الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / الحدود العراقية السورية …الثقب الأسود

الحدود العراقية السورية …الثقب الأسود

فراس علاوي

الحدود العراقية السورية الثقب الأسود

الحدود العراقية السورية خطر مستدام
لطالما كانت الحدود العراقية السورية وعلى مدى عقود مصدر خطر على البلدين ، ففي حقبة الأسد الأب كان عبور الحدود في أي إتجاه هو خيانة يعاقب عليها بالسجن المؤبد على الأقل ،  لكنها شهدت عبور عدد كبير من المقاتلين من سوريا باتجاه الأراضي العراقية إبان الإحتلال الأمريكي له ، شهدت هذه الحدود فترة إنفراجة بعيد سقوط نظام صدام حسين وسيطرة الحكومات الموالية لإيران والتي شهدت تقارب مع النظام السوري حيث أصبحت معابر تجارية ونقاط تهريب للمشتقات النفطية والسلاح ، حيث دخلت كميات من السلاح والأغنام والدخان المهرب عبرها إلى الأراضي السورية وأزدادت وتيرته بعد إنطلاق الثورة السورية وخروج المناطق الحدودية تباعا عن سيطرة نظام الأسد حيث ازدهرت تجارة السلاح والدخان بشكل خاص ، شهدت هذه الحدود نقلة نوعية بسيطرة تنظيم الدولة (داعش) على مناطق واسعة من العراق خاصة غرب العراق (مناطق الأنبار والباديةالعراقية ) حيث شهدت إنتقال عدد كبير من المقاتلين الذين يتبعون لتنظيم الدولة (داعش) عبر الحدود إلى سوريا وتشكيل جبهة النصرة آنذاك ، حيث أصبح دخول وخروج العناصر والسلاح أكثر مرونة من قبل ، الأمر أصبح أكثر وضوحا بعد سيطرة التنظيم على الجانب الآخر من الحدود وتوسعه في الأراضي السورية منتصف العام 2014 ، حين أعلن التنظيم وحسب أحد إصداراته إنهاء ماسماها اتفاقية (سايكس بيكو) حيث جرف قسم من الحاجز الترابي للحدود بين البلدين ، وبالتالي أصبحت الحركة والتنقل لعناصر التنظيم ومعداته العسكرية وللموالين له ولشاحنات النفط والبضائع أكثر سهولة ، لم يكتف تنظيم الدولة (داعش) بذلك بل وإمعانا في فكرة إلغاء تلك الحدود فقد أطلق إسم ولاية الفرات على جانبي الحدود والتي ضمت قسم كبير من قاطع الأنبار وهو القسم الغربي من العراق وخاصة مدينة القائم (حصيبة) والمدن المحيطة بها ، ومدينة البوكمال السورية وجعلها ولاية واحدة ….
مع إنطلاق العمليات العسكرية ضد التنظيم في العراق إنكفأ إلى المنطقة الغربية خاصة منطقة الحدود العراقية السورية ، وهو الأمر ذاته الذي حدث في سوريا حين تراجع التنظيم من مجمل الأراضي السورية ليستقر به المطاف على الحدود العراقية السورية …
تعود أهمية تلك المنطقة لعدة اسباب استراتيجية جغرافية وبشرية (ديموغرافية) وإجتماعية
جغرافيا تشتمل الحدود على طبيعة جغرافية متنوعة تسهل العبور والتنقل لعناصر التنظيم بين مناطق وجيوب سيطرته حيث أغلب تلك المناطق هي عبارة عن صحاري ووديان وعدد من التلال الموزعة ، كذلك يشكل نهر الفرات معبرا مائيا وطريقا للعبور بين الضفتين وعلى جانبي الحدود كما للتداخل الجغرافي والسكاني وتوزع القرى على جانبي الحدود دور في تسهيل تحرك عناصر التنظيم ..
بشريا يعود عدد كبير من عناصر التنظيم في أصولهم إلى مناطق غربي العراق وعشائرها وبالتالي تشكل تلك المناطق نوع من الحماية الإجتماعية لهم ، في ظل وجود صلات قربى بين عشائر وعائلات طرفي الحدود ، التواجد الضعيف للدولة العراقية وعدم وجود رغبة سياسية حقيقية لدى حكومة بغداد للإهتمام وحل مشاكل تلك المناطق الاقتصادية والإجتماعيةوالسياسية ،   ووجود مليشيا الحشد ومليشيا إيرانية بالإضافة لوجود مليشيا قسد ونظام الأسد والمليشيات الداعمة له  على الجهة المقابلة جميعها عناصر قوة للتنظيم لإظهار نفسه حامي لتلك المنطقة ولمكونها الإجتماعي وبالتالي يدفع باتجاه الدفاع أكثر عنها يبدو أن تنظيم الدولة (داعش) قد غير من تكتيكه بشكل كلي بعد أن غير استراتيجيته القتالية منذ خروجه من الموصل العراقية ، وبدأ باستخدام حرب الكمائن والإغارة وتعزيز تواجد عناصره ضمن مجموعات صغيرة وفي مناطق متفرقة مما يجعل من محاولة القضاء عليه بشكل كامل مهمة أشبه بالمستحيلة وبالتالي سوف تستمر تلك المنطقة من الحدود باستنزاف القوى المتصارعة مالم يتم التوصل لحل حقيقي لتلك المناطق وتسليمها لأبناءها ليشاركوا في عملية استعادتها من جميع تلك القوى،  والمشاركة في العمليةالسياسية على طرفي الحدود وحماية مناطقهم أمنيا وإجتماعيا وتطويرها إقتصاديا وإلا فإنها ستبقى الثقب الأسود الذي يبتلع جميع القوى التي تقاتل على جانبيها

شاهد أيضاً

جولة في الصحافة الإيرانية ليوم الخميس 31 تشرين أول

طهران  النشرة اليومية للصحف الحكومية الإيرانية – الصراع على السلطة بين أقطاب النظام للفوز بحصة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × أربعة =