إيران
الشرق نيوز
هاجم الكاتب الإيراني حسين شريعتمداري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واصفًا إياه بالخائن والمنافق، وذلك بعد موافقة الأخير على بيان القمة الروسية – العربية الذي اعترف بحق للإمارات بملكيّة الجزر الثلاث المتنازع عليها مع إيران.
وفي مقال له في افتتاحية صحيفة “كيهان” الأصولية، تساءل شريعتمداري عن أهداف ودوافع لافروف للمشاركة في هذا البيان رغم اطلاع روسيا على عشرات الوثائق التي تثبت ملكيّة إيران للجزر الثلاث.
وتابع الكاتب: “لا يتوقّع أحد من الدول العربية الحاضرة في الاجتماع المذكور سوى العداء لإيران والتعاون مع النظام الصهيوني، ولكن يجب على الحكومة الروسية أن تتحمّل مسؤولية تصرّفاتها غير القانونية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ودعا الكاتب الجهاز الدبلوماسي الإيراني لمطالبة الحكومة الروسية بالاعتذار رسميًا وعلنيًا عن الفعل الذي قامت به ضد إيران، مشيرًا إلى أنّ القمة وبيانها جاءت بهدف التغطية على جرائم إسرائيل وإشغال الرأي العام وإبعاده عن غزة وفلسطين.
وفي ذات السياق، قالت صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية إنّ مشاركة روسيا وموافقتها على بيان القمة الروسية – العربية المنعقدة في المغرب يمثّل خيانة روسيّة جديدة لإيران.
وأضافت الصحيفة أنه على عكس إيران التي تعتبر روسيا حليفها الاستراتيجي، فإنَّ الروس لا يرون طهران كشريك استراتيجي لهم، فيتصرّفون بناءً على مصالحهم الخاصة فقط ويغيّرون مواقفهم ويتبنّون نهجًا مختلفًا بين حين وآخر.
وتابعت الصحيفة: “بعد الحصار الغربي والعقوبات الأميركية والأوروبية ضد روسيا، قرّرت موسكو تعزيز علاقاتها مع دول منطقة الشرق الأوسط وإبرام العديد من العقود التجارية والعسكرية طويلة الأمد معها، وقد دفع هذا النهج الروس إلى تبنّي مواقف مناهضة لإيران في علاقاتهم مع الدول الأخرى، وخاصة العربية”.
واستنتجت “آرمان ملى” أنَّ الروس سيفعلون أي شيء على أساس مصالحهم الوطنية كلّما تطلّبت مصالحهم ذلك، لافتةً إلى أنه بغض النظر عن أي قضية، يبحث الروس عن علاقة واسعة وهادفة مع دول المنطقة ولا يريدون أن يخسروا علاقتهم مع أي دولة، ولذلك يحاولون معاملة إيران والعرب بنظامهم الخاص في إطار سياستهم الخارجية.
كما رأى الناشط الإصلاحي والبرلماني السابق حشمت الله فلاحت بيشه أنَّ روسيا والصين أكثر خطورة من الغرب على الأمن القومي الإيراني.
وفي مقابلة له مع صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية، أضاف فلاحت بيشه أنَّ روسيا والصين هما اللاعبان اللذان لعبا الدور الرئيسي في الهجوم على سيادة وسلامة الأراضي الإيرانية.
وتابع البرلماني السابق: “لقد حذّرتُ من انتهازية روسيا واستغلالها لإيران، وهو ما حصل في المفاوضات النووية التي أصبحت ضحيّة للسياسات الروسية، وكذلك أوكرانيا، حيث ورّطت روسيا إيران في هذا المستنقع وجعلتها تدفع ثمنًا باهظًا”.
ولفت فلاحت بيشه إلى أنَّ الإمارات تسعى إلى الاستفادة من قدرات مجلس الأمن والأمم المتحدة لتفعيل المادة 96 لإجراء تصويت استشاري من محكمة لاهاي بشأن الجزر الثلاث، في ظل تواطؤ الروس مع هذه المؤامرة المناهضة لإيران، على حد تعبيره.
وبحسب البرلماني السابق، فإنّ الروس استغلّوا عزلة السياسة الخارجية الإيرانية أكثر من أي جهة فاعلة أخرى، حيث أنهم اثقون من أنّ إيران ستستمر في طريقها الخاطئ في السياسة الخارجية وتتجه نحو نوع من الاعتماد الدائم على موسكو، لذلك فهم سيلحقون أي ضرر ممكن بالمصالح الوطنية الإيرانية، برأي حشمة الله فلاحت بيشه.
ودعا الناشط الإصلاحي الحكومة الإيرانية إلى تغيير سياستها الخارجية والتحرّك نحو وقف التصعيد على الساحتين العالمية والإقليمية، والحدّ من التوتّر مع الدول الغربية لمنع أي لاعب صغير أو كبير من استغلال إيران.
على صعيد آخر، رأى المحلّل السياسي الإيراني مهدي مطهر نيا أنّ تشكيل القوّة المتعدّدة الجنسيّات في خليج عدن يعني أنّ البحر الأحمر سيكون محور الصراعات المقبلة في المنطقة.
وفي مقال له في صحيفة “تجارت” الاقتصادية، أضاف الكاتب أنّ الولايات المتحدة تريد استغلال التحدّيات القائمة استراتيجياً من أجل السيطرة في نهاية المطاف على القوة المتعددة الجنسيّات.
وتابع المحلل السياسي: “يبدو أنَّ واشنطن تخطط أيضًا لتحويل التهديد إلى فرصة تستغلّها بهدف الهيمنة وإبعاد منافسيها عن مناطق نفوذها”.
ووفق مطهر نيا، فإنّ أحد الأهداف الأخرى للولايات المتحدة من تشكيل التحالف العسكري في البحر الأحمر هو تمرير تكلفة تحرّكاتها نحو آسيا عبر حلفائها واستغلال الرأي العام لصالحها.
المصدر موقع جادة إيران