الخميس , يناير 30 2025
الرئيسية / مقال / قسد والدور الأمريكي في سوريا بعد سقوط الأسد

قسد والدور الأمريكي في سوريا بعد سقوط الأسد

قسد والدور الأمريكي في سوريا بعد سقوط الأسد

محمد عثمان
القاهرة
الشرق نيوز

سقط الأسد فجر الثامن من ديسمبر الجاري وسقطت معه حقبة طويلة من الظلم والقسوة وإراقة الدماء تجاه الشعب السوري،
وتنفست سوريا الصعداء بشراً وحجراً وتراباً. والآن تتجه أنظار السوريين مع حكومتهم الإنتقالية المشكلة حديثاً نحو التنمية وإعادةالإعماروالاستقرار.
إلا أن تطلعات السوريين وآمالهم لا تزال تواجه عقبات لابد من مواجهتها من قبل الحكومة الحالية وقواتها المسلحة،
مشكلة قسد وتحرير المناطق التي تسيطر عليها، وأسس بناء العلاقات مع الدول الفاعلة في الملف السوري.
المواجهات في اطشمال شرق سوريا لا تزال مستمرة بين (قوات سوريا الديموقراطية) “قسد” وهي ميليشيات كردية، وقوات المعارضة المتمثلة بإدارة العمليات العسكرية والجيش الوطني.
حيث انسحبت قسد من منبج، شمال شرق مدينة حلب، بعد معارك ضارية، لصالح إدارة العمليات العسكرية والجيش الوطني. كما سيطرت الأخيرة على كامل مدينة دير الزور، لترسم صورة جديدة من خارطة السيطرة في البلاد.
وفي السياق سيطرت قسد على القرى الـ7 شرق الفرات، قرب حقل كونيكو للغاز الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات الإيرانية. مما يعني أن قسد باتت تسيطر الآن على 20 بالمئة من الأراضي السورية، فيما أصبحت إدارة العمليات تسيطر على 70% من الأراضي السورية.

تستمد قسد دعمها من الولايات المتحدة الأمريكية تحت غطاء التحالف الدولي في سوريا لمكافحة الإرهاب. حيث ترجع العلاقة بينهما إلى 8 أعوام، شهدت فيها استقراراً نسبياً.
في المقابل، أقامت واشنطن 28 موقعاً أمريكياً منها 24 قاعدة عسكرية، و4 نقاط تواجد، وبحسب المعلومات فإن هذه القواعد تضم أكثر من ألفي جندي أمريكي، ومتواجدة في محافظتي الحسكة ودير الزور. كما أن توزع القواعد الأمريكية جعلها أشبه بالطوق الذي يُحيط بمنابع النفط والغاز السوري المتواجد شرق نهر الفرات، وهو ما يُمثل غالبية الثروة الباطنية لسوريا.
وسبق وأن أفادت مصادر محلية بأن قوات التحالف الأمريكي بالتعاون مع قسد تُخرج يومياً ما يقارب من 40 صهريجاً محملاً بالنفط السوري من حقول النفط المنتشرة في منطقة الجزيرة السورية، إلى قواعدها في العراق، وذلك عبر معبري المحمودية والوليد.
لذلك، وبنظر الخبراء في الشأن السوري، فإن التدخل الأمريكي على شكله الحالي في سوريا لا يصب في مصلحة الحكومة الإنتقالية وقيادتها العسكرية. ناهيك عن تصنيف واشنطن لهيئة تحرير الشام ورئيسها أحمد الشرع الملقب بالجولاني الى الآن على قوائم الإرهاب رغم الإنجازات التي حققتها الهيئة والفصائل المنضوية تحت إدارة العمليات العسكرية للسوريين، في دحرهم لنظام الأسد الدموي.
كما أن التصريحات الأمريكية الأخيرة التي أكدت على إبقاء وجود واشنطن العسكري في سوريا وإبقاء العقوبات المفروضة عليها رغم إسقاط النظام بحجة محاربة تنظيم داعش، تدل على ضبابية مصداقية واشنطن في نيتها دعم سوريا في إستقرارها وطريقها نحو التنمية والإستقرار.
وحذر الخبراء بأن القادم مثير للقلق بالنسبة للقيادة السياسية في سوريا في ظل فوز دونالد ترامب وتعيينه لليميني سيباستيان غوركا كنائب مساعد الرئيس وكبير مديري مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، نظراً لمنظوره المتشدد تجاه الإسلام. خصوصاً وأن التغيير في سوريا أوصل بالتيار الإسلامي المعتدل والمؤمن بالتعددية.
وتوقع الخبراء بأن القيادة الحالية في دمشق قد أخذت بعين الإعتبار المصالح الأمريكية والتركية والروسية وربما الإيرانية في سوريا وستحاول إعادة خلق التوازن بين هذه القوى، خصوصاً بين الأمريكيين والروس والأتراك عبر عقد إتفاقيات معهم والإبقاء على بعض القواعد العسكرية بشروط وضمانات تحقيق الوحدة الوطنية وإرساء السيادة على كامل الأراضي السورية.
كما شدد الخبراء على أن المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة أمام السوريين لبناء دولة جديدة تحقق تطلعات الشعب بكل أطيافه متضمناً الأكراد بعد إنهاء موضوع سيطرة قسد. منوهين الى أن الولايات المتحدة الأمريكية لها تاريخ طويل بالتخلي عن حلفائها، ولا ينبغي الإعتماد عليها بشكل كامل.

شاهد أيضاً

ماهي سيناريوهات الحل شرق سوريا؟

ماهي سيناريوهات الحل شرق سوريا ؟ عمر خطاب  ‏يستعجل السوريون تحرير شرق الفرات من سيطرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − خمسة =