في ذكراها السنوية الثامنة شهادة حية عن مجزرة “شارع علي الوحش” جنوب دمشق.
الشرق نيوز
تعد المجزرة من أكبر مجازر النظام السوري خلال الثورة وراح ضحيتها. أكثر من ١٥٠٠ إنسان بين شهيد ومعتقل ومغيب.
هكذا بدأ الاستاذ عزالدين محمد العلي
مدير اتحاد نشطاء جنوب دمشق حديثه عن مقدمات المجزرة.
المكان: حاجز “علي الوحش” في منطقة حجيرة المتاخمة لبلدة يلدا “جنوب العاصمة دمشق”
الجهات التي قامت بالمجزرة الفرقة الرابعة،فرع فلسطين،حزب الله اللبناني،ابو الفصل العباس والمليشيات التابعة لإيران
الزمان: 05/01/2014
قبيل المجزرة أطبقت قوات نظام الأسد والمليشيات المساندة له الحصار التام من جميع الجهات، على أحياء جنوب العاصمة في رمضان 2013
أكثر من 150 ألف نسمة أصبحوا مهددين بالموت، بسبب القصف المتواصل والحصار المتواصل، إذ سرعان ما نفذت المواد الغذائية من الأسواق والمحال التجارية فلجأ الأهالي للإستعانة بالطعام الموجود في المنازل التي أصحابها خارج المنطقة.
صمود أهالي جنوب دمشق أغضب النظام فحشد قواته والمليشيات الطائفية المساندة له وبدأ بحمله عسكرية
أطلق عليها اسم ” دبيب النمل ” سبقها قصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة، بدأت الإشتباكات ودارت رحى المعارك لأيام عديدة.
قدم أبناء المنطقة العديد من الشهداء لكسر الحملة وصدها لكن فرق القوة والعدد والعتاد بين الطرفين كان شاسعاً وتمكن النظام من السيطرة على أحياء
سبينة و الذيابية والحسينية وغزال وحجيرة والبويضة والأجزاء المحررة من عقربا والسيدة زينب.
أُجبرَ أهالي وثوار هذه المناطق للنزوح الى الأحياء المحررة المجاورة، حجم خسائرنا كان كبيراً، عشرات الشهداء و تقلص مساحة المنطقة المحررة وخسارة مستودعات الطعام، التي كانت في المناطق التي احتلها النظام.
أستمر القصف على الأحياء المحررة مما زاد الأعباء فنفذت الأدوية والمستلزمات الطبية وحتى الطعام الذي في المنازل.
أشتد الشتاء والحصار معاً وبات شبح الجوع يجول في الأرجاء مهدداً أرواح أهلنا وأطفالنا ويوم بعد يوم تزداد الأوضاع الإنسانية سوءاً وتدهوراً.
حاولت الفصائل فك الحصار بعمليات عديدة لم يتكلل لها النجاح.
وبدورنا كناشطين أطلقنا مئات المناشدات والأستغاثات والحملات الإنسانية من اعتصامات ومظاهرات عديدة لفك الحصار ارتد صدها بخذلان البعيد وعجز القريب، والكارثة تتفاقم أكثر فأكثر فكل يوم يسجل ضحايا وشهداء جدد نتيجة الجوع وسوء التغذية، تم توثيق أكثر من 20 شهيد قضو جوعاً خلال 15 يوم /ديسمبر 2013 /
خلت الأسواق والمحال التجارية من المواد الغذائية بشكل تام.
ووصل سعر كيلو الأرز الواحد إلى 17الف ليرة سورية أي ما يعادل 70 دولار أمريكي أنذاك.
كان قوت الأهالي اليومي الحشائش والأعشاب كان أشهرها عشبة”رجل العصفورة “كما يسميها أهل المنطقة و التي لا تسمن ولا تغني من جوع حتى أن بعضها كان يحتوي على نسبة من السموم ولها آثار جانبيه خطيرة مثل انتفاخات وتورم الوجه والتهاب الأمعاء والإسهال الشديد وفي ظل النقص الشديد في الأدويةوالمستلزمات الطبية ، كانت أعداد شهداء الجوع ترتفع كل يوم.
ودون سابق انذار اقتربت ساعة الغدر ولحظة الفاجعة
قام النظام والمليشيات الإيرانية بإشاعة خبر مفاده السماح للمدنيين الخروج من جنوب دمشق المحاصر الى دمشق وأعطاهم الأمان للمغادرة مروراً بحاجز شارع “علي الوحش” الواقع في منطقة حجيرة التي تسيطر على الميليشيات التابعة لإيران، وضع أهالي جنوب دمشق أمام خيارين لا ثالث لهما.
أما البقاء تحت القصف والحصار والإستسلام لشبح الجوع الذي يخطف أطفالهم أمام أعينهم أوالمجازفة بالخروج عبر حاجز الموت، أملاً بوجود الحياة
لم يكن يتوقع أصحاب الأجساد الهزلية التي فتك بها الجوع و المثقلة بالهموم أنهم سيكونون فريسة سهلة،
خرج عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والشباب.
وكانت ضباع الإجرام تسن أنيابها
وصل العشرات إلى الحاجز لكن العدد لم يعجب أصحاب الغريزة الدموية وعمدوا إلى المكر لإيقاع أكبر عدد من الناس.
فقاموا بتوزيع بعض الخبز والمعلبات متظاهرين بأن نوايهم حسنة وبالفعل ابتلع الأهالي الطعم وتدفقوا كالسيل.
ووقعوا في المصيدة فقد وصلوا إلى الساحة التي لا يمكنهم العودة، وقام جنود النظام والمليشيات بتطويقهم قاموا بمصادرة البطاقات الشخصية والجوالات
وقاموا بتعذيب الشباب وضرب النساء والشيوخ واستخدموا جميع أساليب الترهيب والإذلال.
وحسب شهادة ناجين من المجررة تحدثوا لي، قامت المليشيات التابعة لإيران على رأسهم “حزب الله اللبناني” و” ابو الفضل العباس” بأفظع الجرائم ضد الإنسانية والتي تصنف بجرائم حرب.
حيث قاموا بقتل العشرات رمياً بالرصاص وذبحاً بالسكاكين والسلاح الأبيض أمام أهلهم وحرق آخرين وهم أحياء وذالك بوضعهم داخل إطارات السيارات والحقائب التي كانت معهم واشعالها.
وحتى النساء الحوامل تعرضوا للضرب المبرح وسربت بعض المقاطع عن تعذيب النساء داخل مقرات الميليشيات الطائفية في بلدة حجيرة وتروي بعض الشهادات عن حالات اغتصاب لبعض النساء.
ولازال مصير نحو ١٥٠٠ إنسان من أهالي جنوب دمشق مجهول حتى يومنا هذا لتسجل هذه المجزرة بصفحات إجرام النظام السوري والمليشيات الإيرانية الطائفية بحق الشعب السوري فقط لأنه طالب بحريته .