الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / اللشمانيا جائحة تهدد ريف ديرالزور الشرقي

اللشمانيا جائحة تهدد ريف ديرالزور الشرقي

اللاشمانيا ….جائحة تهدد ريف ديرالزور الشرقي

تقرير للشرق نيوز

حول مرض اللشمانيا

 

أسبابه…أعراضه..طرق الوقاية..طرق العلاج
مسح طبي لأعداد المصابين وتوزعهم وأماكن إنتشار الأصابة وأبرز الفئات المستهدفة .
انتشر في السنوات الماضية في المنطقة الشرقية عموماً وديرالزور خصوصاً داء اللشمانيا أو ما يعرف بمعظم مناطقنا بحبة حلب أو حبة السنة .

تعريف المرض

هو مرض يسببه طفيلي وحيد الخلية من جنس اللشمانيات ، حيث ينتقل المرض بواسطة لدغ الحشرات وخاصة ذبابة الرمل ، بعدها يهاجم طفيل الليشمانيا الخلايا البلعمية في الإنسان ويتكاثر داخلها. تظهر آفة حمراء بارزة في مكان لدغة الذبابة بعد ذلك، تتقرح الآفة وقد تصيبها عدوى بكتيرية ثانوية عادةً ما تشفى الآفة بشكل تلقائي، ولكنها تترك ندوبًا مكانها .

الإنتشار والتوزع

هذا الانتشار إزداد وبشكل متسارع في الفترة الأخيرة في ريف ديرالزور الشرقي وخاصة في مناطق الشعيطات وهجين ومدن الشعفة والسوسة وقرية الباغوز  ، حيث ازداد عدد الإصابات بشكل ملحوظ ومتزايد لأسباب كثيرة سنأتي على ذكرها لاحقاً ، مما دق ناقوس الخطر خوفاً من ظهور سلالات جديدة عابرة للحدود بسبب عدم القدرة على السيطرة على المرض من جهة وضعف الإمكانات من جهة أخرى ممايستدعي إهتماماً دولياً خاصة من المنظمات الصحية التابعة للأمم المتحدة أو للدول ذات الشأن والمتداخلة في الوضع السوري .

وصف المرض

يعتبر داء الليشمانيا الجلدي المخاطي أكثر الأنواع إثارةً للخوف نظراً لأنه ينتج آفات مدمرة ومشوهة للوجه. وفي الأغلب يكون السبب فيها هو طفيل الليشمانيا البرازيلية، لكن هناك حالات نادرة تم رصدها والتي يرجع السبب في حدوثها إلى طفيل الليشمانيا الأثيوبية.


العدوى

تعتبر حالات العدوى بالليشمانيا الكبيرة عادةً من الحالات التي تشفى تلقائيًا ولا تتطلب علاجاً، لكن هناك تقارير عديدة عن وجود حالات إصابة خطيرة سببها طفيل الليشمانيا الكبيرة في أفغانستان. وهو ما نلاحظ انتشارها في مناطق دير الزور وأريافها وعموم المنطقة الشرقية وربما الإهمال الذي حصل في المنطقة خلال السنوات المنصرمة قد فاقم الوضع سوءً وربما أنتج سلالات متطورة من المرض استعصت على العلاج .

الأسباب التي أدت لإنتشار المرض 

يُعزي مراقبون صحيون في منطقة ريف دير الزور تم التواصل معهم وهم على اطلاع بمايجري هناك
أن أسباب انتشار مرض اللشمانيا بشكل خطير يعود إلى عدة عوامل ، أهمها ماخلفته الحرب الشرسة والقصف العنيف من جثث متحللة و متفسخة بقيت فترة طويلة قبل أن تدفن و ربما لازالت قابعة تحت ركام المنازل المتهدمة ،كما أيضاً لاتزال هناك جثث الحيوانات التي نالت نصيبها من الموت ، مما أوجد بيئة حاضنة للقوارض الناقلة للمرض بالإضافة إلى المسبب الرئيس وهي ذبابة الرمل التي تنقل المرض عبر لدغها للمضيف .
وقد زاد أيضا تراكم النفايات وانتشارها في كل مكان داخل الأحياء السكنية وخارجها وعدم قدرة الجهات المعنية المتمثلة بالمجالس المحلية التابعة للادارة الذاتية على معالجة تلك المشكلة ، وعدم استطاعة عمال النظافة بالقيام بمهام التنظيف داخل الأحياء السكنية لقلة عددهم وضعف مواردهم وخبرتهم وعدم توافر الآليات ، بالإضافة إلى ذلك فإن مكبات النفايات تتموضع ليس بعيداً عن هذه الأحياء .
ويجد المراقبون أيضاً أن ندرة المياه في معظم المناطق في الريف الشرقي و حتى المدينة يجعل من مسألة النظافة الشخصية كماليات للعائلة ، ويزيد الموضوع سوءاً تلوث المياه وعدم وجود محطات تصفية تعمل بكفاءة لتجعل المياه صالحة للإستعمال البشري .
وقد حذر المراقبون من أن استمرار الوضع على ماهو عليه من بيئة غير صالحة وبنية تحتية شبه متوقفة قد يزيد من انتشار المرض وظهور امراض اخرى .

الأعراض مابعد لسعة الذبابة

تكون المناطق المعرضة للإصابة هي مناطق الجسم التي تكون مكشوفة وغير مغطاة عادة، مثل منطقة الوجه والأطراف. حيث تظهر آفة حمراء بارزة في مكان لدغة الذبابة غالباً في غضون أسابيع ، أو ربما بعد سنوات من اللدغة. بعد ذلك، تتقرح الآفة وقد تصيبها عدوى بكتيرية ثانوية .،ثم تتحول على شكل أورام جلدية متعددة واسعة الانتشار في الجسم، وبالأخص على الوجه والأطراف، وتكون غير طرية وغير متقرحة، وهي حالة نادرة الحدوث.

صعوبات التشخيص

يحتاج تشخيص المرض إلى الفحص المجهري لكشطة أو خزعة مأخوذة من أطراف الجلد المصاب وعمل زراعة لِعينة من هذا الجلد.، وبالتالي الكشف عن وجود أجسام مضادة. يمكن أيضاً عمل بعض الفحوصات الأخرى لتأكيد التشخيص، مثل فحص وظائف الكبد، وقياس الأنزيمات مثل الليباز، والأميليز، وغيرها من الفحوصات وذلك في الحالات المتقدمة من المرض والتي تظهر تقرحات متعددة .
أما في مناطق الريف الشرقي لديرالزور، فيعتمد العاملون الصحيون على الوصف السريري و الإصابة الجلدية فقط ،وذلك بعد تفاقم الحالة ويعود ذلك بسبب عجز الأهالي على القيام بهذا التحليل في مختبر خاص نتيجة العوز المادي وارتفاع أسعار التحاليل الطبية وكذلك المعاينات ، وقلة الاختصاصات الطبية في المنطقة.

معاناة العمل الصحي في ظل الظروف الراهنة

يتحدث العاملون الصحيون أن الاهالي بعد رؤيتهم للإصابة الجلدية يلجأون أولاً لاستخدام الوسائل التقليدية من طب الأعشاب والأدوية التقليدية حتى يعجزون عن علاج الحالة ، وذلك بسبب إما عدم القدرة المادية للذهاب إلى المراكز الصحية أو لجهلهم بخطورة الاصابة ،ثم بعد ذلك يذهبون الى المركز لتلقي العلاج عندها تكون الإصابة واضحة وقد استفحلت .حيث يعتمد العاملون الصحيون على التوزع الجغرافي للاصابة استناداً على معرفتهم بالأحياء التي تزداد بها الإصابات وإذا كان هناك إصابات في الأسرة نفسها .

معوقات العمل الطبي ومطالبات الكوادر الطبية

غالبية المراكز الصحية في ريف ديرالزور وخصوصاً منطقة الشعيطات وعموم الريف الشرقي لديرالزور تفتقر إلى وجود مخبر للقيام بالتحاليل الضرورية للكشف المبكر عن المرض مما يجبر المركز على إعطاء العلاج حسب ما سبق .
في معظم الأحيان تظهر الإصابة على الجلد وينكرها الشخص إما جهلاً أو أنه لا يستطيع علاجها حتى يخبره شخص ما أنها لشمانيا ويعود ذلك إلى قلة التوعية عن المرض من جهة والوضع المادي من جهة أخرى أو عدم توفر مركز طبي قريب .


الأعداد والتوزع الجغرافي للإصابات في المنطقة

في إحصاء قام به ناشطون ميدانيون وزودوا الشرق نيوز بنتائج عملهم  لتحديد الأعداد الدقيقة للمصابين باللشمانيا كانت النتائج مرتفعة بشكل كبير وملحوظ ،

حيث سجل مركز منطقة الشعيطات والذي يضم مدينة أبو حمام وبلدات غرانيج والكشكية  مايقارب3500 مصاب بينما سجلت منطقة هجين وما حولها 2300 مصاباً وفي منطقة الشعفة والسوسة والباغوز تم تسجيل 4500 إصابة إلا أن المراقبين هناك يتوقعون أن الأعداد تفوق ذلك بكثير، فهناك أهالي لا يراجعون المركز لجهلهم بوجود علاج لمرض اللشمانيا تقدمه المراكز الطبية أو لجهلهم بطبيعة المرض وخطورته، كما أن هناك مناطق لا تحتوي على مراكز .

إن انتشار اللشمانيا بشكل كبير أدى إلى فقدان السيطرة على المرض و والعجز عن معالجة الكثير من الحالات تحديداً مع ازدياد أعداد القاطنين واتساع البقعة الجغرافية .

العلاج الدوائي

يتضمن العلاج الدوائي للشمانيا الأدوية الانتمونية خماسية التكافؤ المضادة للطفيليات و امفوترسين الميلتيفوسين الفموي بالإضافة إلى المضادات الحيوية، مثل البارومومايسين و لا تحتاج اللشمانيا الجلدية بالعادة إلى علاج، لكن العلاج قد يسرع من التعافي ويقلل من التندب وفرصة تطور أمراض أخرى، ولكن التقرحات الشديدة التي تسبب تشوهاً في الجلد قد تتطلب عمليات تجميلية في حين أن اللشمانيا المخاطية لا تتعافى من تلقاء نفسها، وتتطلب دائماً العلاج، وغالباً ما يتم استعمال الأمفوترسين ب، والبارومومايسين لعلاجه.

نداء إنساني

وعلى اعتبار تفاقم الحالات المصابة في الريف الشرقي لدير الزور و منطقة الشعيطات بشكل خاص، تحتاج هذه الحالات الى علاج وهو ما تقدمه منظمة الصحة العالمية بشكل محدود للمراكز المنتشرة هناك ، وذلك عن طريق لجنة الصحة بمجلس ديرالزور المدني التابع للإدارة الذاتية في قسد.ولكن المشكلة الكبيرة التي تعاني منها هذه المراكز هي حاجة المرضى خصوصاً الأطفال الى الدواء عن طريق الحقن العضلي وليس فقط التبريد بالامونيات وهذا الدواء يتطلب تحليلاً لوظائف الكبد دون استجابة من قبل الأهالي لعدم وجود مخابر لديها وارتفاع تكاليف المخابر الخاصة تفوق قدرة الأهالي على القيام بذلك .

لذلك توجه الناشطون والعاملون الصحيون في المنطقة بنداء عاجل للمنظمات الإنسانية بزيادة الاهتمام بالمنطقة وإرسال فرق طبية من أجل تدريب العاملين وتزويدهم بالأدوية والملاحظات اللازمة والعمل على توثيق الإصابات بغية متابعتها.

الاحتياجات والمتطلبات 

اعتماداً على شهادات الكثير من العاملين في القطاع الصحي، يرون أن الخطوة الأولى للحد من انتشار المرض ومعالجته تبدأ بإدراك منظمة الصحة العالمية بتدهور القطاع الصحي في ديرالزور، وخصوصاً المنطقة الشرقية والبدء باتخاذ الإجراءات المناسبة والتي تبدأ من:

أولاً

زيادة كميات العلاج وتأمين اللقاحات المناسبة فالكميات الحالية التي تقدمها المنظمة لا تتناسب مع الإزدياد الكبير لعدد المصابين في حين أن اللقاح قد يخفف من نسبة الإصابات في المستقبل.

ثانياً

تزويد المراكز الطبية بوحدات متنقلة وفرق جوالة تقوم بالذهاب الى المناطق التي لا تحتوي على مراكز طبية ويصعب على الأهالي فيها القدوم الى النقطة الطبية.
ردف المراكز الصحية بكوادر مدربة وتدريب العناصر الحالية حتى يستطيع كل عنصر معالجة الحالة لوحده.

ثالثاً

تأمين أجهزة مخابر مناسبة مع المواد الضرورية للقيام بالتحاليل الطبية، ليس فقط من أجل داء اللشمانيا إنما ايضاً من اجل بقية الامراض، وذلك لتخفيف العبء على الاهالي وتحديد الاصابة بشكل أدق وخصوصاً الإصابات التي تكون خطيرة.

رابعاً

دعم المراكز لوجستياً وتأمين كافة المستلزمات الضرورية الطبية و حتى المكتبية لمتابعة عمليات الإحصاء والتواصل المستمر مع المنظمات الطبية والتي قد تؤمن الاستشارة عن بعد في حال عجز المتخصصين عن الحضور الفيزيولوجي.
القيام بحملات توعية مكثفة ليس فقط عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي لا يصل الأهالي اليها في معظم الوقت ولكن أيضاً من خلال الإعلانات الورقية والملصقات والفرق الجوالة.


واقع المنطقة الصحي

الوضع الصحي في محافظة دير الزور سيء جداً لعدم اهتمام مجلس دير الزور المدني في هذا القطاع بشكل كافي وعدم التوزيع الحقيقي للمساعدات على البقعة الجغرافية الممتدة من حدود محافظة الرقة حتى حدود البوكمال، ويظهر ذلك في عدم تفعيل المراكز الصحية بشكل جيد ، والبطء في تأهيل المشافي، وشبه انعدام للكوادر الطبية ،والكفاءات المتخصصة، بالإضافة إلى عدم توفر الأجهزة الطبية اللازمة مثل أجهزة غسيل الكلى، وأجهزة الطبقي المحوري، وبنك الدم ، و أسطوانات الأوكسجين حيث أن الأجهزة الحالية قديمة وغير كافية وكذلك الأدوية التي تقوم منظمة الصحة بتأمينها للمراكز والمشافي لا تكفي لمدة أسبوعين في حين أن الكميات التي تقدم تعطى لشهرين . كما أن المشافي تفتقر لكثير من التخصصات الطبية ،ولا تستقبل حالات كثيرة قد تكون طارئة.
تُعزي بعض المنظمات الصحية اهمالها للمنطقة الشرقية من ريف ديرالزور إلى سوء الوضع الأمني مع كثرة عمليات الاغتيال وانفجار الألغام ومخلفات الحرب لكن هذا ليس بمبرر لهذا التقصير والاستمرار بهذا الحال سوف يخلق أمراضاً أُخرى قد تكون إندثرت منها شلل الأطفال والكوليرا وحتى أمراض أشد فتكاً لن تكون منحصرة بهذه المنطقة بل ستكون عابرة للحدود أيضاً.

شاهد أيضاً

بشار الأسد يرد على إيران نحن معكم

طهران الشرق نيوز بعد الزيارة التي قام بها علي لاريجاني مستشار خامنئي إلى دمشق، والتي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × ثلاثة =