الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / قسد ملطخة اليدين بدماء أبناء ديرالزور

قسد ملطخة اليدين بدماء أبناء ديرالزور

رامي أبو زين

تستمر حركة نزوح أبناء ديرالزور من ديارهم هربا من المعارك والموت المنتشر بفعل المعارك الضارية والقصف الهمجي للطيران الحربي بأنواعه المتعددة وجنسياته العدة .

تتجه قوافل النازحين بغالبيتها باتجاه محافظة الحسكة نظرا لتلاصقها الجغرافي بمحافظة ديرالزور وكون الحياة في جنباتها لا تزال قائمة على قدم وساق وهذا ما افتقده ابناء ديرالزور في ظل قيود “دولة داعش ” .

في استقبال أبناء دير الزور في مناطق سيطرة قوات”قسد” يمارس عناصرها المنتشرين على الحواجز ممارسات تعسفية بحق النازحين تحت عدة ذرائع تبدأ بالإجراءات الإحترازية على حد زعمهم حيث يخضع النازحون لتحقيقات معقدة قد يختصر مدتها دفع مبلغ من المال من قبل النازح لعناصر التحقيق وربما لا تنتهي بعملية التنسيق مع المخيمات لتوزيع الوافدين عليها .

ويحاول أبناء ديرالزور الواصلون إلى مناطق سيطرة مليشيا “قسد” تفادي الوصول إلى المخيمات التي تديرها المليشيات الكردية بشتى الطرق , لعل أسهلها وأسرعها دفع مبلغ من المال لمن استطاع إليه سبيلا لعناصر من الحواجز نفسها لتحمل على عاتقها إيصال من يدفع المال إلى غايته

,وفي هذا السياق يقول رامز الواصل حديثا إلى تركيا : ” بعد أن تخلصنا من آخر حواجز “الدولة ” استقبلنا حاجز ل “قسد” وكانت القافلة كبيرة جدا أكثر من 400 عائلة , وضعونا في العراء ضمن أرض قاحلة أمام الحاجز, وأخذوا بطاقاتنا الشخصية ليجروا التحقيقات ويضمنوا عدم هروبنا ”

ويردف ” كان وصولنا وقت الظهيرة وقد انهكتنا الرحلة , لم يكن هناك طعام ولا ماء , بقينا في العراء حتى حل الليل ولم يتغير شيء , ماعدا بعض العناصر التي تتجول بين العوائل التي تنتظر مصيرها مفترشة التراب لتقوم بالسمسرة وإبرام الصفقات , كان الجوباردا جدا والأطفال يرتعشون منه استطعنا تغطيتهم بماتيسر من ملابس فائضة عن حاجتنا بينما تحملنا البرد حى صباح اليوم الآخر ”

ويضيف رامز : ” في صباح اليوم التالي تداولنا أنا واخوتي الثلاثة في الرضوخ لدفع ما يطلبه مسؤولوالحاجز لننجوا بأنفسنا من تكرار ليلة أمس و اقتيادنا إلى المخيمات سيئة السمعة , وعبر التنسيق مع أحد العناصر قمنا بدفع مبلغ 1500دولار ليتم اصطحابنا بأحد سيارات الحاجز وإيصالنا إلى أقرب نقطة لسيطرة الجيش الحر في ريف حلب الشمالي , بينما بقيت مئات العوائل ممن كانوا برفقتنا يقاسون واقعا مأساويا ومصيرا مجهولا لعجزهم عن دفع ثمن حريتهم ”

ممارسات “قسد” ضد النازحين دفعت البعض ممن هربوا من دير الزور لسلك طرق التهريب بما تحويه من مخاطر تتقدمها حقول الألغام التي زرعها تنظيم داعش في مناطق التماس مع أعدائه . وقد وقعت مجموعات من أبناء دير الزور فريسة لتلك الألغام حيث تجاوز عددهم ال300 شخص خلال الشهرين الأخيرين تشرين الأول والثاني من هذا العام كان آخرها مقتل عشرون شخصا من أبناء ديرالزورمنذعشرة أيام نتيجة دخولهم في حقل ألغام في منطقة أبو خشب , نتيجة اختيار تلك العوائل الفقيرة الهروب من حواجز قسد عبر المناطق الصحراوية .

يمعن عناصر “قسد” في تضييق الخناق على أبناء ديرالزور الفارين من رحى الحرب دافعين بهم إلى خيارات أشبه بالجحيم فإما دفع مبالغ خيالية للنجاة , أو الوصول إلى مخيمات أطلق عليها مخيمات الموت أوعبور صراط طرق التهريب المعبد بالألغام .

شاهد أيضاً

جولة في الصحافة الإيرانية ليوم الخميس 31 تشرين أول

طهران  النشرة اليومية للصحف الحكومية الإيرانية – الصراع على السلطة بين أقطاب النظام للفوز بحصة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − 6 =