الشرق نيوز
دمشق
فراس علاوي
وداعاً للأجهزة الأمنية أهلاً بكفاح ملحم
تداولت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد منذ أيام ,قرارات بتغييرات أمنية شملت شخصيات مقربة من رأس النظام بشار الأسد.
شملت هذه التغييرات أحد أبرز الشخصيات الأمنية في عهد بشار الأسد.
اللواء علي مملوك حيث تم عزله من رئاسة مكتب الأمن القومي, والذي ترأسه منذ 25 يوليو تموز 2012, ونائب (رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية) منذ 9 يوليو تموز 2019, وتم تعيينه مستشاراً في رئاسة الجمهورية للشؤون الأمنية.
علي مملوك الرجل القوي والصندوق الأسود لما يتعلق بأسرار منظومة نظام الأسد الأمنية, والذي أشيع لاحقاً أن حالته الصحية قد تدهورت.
التغيير الأخر كان بتعيين اللواء كفاح ملحم مديراً لمكتب الأمن الوطني خلفاً لعلي مملوك, وتعيين اللواء كمال حسن رئيساً لشعبة المخابرات العسكرية.
سبق هذه التعيينات تعيينات أخرى في مناصب مقربة من الدائرة الضيقة المحيطة ببشار الاسد. فقد أصدر بتاريخ 3/يناير ك2 2024 قراراً عين فيه بشار الأسد اللواء قحطان خليل مديراً لادارة المخابرات الجوية بدلاً من اللواء غسان اسماعيل.
كما ألغى وزارة شؤون رئاسة الجمهورية وإحداث الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية.كما تداولت أوساط داخل حزب البعث الحاكم أن هناك إجراءات سوف تطال طريقة انتخاب واختيار القيادات الحزبية وفق معايير مختلفة, وهو ماتحدث عنه بشار الأسد في لقائه اللجنة المركزية للحزب.
كذلك تم إغلاق ودمج عدد من الفروع الأمنية وإعادة هيكليتها مثل إلغاء فرع الأمن الاقتصادي المسؤول عن مؤسسات الاقتصاد السورية, وفرعي الدوريات وفلسطين ضمن إدارة المخابرات العسكرية.
تختلف التحليلات المرتبطة بهذه التغييرات بين رغبة بشار الاسد بإمساك السلطة بقوة أكبر بعد تنامي دور بعض الشخصيات وانقسام تبعيتها بين روسيا وإيران.
أو تنامي الدور الاقتصادي والمالي لشخصيات أخرى والتخوف من ارتباطاتها الدولية.
أو أن مايتم من تغييرات مرتبط بطلبات عربية من نظام الأسد من أجل ضمان عودته للمجتمع الدولي ربما بوساطة عربية.
كذلك فإن مبدأ الخطوة مقابل خطوة الذي اقترحه المبعوث الدولي يستلزم من نظام الأسد احداث تغييرات في بنية أجهزته الأمنية كنوع من تقديم التنازلات للمجتمع الدولي.
كذلك الحديث عن اختراقات أمنية تسببت بعمليات اغتيالات لشخصيات قيادية في الحرس الثوري الإيراني وقيادات حزب الله اللبناني, والتهديدات الإسرائيلية المتكررة باستهداف شخصيات على الأرض السورية.
وبالتالي قد تكون حالة الترهل التي لحقت بالأجهزة الأمنية سبباً في إعادة هيكلتها والإمساك بها بيد واحدة,
وهنا يمكننا العودة لكفاح ملحم
بداية من هو كفاح ملحم ؟
ينحدر ملحم من بلدة جنينة رسلان التابعة لمحافظة طرطوس كان ضابطاً في “الحرس الجمهوري” تحت إمرة باسل الأسد، بعد مقتل باسل الأسد نُقل ملحم إلى شعبة “المخابرات العسكرية” حيث تسلم رئاسة فرع التحقيق العسكري “الفرع 248.
كان للفرع 248 دوراً بارزاً في عمليات قمع المتظاهرين السلميين, الامر الذي جعل من كفاح ملحم مجرماً حيث تمت معاقبته من قبل الولايات المتحدة حسب وزارة الخزانة الأميركية، فإن ملحم كان يشرف شخصياً على مرافق الاحتجاز التي وقعت فيها انتهاكات لحقوق الإنسان، قبل تعيينه في منصبه الحالي. وقالت إنه تولى قيادة فرع المخابرات العسكرية السورية 248، وأشرف على تعذيب وقتل العديد من المعتقلين. في حلب عام 2012، عُين كفاح ملحم لاحقاً رئيساً لفرع “الأمن العسكري” هناك، حيث تابع عمله في وأد الثورة وأشرف على عصابات الشبيحة، حيث تولى عملية تجنيدهم بشكل مباشر، وتكليفهم بالقيام بعمليات خطف وابتزاز التجار ومبادلة المختطفين بمبالغ مالية ضخمة تصل في نهايتها له والذي كان يتقاسمها مع عدد من الضباط وقادة وعناصر تلك المجموعات,في عام 2014، عُين ملحم رئيساً لفرع المعلومات بشعبة المخابرات العسكرية، وفي تموز تم ترفيعه لرتبة لواء وتعيينه نائباً لرئيس شعبة “المخابرات العسكرية” اللواء محمد محلا حيث أشرف على عدد من العمليات العسكرية في أرياف حماة وحمص وحلب، ويشترك مع اللواء محمد محلا في المسؤولية عن جميع الانتهاكات التي ارتكبتها شعبة “المخابرات العسكرية” منذ تعيينه عام 2015 حتى تموز 2018، إذ أصبح رئيساً للجنة الأمنية في المنطقة الجنوبية والتي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء .
وحسب مصدر للشرق نيوز فإن اللواء ملحم من عائلة خدمت آل الأسد الأب والابن إذ كان والده اللواء محمد ملحم صديقاً مقرباً لحافظ الأسد ومديراً عاماً للهيئة العامة لمدارس ابناء الشهداء لمدة 20 عاماً.
ماهو الهدف من تعيين ملحم ؟
أضاف المصدر الذي تحدثت اليه الشرق نيوز
أن السبب الأول لتعيين ملحم هو ولاؤه المطلق لبشار الأسد وثانياً ذهابه بعيداً في الإجرام بحق السوريين مما يجعل مصيره مرتبطاً بمصير النظام وبالتالي لامجال لأن يقوم بأي خطوات منفرداً.
كذلك فإنه وبعد الاختراقات الأمنية هناك رغبة عند بشار الأسد في حصر القوى الأمنية في جهاز واحد يشرف عليه شخص واحد يكون مسؤولاً أمام بشار الأسد, وهو مايبدو أنه الدور الجديد لكفاح ملحم, الذي بدأ بتقوية مكتب الأمن الوطني.
حيث بدأت هذه الاجراءات حسب السياسي المعارض أيمن عبد النور باستدعاء 54 ضابطاً مسرحاً برتبة لواء وتعيينهم ضمن المكتب, كذلك تم اختيار عدد من ضباط الشرطة لتدريبهم في إدارة المخابرات العامة.
وتعليقا على هذا الإجراء قال المصدر للشرق نيوز
أنه من الممكن اعطاء هؤلاء الأشخاص مهمات إدارية تضمن سيطرة التامة على الحالة الأمنية في المحافظات.
ايضاً فإن اختيار ملحم لمنصب مدني يعني انه سيبقى في حال وصوله لسن التقاعد وهذا يعني أن المشروع يحتاج لوقت.
لايمكن قراءة هذه التغيرات بصورة منعزلة عن مايجري من صراعات على الأرض السورية سواء كان سببها بقاء النظام, أم صراعات جانبية كما يحدث بين إيران وإسرائيل.