4، هم مدرس واثنين من أبنائه وصهره.
و بحسب مصادر فإن المعتقلين الآخرين الذين اعتقلوا في العملية، هم تجار سلاح وآخرين مدنيين.
و الأب الذي قُتل يعمل كأستاذ مدرسة وهم من أبناء منطقة ابريهه، قضى برصاص القوة المداهمة، وهناك أنباء عن إعدامه ميدانياً، كما جرى اعتقال عدد كبير من الأشخاص بتهمة “التعامل والانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية” وكانت حصيلة اليوم من المداهمات في المنطقة
.اعتقال كلاً من “حمودي سليمان البردي و إبراهيم حسين شيخ الجميل و زيودي الشاوي” خلال عملية مداهمة نفذتها قسد فجر اليوم في مدينة البصيرة، التي شهدت
ظهر اليوم الثلاثاء 14 ديسمبر مظاهرات وقطع طرق احتجاجاً على عمليات الدهم والاعتقالات التي طالت أهالي المنطقة في مدينة البصيرة وقريةالجرذي حيث أقدم عنصر يتبع لقسد بإطلاق النار على شاب من البلدة وتم نقله للمشفى.
و خلال الأيام الماضية شهدت مدينة البصيرة إغلاقاً كاملاً من قبل قوات سوريا الديمقراطية و التي قامت بشن حملات اعتقالات في البصيرة ضد خلايا التنظيم ووفق ماورد من معلومات للشرق نيوز، فإن ملاحقة هذه /الخلايا /قد بدأت في 6 ديسمبر بعد قيام مسلحين يستقلون دراجات نارية باقتحام مبنى مجلس بلدية الشعب ومجلس المرأة في مدينة البصيرة الخاضعة لنفوذ /قوات سوريا الديمقراطية/ قسد بريف دير الزور الشرقي، حيث قاموا بتكسير الأثاث المكاتب وهددوا الموظفين في حال عادوا للدوام بالقتل بعد طردهم.
و اليوم تم فتح مدينة البصيرة لتعود الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعد عدة أيام من الحصار و لكن هذا الأمر يشبه الوقوف على فوهة بركان لا تعرف متى سينفجر و لا بد من إعادة رسم سياسات المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية و القوات الأمريكية.
على الجهة المقابلة لنهر الفرات شهدت المنطقة نشاطاً للتنظيم، خاصة في ريف ديرالزور الغربي وبادية قريتي الخريطة والمسرب حيث هاجم التنظيم عناصر للدفاع الوطني وموظفين في حقل النفط مما ادى لمقتل عدداً منهم بداية الشهر الحالي، كما فقدت مجموعة من عناصر ميليشيا الفرقة 17 التابعة لعصابات الأسد بعد توجهها الى بادية المسرب بريف ديرالزور الغربي اليوم الثلاثاء 14 ديسمبر / كانون ثاني.
الصورة للعناصر التي قيل أنها فُقدت في ريف قرية المسرب غرب ديرالزور
هذا التسخين على جانبي نهر الفرات وصعود التنظيم يشي بمتغيرات على الأرض قد تشهدها الفترة المقبلة خاصة مع تداول الأخبار حول توجه مليشيات إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني إلى “الفوج ١٢٣” التابع لمليشيا النظام السوري والمعروف باسم (فوج كوكب) بريف الحسكة، شمالي شرق سوريا،عبر مطار القامشلي العسكري وفق موقع / عين الفرات / وتأتي خطورة هذا التواجد من كون المنطقة تبعد عن قاعدة التحالف الدولي الموجودة في منطقة الشدادي مايقارب 50 كم مما يشكل تحد وتهديد لهذه القوات في حال نشوء توتر ما .