الأحد , ديسمبر 29 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / الثورة السورية: حماية المكتسبات بين الحزم والتسامح”

الثورة السورية: حماية المكتسبات بين الحزم والتسامح”

الثورة السورية: حماية المكتسبات بين الحزم والتسامح”

 

.تقرير: خالد المحمد 

 

في مراحل التحولات الكبرى التي تمر بها الأوطان، تقف الثورات على مفترق طرق بين تحقيق أهدافها أو الانزلاق إلى الفوضى. يشهد التاريخ أن التهاون في التعامل مع أعداء الثورة يمكن أن يكون مفتاحاً للانقلاب على مكتسباتها. تجارب الشعوب تُظهر أن استقرار الدول الناشئة بعد الثورات يتطلب نهجاً صارماً يعلي مصلحة الوطن على كل الاعتبارات. فهل تتعلم سوريا الجديدة من دروس الماضي لتشق طريقها نحو المستقبل الآمن؟

 

خطأ التسامح مع أعداء الثورة:

إن التسامح غير المحسوب مع قوى الثورة المضادة وأبواق النظام السابق يشكل تهديداً وجودياً لأي ثورة. عندما تُترك لهم الساحات لينشروا الفوضى ويثيروا الشائعات، فإنهم يحولون المكتسبات إلى أهداف سهلة للإجهاض. تجربة مصر في عهد الرئيس محمد مرسي تعد نموذجاً صارخاً لهذا الخطأ، حيث تم استغلال أجواء الحرية لإشعال الفتن التي قادت في النهاية إلى انقلاب عسكري أعاد النظام القديم إلى واجهة الحكم.

 

أولوية فرض الأمن في المرحلة الانتقالية:

في سوريا الجديدة، يعد فرض الأمن ركناً أساسياً لحماية مكتسبات الثورة. لا مجال للسكوت عن المحرضين أو من يسعون لإشعال الفتن الطائفية التي تخدم أجندات خارجية. لا بد من ملاحقة المجرمين من فلول النظام السابق، وأذرع إيران وأتباع الأسد الذين يحلمون بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

 

 الإعلام ودوره في المرحلة الانتقالية:

الإعلام سلاح ذو حدين. إذا تُرك للإعلاميين المتحالفين مع النظام السابق حرية التحريض والتضليل، فإن النتيجة ستكون شق صفوف الشعب وتهيئة الأرضية للفوضى. يجب تبني إعلام وطني ملتزم يعزز الوحدة الوطنية ويدافع عن مكتسبات الثورة.

 

البناء على الحزم لا التسامح:

المستقبل لا يُبنى بالتسامح مع من يسعى لهدمه. سوريا الجديدة تحتاج إلى قيادة حازمة تدرك أن استقرار الوطن ووحدته فوق أي اعتبار. الحزم لا يعني القسوة، بل هو ضمانة لتحقيق العدالة وحماية المشروع الوطني من الانهيار.



سوريا الجديدة أمام فرصة تاريخية لتثبيت أقدامها على طريق المستقبل الآمن. حماية مكتسبات الثورة تتطلب وعياً حقيقياً بالتحديات وقرارات حازمة في مواجهة أعداء الوطن. فالحرية لا تُمنح على طبق من ذهب، بل تُحمى بتضحيات الأوفياء وحنكة القيادة. إنها دعوة للعمل بروح الفريق لتحقيق وطن آمن ومستقر يليق بتضحيات الشعب السوري العظيم.



شاهد أيضاً

لبنان بالأسماء: موقوفون من “فرقة الإعدامات” في سجن صيدنايا… و”الحزب” يسعى لإطلاقهم

لبنان  الشرق نيوز  بالأسماء: موقوفون من “فرقة الإعدامات” في سجن صيدنايا… و”الحزب” يسعى لإطلاقهم اعتقلت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 3 =