الجمعة , نوفمبر 15 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / نص إحاطة المبعوث الدولي غير بيدرسون لمجلس الأمن حول سوريا

نص إحاطة المبعوث الدولي غير بيدرسون لمجلس الأمن حول سوريا

مجلس الأمن

الشرق نيوز

)ترجمة غير رسمية(
المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون
إحاطة لمجلس الأمن الاثنين 18 مايو/ آيار 2020
_____
شكراً السيد الرئيس
1- منذ تقريري الأخير، قمت باتصالات موسعة مع السوريين من كافة أنحاء البلد، وقد أبدوا حرصاً على التواصل مع الأمم المتحدة في هذا الوقت الذي نجد جميعاً فيه وسائل جديدة للتواصل. لقد لمست مدى عمق مخاوفهم بشأن الوضع الحالي ومستقبل بلدهم الحبيب، سوريا.
2- لقد سمعت ارتياحاً بأن جائحة كوفيد 19 لم تطل سوريا حتى الآن بالشكل الذي كان يخشى منه في البداية، ولكني لمست أيضاً مخاوف إزاء إمكانية حدوث ذلك .كما ألمس أيضاً قلقاً عميقاً بأنه على الرغم من انخفاض حدة العنف إلى حد ما في الوقت الراهن، إلا أنه مستمر ويمكن أن يتصاعد في أي لحظة. كما استمعت إلى مخاوف ملحة بشأن الاستمرارفي تدهور الاقتصاد وما يسببه من معاناة. وهناك خوف وقلق عميق بشأن مصير وسلامة المعتقلين، والمختطفين والمفقودين . وبصراحة، هناك خيبة أمل من أن العملية السياسية لم تؤد إلى تحسن ملموس في حياة السوريين .وشعور يسود بين الكثيرين بأن التنافس الدولي يطغى على التعاون، وأن السوريين هم من يدفعون ثمن ذلك.
3- أنني أشارك تلك المخاوف، وأعتبرها بمثابة تذكير قوي للمجتمع الدولي بأهمية إيجاد دبلوماسية بناءة بشأن سوريا دعماً للحل السياسي. الأمر صعب ولكنه ليس مستحيلاً. ويتعين علينا المحاولة.
السيد الرئيس،
4- لدينا عوامل يمكن البناء عليها. في شمال غرب سوريا، شهد الشهر الجاري مزيداً من التقدم في التعاون الروسي – التركي على الأرض بموجب الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان في مارس/آذار والذي أسفر عن هدوء نسبي في ادلب. ونأمل جميعاً أن يبشر ذلك بالحفاظ على الهدوء هناك.
5- إلا أن هذا الهدوء تخللته بعض الأحداث العنيفة ومحاولات متبادلة لشن هجمات عبر خطوط التماس وأبرزها هجوم شنته غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” التي تضم مجموعات متطرفة وأسفر عنه مقتل عدد من الجنود السوريين. لقد أدى هذا الهجوم إلى تصعيد شمل زيادة في معدلات القصف المدفعي على مناطق داخل ادلب بالإضافة إلى إطلاق صواريخ على قاعدة حميميم في اللاذقية، قبل أن يتم احتواء الموقف.
6- في غضون ذلك، كان هناك ايضاً حوادث قصف متبادل، وهجمات بالعبوات الناسفة في عفرين وشمال شرق سوريا، وتوترات إضافية، وعمليات اغتيال موجهة، وحشود عسكرية واشتباكات في جنوب غرب سوريا، وتقارير إضافية حول ضربات جوية إسرائيلية في دير الزور وحلب، وحوادث أخرى تشير إلى عودة ظهور داعش في شرق البادية.
7- بالمختصر، السيد الرئيس، العنف مستمر وهناك خطر دائم بالتصعيد الذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار الترتيبات الحالية .نرى مثل هذا الخطر الآن في درعا. يجب بأي ثمن تفادي العودة إلى القتال الشامل والانتهاكات والخروقات التي شهدناها من قبل.
8- دعونا نتذكر أيضاً أن عدم الاستقرار في سوريا يتردد صداه في أماكن أخرى – بما في ذلك وصولاً إلى ليبيا، في ضوء التقارير الواردة حول تجنيد مقاتلين بأعداد كبيرة في سوريا وارسالهم للقتال على طرفي الصراع هناك.
9- لقد دعا هذا المجلس كافة الأطراف لضمان فترة متصلة من الهدوء على مستوى سوريا. لذلك فعلى الأطراف الرئيسية العمل معاً – وأنني على استعداد للمساعدة في ذلك – ليكون هناك هدوء متصل ومعزز وأن يمتد هذا الهدو ء ليتحول لوقف إطلاق نار على المستوى الوطني وفقاً لما نص عليه قرار مجلس الأمن 2254. دعوني أكرر اقتناعي بأن تواجد المجموعات الإرهابية المصنفة يؤكد على الحاجة إلى مقاربة تعاونية لمكافحتها بشكل يضمن الاستقرار، ويحمي المدنيين، ويضمن الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني.

السيد الرئيس،
10- لحسن الحظ، فإن سوريا لم تشهد حتى الآن انتشار واسع لجائحة كوفيد 19 كما كان مصير عدد من الدول الأخرى. مع الأخذ في الاعتبار محدودية الاختبارات، فإن الإحصاء الرسمي لعدد الحالات في سوريا هو 64 حالة ،58 منها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، و6 حالات في شمال شرق سوريا. ولم تسجل أية حالة حتى الآن في شمال غرب سوريا. نلاحظ الإجراءات المبكرة التي اعتمدتها الحكومة السورية وسلطات الأمر الواقع الأخرى للتصدي للجائحة، والتي يتم حالياً تخفيف بعضاً منها .

بالتأكيد، وكما هو الحال في كافة الدول، فإن خطر انتشار أكبر للجائحة لايزال قائماً. وفي سياق الأزمة السورية، فإن مثل هذا التطور ستكون له تداعيات مدمرة داخل البلد وخارجها أيضاً.
11- سيقوم نائب الأمين العام مارك لوكوك باطلاعكم على المستجدات المتعلقة بالقضايا الإنسانية خلال تقديم إحاطته لكم غداً. دعوني أشير إلى أهمية الوصول الإنساني الكامل والمستدام ودون عوائق، باستخدام كافة الآليات المتاحة، بما في ذلك زيادة الوصول عبر الخطوط وعبر الحدود لإيصال المساعدات. بينما نعمل على زيادة الوقاية والحماية من كوفيد 19 في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وفي شمال غرب سوريا، يعد هذا الوصول أمراً بالغ الأهمية في أماكن أخرى أيضاً، بما في ذلك في شمال شرق سوريا، حيث ازدادت الفجوة في الامدادات الطبية اتساعاً.
12- اتصالاً بالنداء العالمي للأمين العام حول تعليق العقوبات التي يمكن أن تقوض قدرة الدول على ضمان الحصول على الغذاء والمستلزمات الصحية الأساسية والدعم الطبي للاستجابة لجائحة كوفيد 19، دعوني أشير إلى تأكيدات الدول المعنية بأن برامج العقوبات المتعلقة بسوريا لا تمنع وصول الامدادات الإنسانية ولا تستهدف الدواء والأجهزة الطبية .أرحب بالتزام هذه الدول بتطبيق الإعفاءات الإنسانية بشكل كامل وسريع. ولا زلت أتابع هذه المسألة عن كثب.
السيد الرئيس،
13- مازلنا في انتظار أخبار ملموسة حول مسألة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين. فهناك حاجة أكثر من أي وقت مضي لإفراجات أحادية وبأعداد كبيرة ،وخطوات أكثر جدية حول المفقودين. أواصل حث الحكومة السورية والأطراف السورية الأخرى لزيادة جهودهم في هذا الشأن. وأرى أنه يمكنهم أن يحذو حذو عدد من الحكومات في المنطقة وخارجها التي قامت بالفعل بالإفراج عن أعداد كبيرة على أساس استثنائي في إطار جهودها لمكافحة الجائحة.
14- لقد أضافت أزمة كوفيد 19 بعداً جديداً للوضع الاقتصادي الخطير والمتدهور في سوريا والناتج عن عدد من العوامل الداخلية والخارجية والإجراءات على مدار أكثر من عقد من الأزمة. فقد استمر معدل هبوط الليرة السورية في الأسابيع الأخيرة بما لذلك من تبعات على القدرة الشرائية للسوريين العاديين .فالزيادات الكبيرة في الأسعار والنقص في السلع الأساسية ممتد على نطاق واسع في جميع أنحاء البلد بما لذلك من تبعات على الأمن الغذائي.
السيد الرئيس،
15- ندرك أن الأزمة السورية لن يتم حلها بدستور جديد فقط، لكن إذا استطاعت اللجنة الدستورية العمل بجدية، يمكنها أن تبني الثقة، وأن تساهم بشكل مهم في التسوية السياسية، وأن تكون مدخلاً .

انني جاهز
لتوجيه الدعوة لعقد الدورة الثالثة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية في جنيف حين تسمح ظروف السفر دولياً بذلك. لا نعرف، بالتأكيد ،متي سيكون ذلك. لكن دعوني أشدد، كما أكد لي الرئيسين المشاركين، على أهمية عقد دورة ثالثة ونقاشات موضوعية حول جدول الأعمال المتفق عليـه ،وكذلك على الأهمية المتساوية لعدم وضع شروط مسبقة تحول دون الانتقال إلى بنود أخرى في الدستور في الدورات التالية وفقاً لولاية اللجنة والمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية.
16- اننا على اتصال مستمر مع الرئيسين المشاركين ونحن بصدد تقييم موعد عقد الدورة القادمة. كما عرضت مؤخراً تقديم إحاطة لأعضاء المجتمع المدني في الهيئة المصغرة. وقد اطلع هؤلاء الذين رغبوا في المشاركة واستطاعوا ذلك على المستجدات الخاصة بجدول الأعمال الذي توافق عليه الرئيسين المشاركين.
وأعتقد أنه تم تقديم المعلومات اللازمة للمكونات الثلاثة للجنة حتى يتسنى لهم تحضير أنفسهم لدورة موضوعية تساهم في المضي قدماً عندما تسمح الظروف بذلك .
السيد الرئيس،
17- لقد بقيت على اتصال وثيق مع المجلس الاستشاري النسائي الذي اجتمعت عضواته افتراضياً خلال الأسابيع الأخيرة. وقد شددن على الدور القيادي النشط الذي تلعبه النساء السوريات في مجتمعاتهن في سياق أزمة اقتصادية شديدة واحتياجات إنسانية كبيرة للسوريين في جميع أنحاء سوريا وخارج حدودها . وطلبن منح أولوية خاصة لمساعدة وحماية السوريين الأكثر ضعفاً بما في ذلك اللاجئين والنازحين، والأطفال والمسنين، والنساء اللاتي يعانين من العنف وسوء المعاملة، والمعتقلين والمختطفين الذين هم عرضة لخطر أكبر بسبب الجائحة. وقد كررن لي أن العملية السياسية المبنية على القرار 2254 هي السبيل الوحيد للمضي قدماً، مع حضور النساء السوريات كشريك كامل على طاولة المفاوضات.
18- لقد استمعت أيضاً إلى طيف واسع من السوريين رجالاً ونساء بما في ذلك من المجتمع المدني في جميع أنحاء سوريا والمنطقة عبر غرفة دعم المجتمع المدني. العديد منهم مستمرون في إظهار قدرتهم  ورغبتهم في بناء جسور داخل المجتمع السور ي. وجميعهم تقريباً يعتقدون أن العملية السياسية – وليس فقط اللجنة الدستورية – قد توقفت. ويواصلون تسليط الضوء على الأهمية الحاسمة لإحراز تقدم حقيقي في ملف المعتقلين والمختطفين والمفقودين. غالباً ما تثار أثناء هذه النقاشات دعوات للمساءلة عن الجرائم الخطيرة التي ارتكبت وانتهاكات القانون الدولي. جميعهم أيضاً قلقون من تدهور الوضع الاقتصادي في جميع أنحاء سوريا .كما تستمر النقاشات بينهم حول مسألة العقوبات .وقد أشار الكثيرون منهم إلى أن جائحة كوفيد 19 خلقت ضغوطاً جديدة على اللاجئين السوريين والدول التي تستضيفهم. ويتطلعون جميعاً إلى رؤية بوادر خطوات ملموسة نحو خلق بيئة آمنة وهادئة ومحايدة في جميع أنحاء سوريا يمكن بنا ءً عليها ايجاد حل
سياسي شامل وذي مصداقية. هذه هي الظروف ذاتها التي ستتيح العودة الآمنة والكريمة والطوعية والمبنية على المعرفة اللازمة للاجئين والنازحين.
السيد الرئيس،
19- لقد أثار عدد من المحاورين من المجتمع المدني مسألة الانتخابات . وقد أخذنا علماً بتأجيل الانتخابات البرلمانية كأحد الإجراءات الوقائية ضد انتشار كوفيد 19 التي أعلنتها الحكومة السورية. واغتنم هذه الفرصة لأقول إن هذه الانتخابات ستعقد وفقاً للترتيبات الدستورية القائمة. فالأمم المتحدة ليس لديها ولاية محددة ولم يطلب منها الانخراط في هذه الانتخابات. ان تركيزي لا يزال منصباً، في سياق المسار السياسي الميسر من الأمم المتحدة بموجب قرارمجلس الأمن 2254، على العمل من أجل انتخابات حرة ونزيهة تجرى عملاً بدستور جديد و تدار تحت إشراف الأمم المتحدة وفقاً لأعلى المعايير الدولية للمساءلة والشفافية وتشمل جميع السوريين الذين يحق لهم المشاركة، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في المهجر.
السيد الرئيس،
20- وختاماً، دعونا نتذكر أنه كانت هناك العديد من اللحظات خلال العقد الماضي ضاعت فيها فرص كثيرة لتحويل الديناميكيات نحو مسار سياسي. وأعقب تلك الفرص الضائعة عنف متجدد وتصلب في المواقف بين الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية .لا يجب أن يتكرر ذلك. مع بعض الهدوء، والخطر المشترك المتمثل في كوفيد 19 وداعش، ومع استمرار معاناة الشعب السوري، أود التأكيد على أن التعاون الدولي المتجدد والجدي، وبناء الثقة بين أصحاب المصلحة الدوليين وبين السوريين، بما في ذلك من خلال الخطوات المتبادلة، هو أمر ضروري – ويمكن أن يساهم في إحراز تقدم.
21- أؤمن أن للحوار الروسي – الأمريكي دوراً رئيسياً، وأشجع الطرفين على مواصلته. وتعد الدول التي تناقش سوريا في صيغتي أستانا والمجموعة المصغرة ايضاً من اللاعبين الرئيسيين، بالإضافة إليكم أنتم أعضاء مجلس الأمن. وفي النهاية، هناك حاجة للعمل معاً لدعم جهد متجدد نحو عملية سياسية بقيادة وملكية سورية وبتيسير من الأمم المتحدة، تسترشد بقرار مجلس الأمن 2254، نحو تسوية سياسية يمكنها
تلبية التطلعات المشروعة لجميع السوريين واستعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها بشكل كامل.
شكراً السيد الرئيس





شاهد أيضاً

جولة في الصحف الإيرانية ليوم الاثنين ١١ تشرين ثاني

تناولت الصحف الإيرانية الصادرة يوم الاثنين ١١ تشرين ثاني المواضيع التالية تقرير اجتماعي واقتصادي: الأزمات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − واحد =