Alsharq News الشرق نيوز
مقالات مشابهة
تفاصيل ماحدث في الساحل السوري
أحمد السالم
في تطور خطير يعكس تعقيدات المشهد السوري ، شهدت مناطق الساحل السوري في مطلع مارس 2025 سلسلة هجمات منسقة نفذتها فلول النظام السابق ، مستهدفةً القوات الأمنية والمدنيين على حد سواء .
هذه العمليات ، التي تميزت بجرأتها وتخطيطها المحكم ، أثارت تساؤلات حول مدى استقرار المنطقة ومستقبلها .
الهجمات المنسقة وتفاصيلها
في 6 مارس 2025 ، شنت مجموعات مسلحة تابعة لفلول النظام الساقط، هجمات متزامنة على حواجز أمنية في مدن جبلة واللاذقية وطرطوس ، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 140 عنصرًا من جهاز الأمن العام إلى الأن .
المقدم مصطفى كنيفاتي ، مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية ، وصف هذه الهجمات بأنها “منسقة ومدروسة ومعدة مسبقًا” ، مشيرًا إلى أن المهاجمين استهدفوا المباني الحكومية والممتلكات العامة والخاصة ، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق في البنية التحتية .
أسماء قادة الفلول ودورهم
برز في هذه الأحداث اسم العميد غياث دلة الذي أعلن عن تشكيل “مجلس عسكري لتحرير سوريا” ومقداد لؤي فتيحة الذي أعلن عن تشكيل “لواء درع الساحل” بهدف مواجهة الحكومة الحالية .
دلة الذي كان يشغل منصبًا رفيعًا في الفرقة الرابعة خلال حكم النظام الساقط ، تحالف مع شخصيات بارزة أخرى مثل ياسر رمضان الحجل القائد الميداني السابق في مجموعات المجرم سهيل الحسن ، ومحمد محرز جابر قائد قوات صقور الصحراء سابقًا ، ومقداد لؤي فتيحة قائد ميليشيا تعمل على الإتجار بالمخدرات وموالية للنظام الساقط .
هذه التحالفات تشير إلى تنسيق عالي المستوى بين فلول النظام الساقط ، بدعم وإشراف من جهات خارجية ، بهدف زعزعة استقرار المنطقة .
شهادات من الأهالي والميدان
أفاد شهود عيان من سكان جبلة بأن المجموعات المسلحة اقتحمت المستشفيات واحتجزت الكوادر الطبية كرهائن ، مما أعاق تقديم الرعاية للمصابين وزاد من معاناة المدنيين .
أحد السكان المحليين ، الذي فضل عدم الكشف عن هويته ، قال : “كنا نعيش في رعب حقيقي .
لم نكن نعلم من أين ستأتي الضربة التالية . المستشفيات لم تكن آمنة ، وحتى منازلنا لم تعد ملاذًا .
ردود الفعل الرسمية والإجراءات المتخذة
في مواجهة هذه التحديات ، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن استقدام تعزيزات عسكرية إلى مناطق الساحل ، مؤكدةً أنها ستتعامل بحزم مع المجموعات المسلحة وستسلم المتورطين إلى الجهات القضائية المعنية .
كما دعت الوزارة المواطنين للعودة إلى مناطقهم وترك المجال لقوى الأمن لإتمام مهامها ، مشددةً على ضرورة احترام أرواح المدنيين وممتلكاتهم .
تطورات الوضع الميداني
خلال العمليات الأمنية ، تمكنت القوات الحكومية من القبض على اللواء إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق ، المتهم بمئات الاغتيالات في عهد الأسد الأب ، بما في ذلك الإشراف على اغتيال القائد الدرزي اللبناني كمال جنبلاط .
كما قُتل وئام خضور قيادي في لواء درع الساحل ، خلال اشتباكات مع عناصر الأمن الداخلي في حي الدعتور بمدينة اللاذقية .
تأثير الأحداث على المدنيين
أدت هذه الهجمات إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين المدنيين ، حيث منعت فلول النظام سيارات الإسعاف من نقل المصابين ، واستهدفت عدة طواقم إسعاف أثناء محاولتها تقديم المساعدة . كما فرضت السلطات حظر تجول في مناطق عدة ، أبرزها مدينة طرطوس وبعض المدن والبلدات التابعة لها إداريًا ، لضمان سلامة السكان .
الموقف الدولي
أعرب المجتمع الدولي عن قلقه إزاء التوترات الأمنية في الساحل السوري ، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحماية المدنيين . كما أكدت دول عديدة دعمها للحكومة السورية في جهودها لمكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة .
خاتمة
تُبرز هذه الأحداث التحديات الأمنية المستمرة في مناطق الساحل السوري ، حيث تسعى فلول النظام الساقط إلى زعزعة الاستقرار واستهداف القوات الأمنية والمدنيين والمرافق الحيوية .
كما تواصل السلطات السورية جهودها لملاحقة هذه المجموعات وإعادة الأمن إلى المناطق المتضررة ، معتمدةً على عمليات أمنية مكثفة وتعاون مع المجتمع المحلي لتحقيق الاستقرار المنشود .
