حريق بئر نفطي في دير الزور: ينذر كارثة بيئية إنسانية قادمة
الشرق نيوز
عمر خطاب
اندلع حريق في بئر نفطي في بلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي أمس الجمعة ٧ حزيران ، مما أدى إلى انبعاث كميات كبيرة من الدخان السام في الهواء، مما تسبب في تلوث الهواء و انتشار الدخان مع رائحة كريهة،
وفي التفاصيل تعرض البئر (عشارة 103) لعملية حرق مجهولة السبب وبشكل متعمد، حيث يعد البئر من أخطر الآبار في دير الزور بسبب احتوائه على مواد مشعة .
المهندس (ع. ح) و هو مهندس نفط قال للشرق نيوز أن هذا البئر هو البئر الأخطر في سوريا، و كان النظام السوري قد أغلقه في عام 2010 لخطورته، و كان يمنع رعاة الاغنام و الأشخاص الذاهبين إلى البادية من المرور بالقرب منه ، و لكن قسد منذ مايقارب الشهر سمحت لمستثمري النفط بالعمل على تجميع النفط الخارج من البئر و تعبئته بصهاريج و بيعه شرط إعطاء قسد الحصة المتفق عليها دون أي مراعاة للمجتمع المحلي في بلدة الجرذي و مدى تأذيهم من الرائحة الكريهة .
حاول الأهالي عدة مرات رفع كتب و تقارير وشكاوى إلى مؤسسات قسد الأمنية و الخدمية، و لكنها لم تلق أي استجابة تذكر حتى تم الحريق مساء الجمعة والذي تسبب بعدة حالات اختناق و بالأخص لمرضى الربو و الأمراض التنفسية .
و أكد المهندس (ع. ح) أن احتراق البئر سيسهل انتشار المواد السامة المشعة في الهواء و الوصول لمسافات أبعد، منا يشكل خطر كبير على المجتمع المحلي القريب من المنطقة بحكم أنه المتأثر المباشر بذلك و قد تم ملاحظة تسرب النفط إلى المياه الجوفية في المنطقة و هذا يهدد بكارثة أخرى .
غياب فرق مختصة بالحريق من فنيين و اختصاصيين:
واجهت عمليات إطفاء الحريق صعوبات جمة بسبب غياب فرق مختصة ذات خبرة في التعامل مع حرائق الآبار النفطية، مما أدى إلى تأخر إخماد الحريق وتفاقم الأضرار البيئية.
إذ يواجه أهالي المنطقة خطراً حقيقياً يتمثل في غياب فرق مختصة بالحريق من فنيين واختصاصيين في إطفاء حرائق الآبار النفطية، و قد شهدت دير الزور خلال الأشهر المنصرمة أكثر من 13 حريق لآبار نفطية .
السيد (ت. خ) موظف أمن منشآت نفطية سابق قال للشرق نيوز
أن النقص في خبرات الحماية يعد (مصيبة كبيرة) في مجال النفط و يُشكل هذا النقص تهديداً كبيراً على سلامة المنطقة، حيث تُعد حرائق الحقول النفطية من أكثر الكوارث خطورة، ويصعب إخمادها دون وجود خبرة ومعدات مناسبة.
إدارة قسد الفاشلة و الفاسدة لموضوع النفط الذي لم تصرح قسد عن إنتاجه في دير الزور حتى الآن:
أثارت حادثة الحريق انتقادات واسعة بين الأهالي لإدارة “قسد” لعدم شفافيتها في إدارة ملف النفط في دير الزور، حيث لم تصدر أي بيانات رسمية حول كمية النفط المنتجة في المنطقة، مما يثير الشكوك حول وجود فساد في إدارة هذا الملف.
تثير إدارة قسد للنفط في دير الزور العديد من التساؤلات حول شفافية عمليات الإنتاج والتوزيع، خاصةً مع عدم الكشف عن كمية النفط المُنتجة حتى الآن.
كما أن إدارة قسد التي تتاجر بالنفط بشكل غير قانوني، مستغلةً سيطرتها على المنطقة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصالح الشعب السوري.
تفتقر إدارة قسد للخبرة والكفاءة في إدارة موارد النفط، مما يُؤدي إلى إهدار هذا المورد الثمين، وحرمان المنطقة من عائداته.
و منذ عام 2019 يُطالب سكان دير الزور بإدارة شفافة وعادلة لموارد النفط، تُؤمن لهم احتياجاتهم الأساسية وتُساهم في تنمية المنطقة.
انتشار الامراض و السرطان:
يتعرض سكان المنطقة المحيطة بالبئر المحترق لمخاطر صحية جسيمة، حيث يزداد خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والأمراض السرطانية على المدى الطويل.
و عانت أرياف دير الزور خلال السنوات الماضية من انتشار اعداد كبيرة من مصابي السرطان و يعزى ذلك بحسب الأطباء و الخبراء الصحيين إلى وجود استخدام غير آمن لاستخراج النفط و انبعاث الغازات و أيضا الحراقات النفطية التي لها دور كبير في انتشار التلوث في المنطقة
وبالتالي
فإن حريق البئر النفطي في دير الزور يمثل كارثة بيئية وإنسانية تتطلب معالجة عاجلة. على “قسد” تحمل مسؤوليتها تجاه هذه الكارثة، والعمل على إصلاح الأضرار البيئية وتعويض المتضررين.
كما يجب على التحالف الدولي و المنظمات الدولية والمحلية التدخل بشكل عاجل لتقديم المساعدة الطبية واللوجستية لسكان المنطقة و بالأخص لمصابي السرطان و الرد على مطالب المجتمع المحلي في دير الزور في أن يكون نفطهم سبب تنميتهم لا سبب انقراضهم.