الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / الرقة ..في عين العاصفة مجددا

الرقة ..في عين العاصفة مجددا

فراس علاوي

بشكل مفاجئ وغير متوقع في منتصف آذار عام 2013 سيطرت فصائل من الجيش الحر وأحرارالشام على مدينة الرقة الواقعة شمال شرق سوريا وتم أسر عدد من المسؤولين في المدينة ، التي كانت أول مدينة تتحرر بشكل كامل تقريبا حيث لم يبق لقوات النظام في الرقة سوى الفرقة 13 آخر المعاقل في المدينة , هذه السيطرة لفصائل الحر وأحرار الشام على الرقة لم تدم طويلاً فبعد أقل من عام ونصف وفي منتصف حزيران من عام 2014 سيطر تنظيم داعش على مدينة الرقة وريفها بعد معارك لم تستمر طويلا وكان قد سبقها بالسيطرة على مدينة الطبقة احد اكبر مدنها والذي يحتوي على سد الفرات الإستراتيجي والذي يتحكم بمجرى نهر الفرات وبالتالي بالمنطقة شرق وجنوب شرق الرقة وصولا للحدود العراقية السورية في ديرالزور ، موقع الرقة على الطريق الذي يربط ديرالزور حيث حقول النفط التي حرص التنظيم على السيطرة عليها من أجل دعم اقتصاده مع تركيا خط إمداد السلاح للفصائل المقاتلة خاصة الجيش الحر وتقطيع اوصال فصائل كبيرة مثل جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا ) وحركة أحرار الشام والتي تمتد من الشمال السوري في إدلب وحلب وبين تلك الفصائل في ديرالزور جعلت من السيطرة على مدينة الرقة اولوية كبرى بعد سيطرة التنظيم على الموصل وبالتالي إنطلق عبر أرياف الحسكة وسنجار باتجاه الرقة ، أحدث سقوط الرقة وقعا مدويا حيث أعلنها التنظيم عاصمته في سوريا ، وظهر التنظيم وكأنه قد سيطر على الشمال والشرق من سوريا حيث تم حصار ديرالزور من جميع جهاتها كذلك التمدد باتجاه أرياف حلب ومن مناطق سيطرته في أرياف حلب وإدلب خاصة الدانة والباب وغيرها من المناطق ، استمرت سيطرة تنظيم داعش على الرقة مايقرب الثلاث سنوات امتدت حتى أوائل العام 2017 حيث أعلن التحالف الدولي عن عملية عاصفة الفرات للسيطرة على مدينة الرقة ، حيث كانت (قوات سوريا الديموقراطية ) مليشيا قسد هي رأس الحربة في العمليات العسكرية المدعومة من التحالف وهي تجمع لعدد كبير من الفصائل العسكرية ابرزها القوى الكردية من أسايش وypgوpydو حتى pkkبصورة غير مباشرة وعدد من الفصائل العربية والآشورية والتركمانية ، استخدم التحالف القوة المفرطة في قصف المدينة مما تسبب بدمار واسع في المدينة واستمرت المعارك لفترة طويلة من الزمن استمرت حوالي ال عشرة اشهر حتى تشرين اول ، اكتوبر من العام 2017 حيث تم إخراج التنظيم عبر صفقات لم تعرف تفاصيلها حتى اللحظة لتترك الرقة مدمرة وخاوية على عروشها ..
لم يتغير الشيء الكثير على المدينة حيث عاد قسم ضئيل من سكانها في حين فرضت الادارة الذاتية شروطها عليها ، وبذلك أدخلتها إداريا تحت سيطرتها المباشرة وبذات الوقت لم تقدم الكثير على صعيد الخدمات ، فلازالت البنية التحتية بلا ادنى مقومات ولازالت الخدمات الاساسية معدومة وانتشار كبير للأمراض والأوبئة …
مجريات الاحداث الأخيرة تنبئ بعودة الرقة للواجهة مجددا في ظل وجود عدد من القوى التي تسعى للسيطرة عليها

الأكراد وهم المكون الاساسي لقسد يسعون بقوة لفرض سيطرتهم على المدينة بشكل كامل مع خشيتهم من إيقاف التحالف الدولي الدعم لهم بما يخص حماية الرقة والدفاع عنها او باستبدال القوى المسيطرة بقوى دولية تقوم بدعم فصائل وأجسام مدنية محلية لإدارة المدينة ، هناك حديث عن استلام الفرنسيين لملف الرقة وبالتالي تغيير الاولويات خاصة مع عودة النشاط الفرنسي للمنطقة وظهور الجنود الفرنسيين في منبج وريف ديرالزور ..
الأتراك بفعل وجود حدود مشتركة للمحافظة مع تركيا فهي تشهد اهتمام تركي واضح ، حيث صرح اكثر من مسؤول تركي بأن القرى الموجودة على الحدود مع تركيا هي هدف قادم للقوات التركية على شاكلة درع الفرات خاصة تلك التي تخضع لسيطرة قسد والتي تحاول السلطات التركية ابعادها عن حدودها ودفعها نحو العمق السوري ، الصدام التركي الكردي والذي إن حدث قد يشهد تنصل دولي عن دعم الأكراد كما حصل في عفرين السورية قد تدفع الأتراك للتوغل نحو المدينة والسيطرة عليها..

الروس ونظام الأسد يسعى الروس للسيطرة على مدينة الرقة وادخالها ضمن المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا ويبدو ذلك واضحا بمحاولة قطع الطرق المؤدية للمدينة ومن جميع الاتجاهات حيث يسيطر النظام على الريف الشرقي للمحافظة وعلى طريق الرقة سلمية حماة وكذلك القلمون الشرقي وبالتالي تحيط بشكل شبه تام بالمدينة ، السعي الروسي للعودة إلى مدينة الرقة قد يتم عبر تفاهمات مع التحالف الدولي ومع الأمريكان بشكل خاص فقد تحدث صفقة ما يتم من خلالها انسحاب روسي من مناطق سيطرته في ديرالزور وريفها الشرقي مقابل الحصول على مدينة الرقة والتي إن حدثت ستشهد رضى تركي يجنب التصعيد في تلك المناطق ..

الإيرانيون والذين يروا في أي توافق دولي وإقليمي خسارة لهم ، يسعون بشكل دائم لخلط الاوراق لذلك فمن المتوقع ان يدفع الإيرانيون العناصر المؤيدة لها في جيش النظام والمليشيا المؤيدة لها إلى مغامرة غير محسوبة النتائج بالهجوم على المدينة انطلاقا من الريف الشرقي الذي تسيطر عليه فالايرانيون لديهم مطامع قديمة
في المنطقة وقد عملوامنذ سنوات على تشييع المنطقة من خلال إقامة مزارات وحسينيات فيها ، هذه المغامرة قد مهد لها الإيرانيين بهجومهم على قرى تسيطر عليها مليشيا قسد بريف ديرالزور الغربي والتي فيما يبدو أنها جس نبض لرد فعل التحالف في حال قام الإيرانيون بهجوم مماثل على مدينة الرقة والسيطرة عليها ، يعتمد الإيرانيون على موافقة ضمنية تركية وربما عدم اعتراض روسي في حين يبقى موقف التحالف هو مايهدد هذه المغامرة وينهيها في مهدها وبالتالي تشكل الرقة احد معضلات الحل القادم في سوريا

شاهد أيضاً

الإدارة الذاتية في قسد تتبنى علم الثورة السورية

الإدارة الذاتية في قسد تتبنى علم الثورة السورية شمال شرق سوريا  الشرق نيوز بيان إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 9 =