الأربعاء , فبراير 19 2025
الرئيسية / تحليل / بعد إتصال بوتين والشرع… هل تفتح الإدارة السورية الجديدة باب التواصل مع موسكو؟

بعد إتصال بوتين والشرع… هل تفتح الإدارة السورية الجديدة باب التواصل مع موسكو؟

القاهرة

بعد إتصال بوتين والشرع… هل تفتح الإدارة السورية الجديدة باب التواصل مع موسكو؟

القاهرة

محمد عثمان 

 

تطورات عديدة ومتسارعة تشهدها الساحة السياسية السورية بعدما أعربت الإدارة السورية الجديدة عن استعدادها للحوار مع جميع الدول للخروج بسوريا وشعبها من العزلة التي عاشت فيها في ظل حكم نظام عائلة الأسد المخلوع والمضي قدماً للنهوض بالبلاد دبلوماسيا وأمنياً واقتصادياً في أقرب فرصة ممكنة.

 

وبينما تتمسك بعض الدول بموقفها الرافض لنهضة سوريا وشعبها واستمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الغرب، بدأ الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، في العمل على فتح قنوات التواصل بما فيها، روسيا التي عُرفت بدعمها للنظام البائد منذ عام 2015.

 

وأجرى وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، زيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق واجتمعوا بالرئيس السوري، أحمد الشرع.

 

تمحور اللقاء حول قضايا رئيسية على رأسها احترام السيادة السورية وسلامة أراضيها، وسبل روسيا لدعم التغيرات الإيجابية في سوريا، والعمل على إعادة بناء الثقة بين البلدين من خلال تدابير ملموسة والمشاركة في إعادة إعمار سوريا.

 

هذه النقاط قد أشار لها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ديسمبر العام الماضي عندما قال أن بلاده اقترحت على السلطات في سوريا  استخدام قاعدة حميميم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري.

 

تعليقاً على زيارة الوفد الروسي إلى سوريا، قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني: “هناك رسائل إيجابية من روسيا لإعادة بناء العلاقات لكن هذه الرسائل يجب أن تترجم إلى أفعال يقبل بها الشعب السوري”. لتقوم روسيا بالمبادرة بالفعل والعمل على ترجمة هذه الرسائل فوراً.

 

أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصالا مع نظيره السوري، أحمد الشرع، وأشار البيان إلى أن بوتين تمنى للشرع النجاح في المهام التي تواجه القيادة الجديدة في سوريا. وذكر أن الاتصال تناول مشاورات شاملة حول الوضع الحالي في سوريا، وأن روسيا تدعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.

 

وأوضح أنه تم التأكيد على أهمية تنفيذ مجموعة من التدابير لتطبيع الأوضاع في البلاد بشكل مستدام وتكثيف الحوار الداخلي لسوريا بمشاركة القوى السياسية الرائدة والمجموعات العرقية والدينية من السكان. ووفقا للبيان الصادر عن الكرملين، أكد بوتين عزمه تقديم المساعدة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك توفير المساعدات الإنسانية. ولفت إلى أن الطرفان بحثا أيضا التعاون بين روسيا وسوريا في مجالات التجارة والاقتصاد والتعليم مع ضرورة مواصلة مثل هذه الاتصالات المفيدة لوضع أجندة واسعة تهدف إلى تطوير التعاون الثنائي.

 

وفي السياق ذاته ونقلا عن الرئاسة السورية، وجه بوتين الدعوة إلى وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني لزيارة موسكو، مضيفة أن الرئيس الروسي أبدى استعداد بلاده لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها مع النظام السوري السابق.

 

وتعليقاً على هذه التطورات، يرى زكي الدروبي المحلل السياسي السوري، أنه وعلى الرغم من الضغوط التي تعرضت لها الإدارة السورية الجديدة من دول الغرب حول ملف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا وإمكانية رفعها بشرط طرد روسيا من قاعدتي حميميم وطرطوس، إلا أن الإدارة السورية متمسكة بموقفها الثابت نحو الحوار مع جميع الأطراف بحثاً عن المصلحة السورية وعدم الرضوخ لأي ضغوطات خارجية.

 

وبناء على هذا الموقف يرى مراقبون أن الإدارة السورية الجديدة، قد تفتح بابا للتواصل مع موسكو، إذ ما كان ذلك في صالح الشعب السوري، حيث تسعى دمشق في هذا التوقيت الدقيق لبناء علاقات ندية مع المجتمع الدولي، بكل أطرافه بعيدا عن الاستقطابات الدولية التي قد تضر بالسياسة الخارجية السورية في المستقبل.

شاهد أيضاً

بعد زيارة الشرع إلى تركيا.. هل تعلن دمشق وأنقرة حرباً على قسد؟

بعد زيارة الشرع لتركيا.. هل تقود دمشق وأنقرة حربا ضد قسد؟   بقلم: محمد عثمان  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − 6 =