روسيا شرق الفرات ومحاولات السيطرة
هيئة التحرير
في حادثة هي الأولى من نوعها حاولت قوات روسية العبور من الحد الفاصل بين قوات النظام و قوات قسد، و المرور عبر الريف الغربي لدير الزور الواقع تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية/ قسد / للوصول إلى طريق M4 في محافظة الرقة، وذلك بعد إزالة قوات قسد الحواجز التي تتبع لها في بلدة الجنينة في الريف الغربي لدير الزور.
و يعتبر هذا التصرف من القوات الروسية غريباً وغير معتاد منذ سيطرة الروس على مناطق واسعة من محافظة ديرالزور، كما أنها المرة الأولى التي تحاول فيها القوات الروسية العبور من محافظة دير الزور في الشق الذي تسيطر عليه قسد.
بعد ورود أخبار عن نية القوات الروسية العبور، تجمع العشرات من أبناء المنطقة و الريف الغربي لدير الزور و الناشطين في قريتي الحصان و الجنينة رفضاً لعبور القوات الروسية مناطق الريف الغربي لدير الزور، و قام المتظاهرون بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، كما تحرك المتظاهرون حتى وصلوا إلى نقاط التماس مع مناطق سيطرة النظام في قرية الجنينة و أبلغ المتظاهرون ضباطاً روس أتوا إلى نقاط التماس بأنه غير مرحب بهم في مناطق دير الزور الخارجة عن سيطرة نظام الأسد في أرياف دير الزور، لأنه حسب قول المتظاهرين أن الروس شركاء الأسد في جرائم النظام السوري و أنهم مسؤولون كما نظام الأسد عن قتل و تهجير ملايين السوريين.
و بعد ذلك قامت قوات من مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية/ قسد / بتلبية نداء أهالي الريف الغربي لدير الزور و المتظاهرين على نقاط التماس و توجه رتل عسكري بسيارات رباعية الدفع تحمل أسلحة ثقيلة و متوسطة إلى نقاط التماس و اعترض الرتل الروسي و أخبر قائد هذه القوة /حاتم أبو السعود / الروس بأن القوات الروسية غير مرحب بها من قبل أبناء ريف دير الزور بشكل عام و أبناء ريف دير الزور الغربي بشكل خاص .
و تشهد المنطقة الآن انتشاراً كبيراً لحواجز مجلس ديرالزور العسكري و في عموم الريف الغربي لدير الزور.
لقد حاولت روسيا عدة مرات الدخول لريف دير الزور على مدى السنوات الماضية و لكن آلت كل محاولاتها للفشل بسبب رفض أهالي دير الزور لتواجد القوات الروسية.
في 7 شباط من العام 2018 حاولت قوات روسية بالاشتراك مع قوات النظام و ميليشيات محلية و ميليشيات إيرانية احتلال حقل الغاز “كونيكو” الذي ينتج عشرة ملايين متر مكعب من الغاز يومياً ، وهذا الحقل يقع شمال شرق دير الزور ولكن الطائرات الأمريكية استهدفت القوات التي حاولت العبور، لتقتل أكثر من 300 من المرتزقة الروس و الميليشيات الإيرانية و قوات النظام ، ولقد اعترفت آنذاك بذلك وسائل إعلام النظام و إيران و روسيا .
إن سبب خوف الأهالي من قدوم قوات روسية هو ما يشاع في المنطقة ان قيادات من قسد اتفقت مع الجانب الروسي و قوات النظام لتسليمهم الريف الغربي لدير الزور .
و لكن ما يثير الحيرة أن الجنرال الروسي أخبر المتظاهرين أنهم سيعبرون بتنسيق مع قسد والادارة الذاتية و أنه سيتم عبور أربعة آليات إلى مدينة الكسرة ومن الكسرة ستذهب هذه الآليات إلى قرية الجزرات و هو سؤال محير؟
في هذا اليوم بعد أحداث قرية الجنينة في دير الزور و تصديهم للرتل الروسي و الذي تم قدومه بالاتفاق مع قيادات من pkk كما يصر أبناء دير الزور أن الثورة السورية مستمرة و أن قرارات قيادات قسد و ال PKK مع روسيا و نظام دمشق لن تمر إلا على جثث أحرار دير الزور و أن تواجد قوات النظام مرفوض رفضاً قاطعاً.
و في المساء دعا نشطاء من دير الزور إلى مظاهرة غداَ الجمعة في عموم محافظة دير الزور و عند نقاط التماس مع قوات الأسد لرفض أي تواجد روسي أو لقوات النظام في مناطق شرق الفرات .
و يتساءل أبناء دير الزور من هي القيادات من قسد التي اتفقت مع الجانب الروسي و لماذا تحاول روسيا المرور من ريف دير الزور الغربي و هل هو لمحاولة جس نبض الأهالي وهل هناك اتفاقيات أخرى؟
و ما هو رأي قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده واشنطن من تواجد أو مرور القوات الروسية.
و ما هو موقف الإدارة الذاتية مما حدث اليوم؟
أسئلة ستجيب عليها الأيام القادمة.