الجمعة , مايو 9 2025
الرئيسية / تحقيق صحفي / 180 مختطفًا سوريًا بقبضة الحشد الشعبي منذ 2017

180 مختطفًا سوريًا بقبضة الحشد الشعبي منذ 2017

أبناء قريتي الهري والسويعيةبريف ديرالزور الشرقي،لايزال مصيرهم مجهولاً 180 مختطفًا سوريًا بقبضة الحشد الشعبي منذ 2017

 

تحقيق استقصائي: [فراس علاوي ]

 

مقدمة

في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وتحت ذريعة قتال تنظيم داعش، فيما كان السبب هو دعم نظام الأسد، حليف المليشيات العراقية الطائفية، والتي دخلت إلى سوريا منذ انطلاق الثورة السورية في آذار ٢٠١١، من أجل الدفاع عن نظام الأسد ومساعدته في قمع الاحتجاجات التي بدأت تتوسع ، خاصة بعد ظهور الجيش الح كجناح عسكري للثورة السورية وتحرير معظم الجغرافيا السورية حينها، اجتاحت ميليشيات الحشد الشعبي العراقي بلدتي الهري والسويعية في ريف البوكمال الشرقي على الحدود العراقية السورية. وخلال ساعات قامت باعتقال عدد من الشبان من ابناء المنطقة والذين تترواح اعمارهم بين ١٨ و٤٠ عاماً ، اقتادت تلك الميليشيات نحو 180 مدنيًا سوريًا إلى جهة مجهولة. وحتى اليوم، لا يزال مصير معظمهم غامضًا. 

المصير الغامض 

عائلاتهم منذ ذلك الحين وهي تبحث عما يجيب عن أسئلتها حول مصير أبناءها، من دون سند رسمي أو دعم حقوقي كافٍ، حيث تعيش الأمهات على أمل ضئيل، في ظل صمت حكومي مطبق من الجانبين السوري( حكومة نظام الأسد والذي سقط بتاريخ ٨ كانون أول ٢٠٢٤) والحكومة العراقية الحالية على الرغم من مناشدات الأهالي عبر وسائل الاعلام المختلفة.

شهادات 

هذا التحقيق يعتمد على شهادات حصرية، وقائمة موثقة تضم 139 اسمًا من المختطفين، تم جمعها من أهالي الضحايا وبالتواصل المباشر معهم عبر زيارتهم أو التواصل عبر الاتصال، ومن بعض الناجين من أهالي القرية، وبعض المصادر المحلية من نشطاء حقوقيين وإعلاميين، في محاولة لكسر حاجز الصمت وكشف فصول هذه الجريمة المنسية.

البداية: 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2017

وفقًا لشهادات الأهالي( والد أحد المختفين وأخ آخر وابن عم مختف ثالث) ومصادر موثوقة، دخلت ميليشيات الحشد الشعبي من معبر القائم الحدودي، ونفذت مداهمات في الهري والسويعية، وقامت باعتقال جماعي لمدنيين معظمهم من الشباب، بالإضافة إلى بعض كبار السن. بعض العائلات تحدثت عن أن المعتقلين تم تقييدهم ونقلهم في شاحنات عسكرية باتجاه الأراضي العراقية، تحديدًا إلى مناطق تابعة للحشد، من بينها جرف الصخرجنوب بغداد حيث يعتقد الأهالي أن ابناءهم أو على الاقل جثثهم مدفونة هناك.

 

الناشط “عبد الكريم المرشد”، وهو أحد أبناء المنطقة وبالتواصل مع الأهالي بشكل مباشر، وثق 139 اسمًا من المعتقلين، جمعها خلال أشهر من المتابعة، رغم إحجام تخوف بعض الأهالي واحجامهم عن التعاون بسبب الخوف أو فقدانهم الأمل.

ملف يحتوي على أسماء ١٣٩ مغيب تم اختطافهم من قريتي الهري والسويعية..

https://drive.google.com/file/d/1qQXq3OqfKjiHHot5z4bl3hiRsMO4rLxF/view?usp=drivesdk

 

صمت رسمي وتواطؤ محتمل

لم يصدر عن الحكومة السورية( حكومة نظام الاسد) أي بيان يخص هذه الحادثة أو ذكر لها رغم ان المنطقة لاحقاُ وقعت تحت سيطرته منذ نهاية العام ٢٠١٧ حتى سقوطه ٢٠٢٤، رغم خطورة ما جرى ووضوح الجهة المنفذة. أما العراق، فامتنع تمامًا عن الاعتراف بأي مسؤولية للحشد الشعبي، الذي يعد كيانًا رسميًا في الدولة العراقية لكنه يتصرف بسلطة ميدانية شبه مستقلة.

هذا الصمت، من الجانبين، ساهم في إدامة الاختفاء القسري، وجعل مساعي الأهالي في الحصول على معلومات أو تحرك قانوني شبه مستحيلة.

 

 

 

شهادات الأهالي: 

شهادة حقوقية

ابو عبدالرحمن حقوقي وناشط قانوني وقريب لعدد من الضحايا

_دخلت المليشيات إلى قريتي الهري والسويعية والواقعة على الحدود العراقية السورية مع جيش النظام السوري ( بذريعة تحرير المنطقة من تنظيم داعش) القوات التي دخلت القرى معظم عناصرها عراقيين كان يطلق عليهم ( النظام ) اسم قوات رديفة، لم تكن هناك مقاومة من قبل الأهالي كما أنه لم يكن هناك وجود للتنظيم حينها، القوات التي دخلت هي حشد شعبي وقوات حزب ألله العراقي وقيادات إيرانية، بدأوا حال دخولهم بتجميع الأهالي،لم يغادر أهالي القرية قريتهم لقناعتهم بأنهم غير مطلوبين للنظام أو لأي طرف، تم تجميع أهالي القرية بالحي الشرقي الموجود على الحدود خيث تم وضعهم بعدد من المنازل ( كمخيم) ، بعد مضي يومين جمعوا عدد أكبر بذريعة توزيع مساعدات للأهالي ومن ثم بدأوا اعتقال المدنيين بطريقة انتقائية، حيث اعتقلوا مايقرب ال٢٠٠ شخص من الشباب بأعمار تتراوح بين أقل من١٨ و٤٠ عام، بعد ١٥ يوم تم الإفراج عن ٢٠ شخص وهم قصر تحت ال١٨ عام.

حيث تحدث هؤلاء عن عمليات تعذيب وضرب مبرح. بتهمة انتماءهم لتنظيم الدولة داعش، 

تحدث الشهود الذين تم الإفراج عنهم أن ٣ أشخاص على الاقل أصروا أنهم لاينتمون للتنظيم فتم قتلهم تحت التعذيب، ( تحفظ الشاهد على ذكر اسماءهم كون أهلهم لازالوا يأملون بأنهم أحياء) ، بعد مقت هؤلاء بدأ الآخرون بالاعتراف خوفاً من التعذيب، 

https://www.facebook.com/share/v/1DE8EDb1Ra/

يقول الشاهد بعد اعتقالهم راجعنا قيادة المنطقة في البوكمال وكان القادة إيرانيون وحشد شعبي، حيث بقوا لمدة عامين، حيث حاولنا لقاء القادة من الإيرانيين والحشد وحتى زوار المنطقة من الإيرانيين والعراقيين، كان القادة يتنصلون من الحديث ولايرغبون بفتح اي سيرة لاعتقال أبناءنا،

لم نراجع اي جهة قضائية في العراق بسبب إغلاق الحدود وعدم وجود آذان صاغية، وخوفاً من العنف الذي يمارسه الحشد الشعبي، خوفاً من أن يتعرضوا بالاذى للمشتكين خاصة أن القيادة السياسية العراقية لاتسيطر على الحشد المدعوم إيرانيا، لم تسلم اي جثة للأهالي حتى من قيل أنهم ماتوا تحت التعذيب.

https://www.facebook.com/SadaPlus2/videos/3678023945661119

 

تواصلنا مع “أم حسين”، والدة أحد المختطفين، فقالت:  

“ابني كان شابًا لا يتجاوز الـ25، خرج في ذلك اليوم ولم يعد. قيل لنا إنه مع المعتقلين الذين أخذهم الحشد، ولا نعرف إن كان حيًا أو لا. طرقنا أبوابًا كثيرة، بلا نتيجة.”

https://drive.google.com/file/d/1qLDATTuaZir1nFwuO5F3R3a1AraXmvEE/view?usp=drivesdk

وفي شهادة أخرى، يقول أحد أبناء السويعية:  بعض المفرج عنهم قالوا إنهم كانوا في سجن جرف الصخر، وإنهم رأوا أسماء من منطقتنا مكتوبة على جدران الزنازين، أو سمعوا أصواتهم خلال التحقيق.

إثنان من أهالي الضحايا تم التواصل معهم عبر تقنية الفيديو حيث أجري معهم اللقاء

https://drive.google.com/file/d/1qGZN8IeqGPFQnh9y87HvYAHVncQd9dog/view?usp=drivesdk

 

فيديو لحظة اعتقال الضحايا وتعذيبهم مع التلفظ بألفاظ مذهبية طائفية

https://drive.google.com/file/d/1q1o4NoVhHziy07e0CNQPS71pkGswNS06/view?usp=drivesdk

 

تاريخ الحشد الشعبي في الخطف والاعتقال عبر الحدود

ليست حادثة البوكمال الأولى، فميليشيات الحشد متهمة بتنفيذ حملات خطف واعتقال في الداخل السوري منذ بداية تدخلها في سوريا عام 2013. وبحسب منظمات حقوقية، فقد تورطت هذه الميليشيات في:

خطف سوريين على المعابر الحدودية(القائم، التنف، البوكمال).

احتجاز مدنيين بتهمة “الانتماء لتنظيمات معارضة” دون محاكمات

ابتزاز ذوي المعتقلين ماليًا مقابل معلومات أو وعود بالإفراج.

نقل بعض المعتقلين إلى سجون داخل العراق، خاصة في مناطق أمنية مغلقة مثل جرف الصخر، التي لا يمكن الوصول إليها حتى من قبل المنظمات العراقية.

 

مقابر جماعية

ابو عمر ناشط حقوقي قال بأن هناك مقابر جماعية (محتملة) لمعتقلين تم اقتيادهم من سوريا إلى داخل العراق، فيما يلي صورة لمكان محتمل لمقبرة جماعية

 

أين العدالة؟

رغم أن القانون الدولي يجرّم نقل المعتقلين عبر الحدود دون محاكمة، فإن الوضع في هذه المناطق “الرمادية” بين بلدين منهكين بالحرب، يجعل من الضحايا مجرد أرقام مجهولة المصير.

منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية سورية مستقلة طالبت مرارًا بفتح تحقيق دولي، إلا أن غياب الإرادة السياسية و”الحصانة غير المعلنة” التي يتمتع بها الحشد الشعبي تجعل تلك المطالبات مجرد صدى لا يجد آذانًا صاغية.

 

خاتمة:

ملف مفتوح على وجع لا يُنسى

تمرّ السنوات، ولا تزال قائمة المختطفين مفتوحة. ملف يحتاج إلى ضغط شعبي وإعلامي وحقوقي لإعادة تسليط الضوء على ما جرى. وعلى أبناء دير الزور، كما يقول نشطاء سوريون أن يتحدوا حول هذه القضية الإنسانية التي تمس كرامة وحق كل سوري.

 

مرفقات التحقيق (غير منشورة للعامة):

– قاعدة بيانات تحتوي على أسماء 139 معتقلاً موثقًا.

– مقابلات مع 3 أهالٍ وناجين.

– تحليل حقوقي حول قانونية الاعتقال والنقل.

ساعد في التحقيق

الناشط عبد الكريم المرشد 

الصحفي ياسر علاوي

الصحفي محمد الحمادي

الناشط أبو عمر

شاهد أيضاً

انهيار المشروع الإيراني في سوريا: وثائق السفارة تفضح أحلام طهران الضائعة

انهيار المشروع الإيراني في سوريا: وثائق السفارة تفضح أحلام طهران الضائعة طهران الشرق نيوز كشفت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 + أربعة عشر =