الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / اهالي ديرالزور….النزوح موت آخر

اهالي ديرالزور….النزوح موت آخر

ياسمين مشعان

خمسة أشهر مرت على أبناء دير الزور منذ رحلة التهجير الأخيرة التي اتبعوها
رحلة ابتدأت بمأساة المجازر التي حدثت بسبب القصف ولم تنتهي بمخيمات متناثرة لاحول لهم فيها ولا قوة .
مخيمات لم تحمهم من حر الصيف ولا برد الشتاء القاسي لتصبح نعمة المطر مصيبة أخرى ترهقهم فما الظروف التي يعيشونها الآن وماهي المساعدات التي يرجونها
على الرغم من قدوم المنظمات والهيئات بشكل يومي إلي المخيم الذي تعيش فيه عائلة أبو رسول اسمه مخيم المرج الواقع في منطقة حتيملات في ريف حلب الشمالي عائلة ابو رسول مؤلفة من خمسة أطفال والأبوين يسكنون في خيمة مع عائلة أخرى من أقاربهم تتألف من ثلاثة أشخاص
عائلتين في خيمة واحدة تتحدث أم رسول تقول كلما هطل المطر تغرق الخيمة ويبتل الفراش ويمرض الأطفال
أمطار ووحول وبرك ماء محيطة بالخيم اضطرتهم لنزح الماء من الخيام و الذي أغرقها من كل جهة
في اتصالي الأول مع أم رسول رفضت الحديث معي لأنها سئمت من وسائل الإعلام والصحفيين الذين يأتون يوميا ليصوروا مأساتهم دون الحصول على نتيجة تذكر فلا فرص كبيرة لإيجاد حلول لها ولكنها قبلت بالحديث أخيرا دون ان تكون مقتنعة بأن ما ستقوله سوف يحدث أثرا إلا أنها أرادت أن تفرغ ما في صدرها من هموم
بدأت حديثها معي منذ نزوحهم الأول من قرية المريعية المجاورة لمطار دير الزور العسكري في عام 2012 والتي يبدو لها أن حلم العودة إليها بات مستحيلا
في قرية بقرص اتخذت من غرفة غير مجهزة بيتا لها واتخذ زوجها من تصفية النفط البدائية مهنة له مهنة ، لم تجلب على خطورتها ما يكاد يسد احتياجاتهم فزوجها لم يملك حراقا له إنما كان عاملا فقط وبهذا الوضع كانوا يعيشون ،

تكمل أم رسول حديثها عن المعاناة التي واجهتها هي وزوجها أثناء وجود تنظيم داعش والقصف المستمر للمناطق التي تحيط بهم وحالة الخوف التي كان يعيشها أطفالها باستمرار ومع صعوبة الخروج إلى مناطق أخرى كان الصبر والأمل بقرب الخلاص هو الأمل الوحيد لها إلا أن ما حدث منذ خمسة أشهر غير كل مفاهيمها وقضى على آخر أمانيها ،
ازداد القصف وأصبح هستيري واقتربت مليشيا النظام منهم فكان قرار الهجرة ، مروا بكل صنوف الموت الذي تربص بهم بكل خطوة حتى وصلوا لعين عيسى ومن ثم إلي مخيم المرج ، حيث حطوا رحالهم الأخير على أمل عودة قريبة أو ظروف أفضل يعيشونها إلا أن الواقع ازداد ألما ومرارة فعلى الرغم من كثرة المنظمات والهيئات التي زارت المخيم وقيامهم بالتسجيل وطلب دفاتر العائلة بشكل مستمر إلي أنه لم يصلهم شيء مما وعدوا فيه ،
تتحدث أم رسول يأتي الناس إلينا من المخيمات المجاورة يحملون معهم الأغراض التي توزع لهم وتفوق حاجتهم ويقومون ببيعها بأثمان عالية جدا حتى الخيام التي من المفترض أن توزع عليهم قامت بعض العوائل بشرائها ،حليب الأطفال وحفاظات الأطفال وحتى أحذية المطر (الجزامي ) كلها للبيع ،
أم رسول تنظر إلى كل ذلك باستغراب لماذا يحدث مع أهالي قرية المريعية ذلك لماذا يحدث مع أبناء دير الزور ذلك لماذا أجد ان الظروف والناس وحتى الطبيعة متآمرة علينا
لا املك ثمن خيمة لا املك ثمن حليب الأطفال الذي يوزع في أماكن أخرى ويباع إلينا لا أجد ثمن وقود كي أدفئ أولادي
حتى وسائل الإعلام التي تأتي إلى المخيم ويقومون بالتصوير والحديث معنا ونكرر لهم حاجاتنا ومعاناتنا وماهي الصعوبات التي نواجهها يقدمون الكثير من الوعود ثم يرحلون يحملون معم أمال الأطفال لتتحطم لاحقا اصبح حلم المدرسة رفاهية زائدة نحتاج إلي ما يسد احتياجاتنا وخيمة منفصلة تأوينا لو كان باستطاعة زوجي العمل هنا لما كانت المشكلة كبيرة لن أتحدث عن الطبابة وعدم توفرها وارتفاع أسعار الأدوية بالإضافة إلي عدم وجود مراكز للتلقيح ، أسعار الوقود مرتفعة جدا حيث يتحكم بها التجار بحسب موجات البرد أصبحنا نخشى قدوم المطر فهو ابتلاء بالنسبة لنا وبعد انتهاء الشتاء سيحل الصيف ومعه هموم أخرى قد تواجهنا أما آن لنا أن نستريح
رحلة أم رسول ومعاناتها هي قصة من بين ألاف القصص التي عاشها أبناء دير الزور فهل من نهاية لها أم أن التغريبة تستمر .

شاهد أيضاً

الإدارة الذاتية في قسد تتبنى علم الثورة السورية

الإدارة الذاتية في قسد تتبنى علم الثورة السورية شمال شرق سوريا  الشرق نيوز بيان إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − ستة =