الشرق نيوز
ألمانيا
توضيح حول خبر اعتقال “ضابطين منشقين ” عن قوات الأسد في ألمانيا؟!
تناقلت وسائل الإعلام خبراً مفاده اعتقال ضابطين أمن من قوات الأسد كانوا قد فروا إلى ألمانيا “بحسب ماجاء بالخبر”، دون الإفصاح عن أن هذان الضابطان قد إنشقا عن نظام الأسد ولا عن تاريخ انشقاق كلا الشخصين، ودون تبيان نوع الجرم الذي قاموا فيه.
ولد إياد جدعان الغريب بدمشق عام 1976، ودرس في مدارس دمشق، وفي عام 1996 تطوع الغريب بفرع أمن الدولة بدمشق، وقضى غالب مدة خدمته في فرع 295 “أمن دولة” بنجها.
وقد انتقل الغريب قبيل انطلاقة الثورة السورية بسنوات إلى الفرع 40 الذي كان يرأسه حافظ مخلوف إبن خالة بشار الأسد.
بعد انطلاقة الثورة السورية يقول عماد شقيق المدعو “إياد”، كان إياد متحمساً ومتفائلاً بالثورة ومؤيداً لها، حتى إنه كان يتحدث بآرائه وانتمائه للثورة أمام جميع الناس “من بينهم زملائه في الفرع من أقاربه” بالرغم من موقعه الحساس في خدمته الأمنية.
ويكرر شقيق الغريب قائلاً “دائماً ماكُنّا نختلف مع إياد حول تصريحاته ضد النظام خوفاً عليه بسبب موقعه الحساس، وبسبب اللامبالاة التي لديه، وعدم خوفه على نفسه”.
وأضاف شقيق الغريب أن إياد كان يقضي أيام إجازته في ديرالزور، وقد شارك الحراك الثوري في المنطقة، علماً أن إياد كان لايزال على رأس عمله في فرع أمن الدولة التابع لنظام الأسد.
وقد كان يستشير أقاربه “الذين شكلوا مجموعات عسكرية صغيرة تحت مسمى الجيش الحر” بأنه سينشق عن النظام، وكانوا يواجهوه بالرفض ومطالبتهم منه بالبقاء على رأس عمله بفروع الأمن ومساعدة الثوار من موقعه.
حتى بدأت الأعين تتفتح عليه من قبل العناصر الذين يخدمون معه في نفس الفرع وذلك بسبب بعض الأعمال التي كان يقوم بها مثل تنبيه الشباب المطلوبين قبيل مداهمتهم حتى يتمكنوا من الهروب وتقديم معلومات لأهالي المعتقلين حول أماكن تواجد ابناؤهم، حتى انشق عن أمن الدولة في الشهر الأول من عام 2012.
وذكر نشطاء محليون أن قوات نظام الأسد داهمت منزل المدعو إياد في مدينة موحسن قبل تحريرها بحثاً عنه في محاولة لاعتقاله.
وقد غادر مدينته “موحسن” شرق ديرالزور 20 كم، عام 2013 قبيل دخول تنظيم داعش وسيطرته على المنطقة.
وعاش في مخيمات اللجوء في تركيا لمدة قرابة العام، وفي اليونان لمدة عامين،رغم مرض إبنته المزمن والتي تحتاج لعلاج دائم وتابع رحلة اللجوء باحثاً عن بلاد تحميه من بطش نظام الأسد وداعش، حتى استقر في ألمانيا.
تحت عنوان إياد الغريب و أنور رسلان.. مجرمي حرب!.
تحدث من رفع الدعوة ضدهم على أنهم عملاء لمخابرات نظام الأسد.. وأنهم قضوا قرابة السنة في الخدمة في فرع أمن الدولة.. علماً أن إياد الغريب كان قد انشق بعد أشهر من انطلاقة الثورة السورية.
ولو أردنا العمل على محاسبة المنشقين على أيام خدمتهم في نظام الأسد لبدأنا الحساب بالمقدم حسين الهرموش الذي انشق عن نظام الأسد بعد ثلاثة أشهر من انطلاقة الثورة السورية، نحاسبه على الأشهر الثلاثة التي قضاها في خدمة نظام الأسد.. وهو الذي يعتبر أول ضابط منشق عن جيش نظام الأسد.
ومثله الكثير كـ “رياض حجاب رئيس الوزراء السابق والذي انشق بعد عامين من انطلاقة الثورة السورية، ونواف الفارس السفير السوري في العراق والذي انشق بعد قرابة العام”، وغيرهم الكثير من الشخصيات المؤثرة والبارزة في كيان نظام الدولة آنذاك.
قضية الغريب ورسلان لاقت استنكاراً كبيراً على مواقع التواصل الإجتماعي، من قبل إعلاميين وشخصيات ثورية كثيرة، واصفين القضية ببداية محاربة المنشقين عن نظام الأسد، ومحاولة تنفيرهم وإعادتهم للأسد.
وقد طالب الكثير من النشطاء، في تعليقات على منشور في فيسبوك للمسؤول عن الدعوة “أنور البني”، بتبيان نوع الجرم الذي ارتكبوه مع تقديم الأدلة، وإلا فالقضية باطلة “بحسب قولهم”.
يشار إلى أن الآلاف من المنشقين عن نظام الأسد كانوا قد لجأوا إلى تركيا وعدد من الدول الأوروبية، والغالب منهم لجأ في ألمانيا.