الأربعاء , أكتوبر 16 2024
الرئيسية / الآن / تفكك المحور وانهيار وحدة الساحات

تفكك المحور وانهيار وحدة الساحات

تفكك المحور وانهيار وحدة الساحات
فراس علاوي

منذ اليوم الأول للحرب في غـ.ـزة حاولت إيران إظهار نفسها وكأنها فوجئت بما حصل على الرغم من أن جميع الأدلة تثبت مشاركة قادة إيرانيين ومن مليشيات حزب الله في التحضير للعملية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر،
حماس التي فوجئ قادتها بعدم انخراط إيران بشكل مباشر في الحرب ، وبالتصعيد البطيئ لأذرعها في لبنان والعراق واليمن ، والذي لايتوافق مع شدة ماتعرضت له من هجوم، بدت لوحدها في الساحة، على الرغم من محاولات الحوثيين وحزب الله إظهار مشاركتهم الخجولة، التصريح الإيراني كان استباقاً واضحاً لأي عملية توريط لإيران في أي عملية عسكرية قادمة أو حرب مفتوحة، لأن القيادة الإيرانية تدرك تماما إنعكاس ذلك عليها والذي قد يؤدي لانهيار مشروعها بالكامل، لذلك وحتى بعد استهداف السيادة الإيرانية عندما أغار الطيران الإسرائيلي في 1 نيسان إبريل علىالقنصلية الإيرانية المجاورة للسفارة الإيرانية في دمشق، وقتل 16 شخصًا، من بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي، والذي يُعد قائدًا كبيرًا في فيلق القدس التابع للحرس الثَّوري الإيراني بجانب سبعة ضباط آخرين.
لم يكن الرد الإيراني مقنعاً على الرغم من ضخامة الخسارة والتي تبعتها خسائر أخرى، منها مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته على الرغم من إصرار إيران على أنه حادث عرضي، إلا أن احتمالاً ولو صغيراً يبقى بأن العملية كانت مدبرة، وجاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ليقصم ظهر الموقف الإيراني، والذي فرض على إيران ردها المؤجل والذي أصبح مجال تندر الجميع، بالمقابل فإن الحكومة الإيرانية الجديدة وبدل طمأنة حلفائها بدأت بإرسال رسائل لإسرائيل بأنها لاتريد الانخراط بحرب شاملة، بدت الاستراتيجية الايرانية وكأنها تحولت مما كانت تسميه وحدة الساحات إلى تفكك هذه الوحدة وعدم تناسق ردودها واعتمادها على رد الفعل والتخبط العشوائي، الأمر الذي لم يؤثر على العمليات الإسرائيلية في غزة، هذا التفكك جعل من السهل على إسرائيل الاستفراد بالجبهات دون إحداث اي ضغط عليها، بالمقابل فإن التصعيد الإعلامي الذي مارسه حزب الله ضد إسرائيل انعكس بصورة سلبية على لبنان، مما جعله الهدف التالي بعد غزة، وعلى الرغم من الاستراتيجية الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ اليوم الأول والتي قامت على أربع نقاط رئيسية هي
_اغتيال ضباط الارتباط والتواصل الإيرانيين والتابعين لحزب الله بغية تفكيكه وتشتيت قواته
_ضرب البنية التحتية للحزب وتفجير مخازن اسلحته وقتل قياداته
_محاولة الضغط على الحاضنة الشعبية للحزب من أجل فصلها عن جسمه العسكري.
_المرحلة الرابعة والتي قد تشهد تدخل بري مباشر ولعمق معين.
كل هذا ولم نشهد رد إيراني واضح مع صمت مريب لحليف إيران الأكبر في المنطقة وهو النظام السوري.

هذا الصمت يمكن اعتباره اختبارًا لوحدة المحور والساحات، وبالتالي فإن استمراره يعني تفكك هذا المحور وانهياره، ومع أن الحديث قد يبدو مبكراً عن هذا الاحتمال.
إلا أن المؤشرات التي تبديها الوقائع على الأرض تدل على أن هناك تراجع واضح للدور الإيراني في المنطقة، وانكفاء للقوة الإيرانية المفترضة، مع صمت واضح لنظام الأسد ومشاغبات غير مؤثرة للاذرع الإيرانية، والتي قد تكون سبباً في إنهائها.
وبالتالي هل سنرى رسم خرائط نفوذ جديدة في حال استمر التصعيد؟
أم سنصل إلى توافقات سياسية تكون فيها إيران الدولة أحد الرابحين، وإيران المشروع وأدواتها أبرز الخاسرين؟
هذا ماستكشفه تطورات الحرب والسياسية في المنطقة.

 

شاهد أيضاً

أين هي أمك؟

وينها أمك ؟ نص ل هناء درويش وينها أمك؟   السؤال الذي كان أول ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + اثنا عشر =