Alsharq News الشرق نيوز
مقالات مشابهة
الشرق نيوز
فراس علاوي
وصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وسوريا جيمس جيفري إلى العاصمة التركية أنقرة ، حاملاً معه ملف المنطقة الآمنة والتي يجري النقاش حولها منذ عدة أشهر بين الطرفين الأمريكي والتركي ، حيث شهدت المباحثات خلافات سياسية ولوجستية في تطبيقها وعملية مراوحة في المكان ، كانت أبرز نقاط الخلاف حولها متمثلة بعمق المنطقة الآمنة وطبيعة تسليحها وطبيعة القوات الموجودة فيها ،
أنقرة والتي صعدت من لهجتها الدبلوماسية والإعلامية أرفقت ذلك بتحشيد عسكري غير مسبوق على الحدود السورية التركية وسط الحديث عن عملية عسكرية مرتقبة ، وتسخين الأجواء عن طريق قصف مواقع لمليشيا ” قسد” في تل رفعت والمناطق المجاورة لها .
بالمقابل قسد ” قوات سوريا الديموقراطية” أعلنت حالة التأهب في صفوفها معتمدة على الدعم الأمريكي والدولي لها وعلى التفاهمات الأمريكية التركية والتي حملها جيفري إلى أنقرة ، ولهذا السبب قام
وفد أمريكي بقيادة الجنرال “كينيث ماكينزي” قائد المنطقة الوسطى في القيادة المركزية للتحالف الدولي إلى مدينة عين العرب “كوباني” بريف حلب الشرقي حاملاً رسائل طمأنة للأكراد وشارحاً النقاط التي يحملها جيفري إلى أنقرة ……
شكل الزيارتين وطبيعة الأشخاص التي يحملونها تُظهر ماتحمله حقائبهم فجيفري الدبلوماسي والسياسي الأمريكي والخبير بمنطقة الشرق الأوسط يحمل رسائل سياسية تحمل مشروعاً توافقياً ، في حين يحمل مكاينزي وهو أحدأبرز قادة الجيش الأمريكي الذين يزورون المنطقة رسالة تطمين للأكراد وبذات الوقت بحث للعمليات اللوجستية التي سترافق تطبيق المنطقة الآمنة .
كلا الزيارتبن لن تكون سهلة فلازال هناك خلافات عميقة حول المنطقة العازلة والتي إن استطاع جيفري تجاوزها فإن إنفراجة واضحة ستحدث في المنطقة وتنعكس على الحالة السورية وخاصة منطقة شرق الفرات .
كذلك زيارة ماكينزي لن تكون سهلة في تقديم تطمينات حقيقية لمظلوم كوباني القائد العسكري لقسد .
تأتي أهمية هذه الزيارات في كونها قد تكون الفرصة الأخيرة قبل الإنزلاق نحو التصعيد والتوتر العسكري الذي لن تستطيع أي من القوى تقدير عواقبه ومآلاته خاصة في ظل عدم قدرة جميع الأطراف خوض عملية عسكرية طويلة الأمد ….
فلا إقتصاد تركيا ومشاكلها السياسية الداخلية تتحمل حالة حرب طويلة ، ولا الأمريكان الذين يجهزون الساحة لمواجهة إيران بحاجة لحروب جانبية قد تغير الاصطفافات في المنطقة
فهل تستطيع دبلوماسية ربع الساعة الأخيرة نزع فتيل التوترعلى جانبي الحدود هذا ماسيظهر بعيد زيارتي جيفري وماكينزي للمنطقة
