الخميس , نوفمبر 21 2024
الرئيسية / مواد مترجمة / التاريخ الدموي لبوتين على لسان المؤرخ الروسي أندريه زوبوف

التاريخ الدموي لبوتين على لسان المؤرخ الروسي أندريه زوبوف

جريمة …ولماذا ؟

9/ 3 /2018

ترجمة هادي الدمشقي 

ناشد ميخائيل غورباتشوف كل من بوتين وترامب بالتوقف عن سباق التسلح في رسالة نشرها ” راديو الحرية” .
ذكرنا غورباتشوف بأحداث عام 1953 حيث كان العالم قريباً جداً من كارثة وشيكة . وأيضاً بالوضع الخطير في تشرين الأول عام 1962 مع أزمة الصواريخ الكوبية .ففي الحادثة الأولى مات المعتدي بظروف غامضة .وفي الحالة الثانية تم التراجع عن المخططات اللاعقلانية وسرعان ما ارتحل إلى صمت أبدي .في كلا الحالتين المبادر بالأزمتين كان الاتحاد السوفيتي الذي طمح إلى توسيع رقعة سيطرته ورقابته على الكرة الأرضية .
انتهت سيطرة قادة الأحزاب الشيوعية على العالم في عام 1987 وعندها صرح غورباتشوف أن القيم البشرية العالية ومن بينها قيمة الحياة البشرية أثمن من عالم القيم الطبقية والقومية . وعلى أثرها حاز غورباتشوف على جائزة نوبل للسلام .

وفي زمن يلتسين لم تعد صواريخنا تستهدف البلدان المتطورة. وغدت روسيا بعد ذلك جزء من العالم الطبيعي , الذي يطمح للعيش , وحتى في ظروف المنافسة ولكن ضمن علاقات ودية متبادلة بين الطرفين . وحتى أن روسيا تم قبولها بمجموعة السبع وكانوا على استعداد لضمها لحلف الناتو وارتبطت بعلاقات طيبة مع الاتحاد الأوربي .
وهنا ظهر الجنرال بوتين , كما ستالين وخرتشوف وبريجنيف في أفغانستان وأنغولا والذين أرادوا توسيع نفوذ الكرملين .وهل ما جرى في روسيا قليلا يا سيد بوتين ؟ أولا في جورجيا عام 2008 ومن ثم في أوكرانيا عام 2014 ومن ثم في سورية عام 2015 .وكل مغامرة تليها مغامرة جديدة وها نحن من جديد على حافة كارثة نووية .
نعم, قبل غورباتشوف كان شيوخ الكرملين طوال الوقت يعيشون برعب , “قال استوبنيك إن الستاليشنيا (نوع من الفودكا) أفضل من السترونتيوم ( مادة مشعة ) “.غورباتشوف جعل العالم واحد ووضع نهاية للعدوانية الشيوعية .وأصبحت الحرب من الماضي حتى أن الفيلسوف فرانسيس فوكوياما أعلن في عام 1991 عن ” نهاية التاريخ” .
أنت اليوم يا سيد بوتين تقول لنا لا ضرورة لوجود العالم إذا لم تكن هناك روسيا .
يا سيد بوتين أنت من جلب العالم إلى حافة حرب نووية من خلال سياستك غير الكفؤة والمنتهية الصلاحية بالكامل , وهكذا تصوغ المسألة. فأنت تفترض أن الأفضل لسكان القرم أن يتحولوا إلى رماد على أن يكونوا من سكان أوكرانيا وأن سكان أبخازيا وجنوب أوسيتيا الأفضل لهم أن يقتلوا بحريق نووي أفضل من أن تراهم ‘لى جانب الجنود الروس يرتدون قبعات هيئة الأمم الزرقاء , وأن ترى أطفال سورية يموتون بغاز الكلور و يعانون تشجنات السارين قبل الموت أفضل من أن ترى العيش بسلام من دون الأسد وفي ظل رعاية دولية .
اولا أنت جعلت من الشعب الروسي ضحية لمغامراتك العالمية واضعا إياه على حافة الفقر وعدم الاستقرار , والموت , غير المفهوم , في أراضي غريبة . أفسدت شبابنا وجعلت منهم مرتزقة لقتل الانسان الآخر مقابل المال ، والآن أنت مستعد للتضحية بالعالم كله من أجل طموحك .
ارتكبت في القرن الحادي والعشرين عدة جرائم والترهيب النووي إحداها والتهديد بالموت هي جريمة وانت على استعداد لأكثر من ذلك .
على العالم أن يعود للتعاون وأن تتحد جميع الدول المتقدمة , النووية , وعلى رأسهم روسيا والولايات المتحدة وأوربا عوضا عن المواجهة والعالم مستعد لذلك وهذا هو الخيار الوحيد فالطموحات الجيو سياسية لا تقارن مع الحق في الحياة والسعادة للمليارات من البشر .وما ينتظره العالم هو الاعتراف بأخطائنا التي ارتكبت في عام 2008 و2014 و2015 وعندها سيكون العالم أكثر أمنا واستقرارا .وعندها ستصبح روسيا عظيمة فعلا .
فالعظمة ليست بقدراتنا على قتل البشرية جمعاء بل في مساعدة البشرية جمعاء على العيش بسلام وسعادة .
المؤرخ الروسي أندريه زوبوف .

الشرق نيوز

شاهد أيضاً

هكذا قتلت سليماني

‏هكذا قتلت قاسم سليماني واشنطنمقال رأي لكينيث ماكانزي القائد السابق للقيادة المركزية الاميركية في مجلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 3 =