الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / الآن / الجزيرة السورية..من يحرق قوت الغلابة

الجزيرة السورية..من يحرق قوت الغلابة

الشرق نيوز
شرق سوريا

فراس علاوي
الجزيرة السورية ..من يحرق قوت الغلابة…
ربع مليون دونم مزروعة بالقمح إحترقت في محافظة الحسكة ..
مسؤول في (مجلس سورية الديمقراطي) قسد” حوالي ربع مليون دونم المساحات / قمح – شعير / التي احترقت في محافظة الحسكة .. ليس لدينا إمكانية لتعويض الفلاحين …..
شهدت محافظات الحسكة والرقة وديرالزور مؤخراً إتساع رقعة الحرائق التي طالت محصول القمح والذي يزرع في تلك المناطق على مساحات شاسعة سواء زراعة مروية أم بعلية ….
القمح هو المحصول الإستراتيجي للدول وخاصة الزراعية مثل سوريا ، مما يعني أن حرق هذه المساحات الشاسعة هو حرب حقيقية تُشن على أصحاب هذه الحقول فمن المستفيد من هذه الحرائق ومن يتحمل المسؤولية فيها…
خليل مزارع من ريف الرقة خسر محصوله بالكامل يقول بأن مجهولين ييستقلون دراجات نارية يقومون بإلقاء مواد مشتعلة على أطراف الحقول وتتكفل الرياح بالباقي ….
مزارعون آخرون قالوا بأن عدسات مقربة يتم وضعها على أطراف الحقول بالقرب من الأعشاب اليابسة حيث تتركز أشعة الشمس وتتسبب باشتعال تلك الحقول …
قصص أخرى تم تداولها مثل ربط قطعة قماش بفأر وحرقها وإطلاقه في الحقول وغيرها من الروايات التي إختلفت في أسباب الحرائق واتفقت على أنها تسببت بكارثة إقتصادية وإجتماعية …
هناك من عزا كثير من الحرائق لإرتفاع درجات الحرارة وأنها امتدت جغرافياً حتى الأردن وإسرائيل والعراق …
بدأت موجة الحرائق مع بداية الصيف وتجهيز محاصيل القمح للحصاد في مناطق عدةمعظمها في مناطق سيطرة “قسد” ، والتي مهما كان المسبب تتحمل مسؤولية أخلاقية وإدارية وقانونيةكونها القوة المسيطرة والتي تعمل على إدارة المنطقة ، فهي لم تقدم الحماية الكافية للمساحات الشاسعة من المحاصيل ولم تقدم المساعدة المطلوبة لإطفاء الحرائق ….
تبادل التهم حول المسبب يجعل المتابع يقع في حيرة حول الأطراف المستفيدة ، حيث تبدو جميع الأطراف بشكل ما مستفيدة من حرق تلك المحاصيل ، الخاسر الوحيد هم الفلاحون وأهالي المنطقة فمن هي هذه الأطراف …

المتهم الأول في نظر المتابعين هو الإدارة الذاتية في “قسد” والتي بدأت الموسم باستفزاز الفلاحين من خلال تقديم أسعار رخيصة مقارنة بالسعر المتداول في المناطق المحيطة وأقل من السعر الذي طرحه نظام الأسد ، مما جعل الفلاحين في حيرة من أمرهم فلاهم يستطيعون بيع محصولهم للنظام لعدم رغبتهم بداية وخوفهم من انتقام قسد ولاهم راغبين ببيعه بأسعار رخيصة حيث وصل الفرق مابين 25 و30 ليرة للكيلو الواحد …
من يتهم قسد يبني دليله على أنها تعاقب الفلاحين الذين رفضوا بيع قمحهم لها وأنهم يفضلون بيعه لنظام الأسد إما لولائهم له أو لأن أسعاره أفضل ، كما يذهب البعض بأن قسد تمارس عملية تغيير ديموغرافي من خلال إجبار الأهالي على ترك أراضيهم بعد خسارتهم لمصادر رزقهم …..
المدافعون عن قسد يرون بأن هناك تسرع في اتهام قسد بإشعال الحرائق وهي المستفيد الأكبر من الموسم الوفير هذا العام والذي سيملأ صوامعها ويتحول لسلاح استراتيجي بيدها ، كما انه سيحقق عوائد ربحية ضخمة نتيجة شرائه بأسعار خاصة وتفضيلية ولو عملت قسد على الإنتقام من الاهالي فهي كمن يطلق النار على قدميه …
تنظيم داعش هو الآخر متهم وقد إعترف عبر وسائل إعلام مقربة منه بأن مقاتليه هم وراء عمليات الحرق متذرعاً بعمالتهم لنظام الأسد لكنه حقيقة الأمر يعمل على الضغط على قسد من خلال تأليب الحاضنة الإجتماعية في مناطق سيطرتها وإظهارها بمظهر العاجز وما يؤكد هذه النظرية هو إشتعال النيران في حقول غرب العراق أيضاً …
نظام الأسد هو الآخر مستفيد بصورة أو بأخرى من هذه الحرائق من خلال الضغط على الفلاحين الذين لم يقبلوا بيع محصولهم له أو من خلال إظهار قسد بمظهر الضعيف  العاجز عن حماية مناطق سيطرته

إيران هي الأخرى تضغط بهذا الاتجاه من أجل خلق حالة من عدم الإستقرار في المنطقة وهو مايخدم مشروعها في السيطرة على المنطقة إجتماعياً وإقتصادياً ….
وهو ذات الأمر الذي يجعل روسيا في دائرة الإتهام كونها المستفيد من ضياع هذه الكميات الكبيرة من محصول القمح باعتبارها المورد الأول لنظام الأسد من مادة القمح …..
جميع الأطراف مستفيدة من احتراق الآلاف من الدونمات وحدهم الفلاحين وبأدواتهم البسيطة والبدائية من يعمل على إنقاذ قوت عيالهم وسط خيبة أمل واضحة من المجتمع المحلي والدولي

شاهد أيضاً

جولة في الصحافة الإيرانية ليوم الخميس 31 تشرين أول

طهران  النشرة اليومية للصحف الحكومية الإيرانية – الصراع على السلطة بين أقطاب النظام للفوز بحصة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 8 =