قبرص اليونانية…الشرق نيوز
لاجئون سوريون في قبرص اليونانية يعلنون إضراباً عن الطعام
لليوم الثاني على التوالي يستمر لاجئون سوريون في جزيرة قبرص اليونانية بإضرابهم عن الطعام احتجاجاً على احتجازهم من قبل السلطات في الجزيرة .
في مركز “منويا ” يحتجز هؤلاء الشباب من قبل أمن الجزيرة بتهمة تهديد الأمن القومي للجزيرة ، على خلفية دخولهم البلاد بطريقة غير شرعية
حيث بدأ مجموعة من الشباب السوري أمس الأربعاء8 يناير 2020 إضرابهم عن الطعام وناشد الشبان المهاجرون في بيان لهم ، أصدروه أمس الأربعاء 8 كانون الثاني، “أحرار العالم” لإنقاذهم من مركز الاحتجاز، موضحين أنهم تفاجأوا بتعرضهم للتحقيق والمساءلة بعد تقديمهم طلبات لجوء لدى السلطات القبرصية.
وحسب شهادة أحد المضربين فإن التحقيق معهم تركز على ديانتهم وصلاتهم وذهابهم للمسجد بالاضافة الى انتماءاتهم السياسية وفوراً تم نقلهم إلى المركز المذكور .
حيث تتفاوت فترات احتجاز الشبان السوريين في المركز بين إسبوعين وسنة وذلك حسب موعد وصولهم إلى الجزيرة .
في وقت اعتذرت كثير من المنظمات عن مساعدتهم باعتبار القضية مرتبطة بمسألة الأمن القومي حسب رواية السلطات هناك .
وقد أقدم الشبان على هذه الخطوة بعد أن استنفذوا كل المحاولات والطرق التي نصح بها ناشطون في حقوق الإنسان للضغط من أجل إخراجهم من هذا المعتقل حسب قولهم .
ولدى معظم المحتجزين أقارب في تركيا يتمنون ألا يفارقوهم وأن يبقوا مع بعضهم البعض ، لكن الوضع المعيشي في تركيا دفعهم للمخاطرة ودخول هذه الجزيرة سعيا لحياة أفضل .
وذكرت صفحة “المحتجزين السوريين في قبرص” التي أنشأها الشبان السوريون مؤخراً على موقع فيسبوك، أن المهاجرين المحتجزين يواصلون إضرابهم عن الطعام لليوم الثاني على التوالي في مركز “منويا” للاحتجاز، وسط ظروف غاية في الصعوبة.
وشدد البيان على أن المهاجرين السوريين المحتجزين باتوا “ضحية توجه سياسي عنصري معين في قبرص يعتمد على تقارير يحصل عليها من النظام السوري” مشيراً بالقول: “النظام يستخدمنا نحن للوقوف في وجه تدفق مزيد من اللاجئين السوريين إلى قبرص”.
وبحسب البيان فإن الشبان لجأوا للقضاء في قبرص ووكلوا محامين دون أي يحصلوا على أي نتائج إيجابية موضحاً أنه: “كان قرار المحكمة واحداً لكل القضايا التي عرضت عليهم فالاحتجاز – من وجهة نظرهم – شرعي والحجة هي تهديد الأمن القومي”.
وتابع البيان: “المعلومات حول القضايا سرية ولا يحق للمتهمين ولا للمحامين الإطلاع عليها فالمحامي يرافع عن المتهم بقضية لا يملك ملابساتها ولا تفاصيل حولها ”.
وحمّل الشبان المهاجرين الدولة القبرصية والجهة التي أمرت باحتجازهم المسؤولية عن حياتهم، و ناشدوا لإخراجهم من هذه المراكز بشكل آمن ليعودوا إلى عوائلهم وأطفالهم.
ويشتكي الشبان المحتجزون من البرد الشديد والاحتجاز في ظروف إنسانية قاسية وفق ما تحدثوا في تسجيلات مصورة، ويقول أحدهم: “كانت ليلة قاسية جداً لم نستطع النوم مع المحاولات المتكررة بسبب برودة الأرض فلا عازل بين الأرض وأجسامنا إلا أغطية رقيقة لم تحجب عنا برودة الأسمنت”. واعتمد المحتجون في إضرابهم على الماء والملح والسكر ليبقيهم على قيد الحياة وبسبب البرد تكون معاناتهم مضاعفة فلا أغطية تدفئهم ولا حتى الخيمة تقيهم البرد .
ومقارنة مع الجانب التركي للجزيرة يعتبر القسم اليوناني خياراً سيئا للمهاجرين ومنذ مطلع العام الماضي تشهد قبرص اليونانية تزايداً في أعداد المهاجرين الواصلين إلى الجزيرة الأوروبية،حيث ارتفع العدد من 730 شخصًا في 2017 إلى أكثر من 3000 في بداية عام 2019.
ملاحظة ..الصورة تعبيرية