الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / إيران وأمريكا شرق سوريا لعبة القط والفأر

إيران وأمريكا شرق سوريا لعبة القط والفأر

إيران وأمريكا شرق سوريا لعبة القط والفأر
الشرق نيوز
فراس علاوي … زين العابدين العكيدي
تحولت مناطق شرق سوريا منذ منتصف العام 2014 إلى أحد ساحات الصراع الأمريكي الإيراني, الصراع الذي يشبه مصارعة المحترفين المسماة اختصاراً WWE فمنذ عملت الولايات المتحدة بشكل أو بآخر على مساعدة آية الله الخميني بالوصول للسلطة مع رفاقه من رجال الدين.
كان الصراع بين الدولتين تطبيقاً للمثل القائل أسمع جعجعة ولا أرى طحناً, بعد تقاسم النفوذ شرق سوريا سيطرت الولايات المتحدة على مناطق شرق الفرات والمعروفة محلياً باسم الجزيرة وهي الأغنى بالنفط والغاز وشكلت مع التحالف الدولي قوى الأمر الواقع تحت مسمى قوات سوريا الديموقراطية المعروفة اختصاراً بقسد, ومنذ إعلان الانتصار على تنظيم الدولة في آذار 2019, لم تستقر المنطقة وذلك يعود لعدة أسباب لامجال لذكرها, ولكن كان للنظام والوجود الإيراني يداً فيها.
بالمقابل سيطرت إيران مع القوات الروسية ونظام الأسد على مايسمى غرب الفرات أو الشامية, وكذلك وعلى الرغم من التواجد الكثيف للقوات والمليشيات المختلفة, لم تحظ المنطقة بالاستقرار الحقيقي, وإنما لايزال هناك نشاط واضح للتنظيم خاصة في مناطق البادية وريف حمص الشرقي, وكذلك يلعب التحالف مع الولايات المتحدة دوراً في حالة عدم الاستقرار.
لم يقف الأمر عند هذه الحالة بل تحولت المنطقة لصندوق رسائل بين الأطراف المتداخلة, إذ تشهد المنطقة باستمرار قصف متبادل بين الأطراف جميعها, زادت حدة هذه الاستهدافات بعد, عملية 7 أكتوبر في غزة.
حيث تستهدف المليشيات العراقية المدعومة من إيران القواعد الأمريكية في حقل العمر وكونيكو والتنك والشدادي بشكل مستمر وشبه يومي بالقذائف الصاروخية والطائرات بدون طيار الدرون, في حين كان الرد الأمريكي في معظم الأوقات خجولاً.
العامل الإسرائيلي كان أكثر فاعلية حين استهدف مرات متكررة قواعد وقوافل تتبع للمليشيات الايرانية شرق سوريا.
مؤخراً وبعد تطور الصراع في فلسطين ودخول لاعبين جدد خاصة أذرع إيران في اليمن ولبنان, زادت هذه الأذرع من استهدافها لمنشآت تتبع للولايات المتحدة, بذات الوقت زادت اسرائيل من وتيرة الإغتيالات لقيادات كبرى في الحرس الثوري الإيراني والمليشيات العراقية.
إلى أن وصل الأمر إلى الذروة باستهداف فصيل حزب الله العراقي منطقة البرج 22 على الحدود الأردنية السورية بطائرة درون مفخخة أدت لمقتل 3 جنود أميركان وجرح مايقارب ال40 جندي أخرين.
هذا التصعيد قوبل حتى اللحظة بتصريحات أمريكية متعاقبة تؤكد جميعها على أن الرد قادم دون أن تبين كيفيته ومكانه تمثلت بغارات على مناطق شرق سوريا وغرب العراق.
الأمر الذي أثار ارتباك المليشيات الإيرانية في سوريا والتي بدأت بتغيير تموضعها وأماكن تواجدها بالتزامن مع تزايد نشاط لتنظيم الدولة في البادية وأطراف المدنشرق سوريا.

هل بدأ رد الامريكان؟
إيران لاتريد الحرب مع الولايات المتحدة، والأخيرة لاتريد التصعيد مع إيران، يُدرك نظام الملالي جيداً أنه في حال حصل التصعيد خارج نطاق حدود غزة أو خارج السجال الحالي “القصف المتبادل” بين أذرعها في جنوب لبنان والعراق، فهو بمثابة خسارة لنفوذ ومشروع عملت عليه منذ سنوات ‏وتدرك الولايات المتحدة ممثلة بإدارة بايدن الحالية، أن التصعيد كفيل بإحراق المنطقة بشكل كامل وحصول حرب اقليمية كبرى تهدد مصالحها وتهدد اسرائيل نفسها، كل شئ متوقع في هذه البقعة الجغرافية، وحتى دوام الأنظمة العربية الحالية شئ غير مضمون في حال حصل حدث ضخم بمكان ما، ‏وحتى القصف الأخير الذي طال البرج 22 والذي قتل فيه 3 جنود أمريكيين، إن تتبعنا الروايتين فالأنباء تتحدث عن عطل مفاجئ بنظام الدفاع الجوي بالقاعدة، ويبدو أن إيران نفسها لم تكن تتخيل أن يُسفر هكذا هجوم عن حادثة مثل هذه، كل السجالات الإيرانية – الأمريكية، ‏كان مخططاً لها أن تبقى في ظل إطار معين، قصف محدود ورد محدود، وتعليق ميليشيا حزب الله العراقي لعملياته بسوريا والعراق خير دليل، إضافة لمحاولة الميليشيا نفي ضلوع إيران بالعملية، كل المعطيات تقول “أن لاتصعيد كبير قادم”، ورد الأمريكان بسوريا و العراق سيكون محدوداً كما كانت الدفعة الأولى من الغارات والتي استهدفت مقرات للمليشيات معظمها فارغ أو لاتتواجد فيه عناصر إيرانية أوقيادات.
الغارات الأمريكية أو ماسمي الموجة الأولى منها استهدفت مليشيا الحشد الشعبي دون غيرها باعتبارها المسؤول الأول عن الهجمات, وهذا يتوافق مع التصريحات الأمريكية التي قالت بأنها ستحاسب المسؤولين المباشرين, والتصريحات الإيرانية وتصريحات المليشيات بأن لادور لإيران في العملية, مما يعني أن الرد الأمريكي سيبقى على الأقل حتى اللحظة في إطار التصعيد المنضبط, فلارغبة لجميع الأطراف بالتصعيد أكثر.
هل ستخرج إيران من سوريا؟
على الرغم من الأنباء المتداولة عن خروج قيادات إيرانية من سوريا, وأن ضباطاً إيرانيين غادروا سوريا تخوفاً من استهدافهم في الغارات الأمريكية المتوقعة, إلا أن الحقائق على الأرض تقول بأن ماحدث هو إعادة تموضع للمليشيات الإيرانية, والسبب الرئيس هو عمليات الإغتيال المتكررة للقيادات الإيرانية في سوريا, وبالتالي فإن إيران لم تأت لتخرج بهذه السهولة, ولم تخسر هذا القدر من قيادييها وعناصرها, ولم تقدم كل هذه المساعدات الاقتصادية لنظام الأسد لتخرج بهذه السهولة, سوريا هي أحد أهم مراحل المشروع الإيراني في الشرق الأوسط.
ما الذي يحدث إذاً؟
تصاعدت في الفترة السابقة الاتهامات الايرانية لأطراف في نظام الأسد بأنها تقوم بتسريب معلومات عن أماكن تواجد القيادات الإيرانية وتحركاتها وتزويد إسرائيل بها, مما يساعد إسرائيل في عمليات اغتيال القادة.
هذا الاتهام له مايبرره فلولا وجود خرق حقيقي في أجهزة النظام خاصة الأمنية منها, لما حصلت إسرائيل على هذا الكم من المعلومات الاستخباراتية عن أماكن توزع وتواجد القيادات الايرانية في سوريا, وهذا دليل على هشاشة نظام الأسد الأمنية والانقسامات داخلها ووجود قوى ومراكز نفوذ داخله,
هذه الاختراقات دفعت نظام الأسد للقيام بجملة تغييرات وحصر للسلطات في أجهزته الأمنية الهدف منها التخفيف قدر الإمكان من حدوث هذه الاختراقات, وقد أوكل هذه المهمة لمدير مكتب الأمن الوطني الجديد اللواء كفاح ملحم مع إعطائه صلاحيات واسعة بدأت تظهر تباعاً.
كما قامت المليشيات الإيرانية بحملات تفتيش ومتابعة وبحث في أماكن سيطرتها خاصة في ديرالزور ومحيط دمشق, حيث يتم تفتيش الوثائق الشخصية واحتجاز مشتبه بهم, الأمر الذي أسفر وحسب جهات مطلعة داخل النظام عن اكتشاف خلايا ومجموعات تم اتهامها بالتخابر مع التحالف والولايات المتحدة الأمريكية.
مما سبق ندرك بأن إيران ترتب أوراقها في سوريا بما يتناسب مع المغيرات التي أفرزها الصراع القائم في المنطقة وأنها تجهز نفسها لجميع السيناريوهات المحتملة, بما فيها استهداف قيادات في نظام الأسد نفسه تشكل مراكز قوة إيرانية داخل النظام.
هذه التغيرات وتبعاتها تتوقف على مدى جدية إدارة بايدن وحزمها في اتخاذ إجراءات عقابية ورادعة ضد المليشيات الإيرانية وتواجدها في سوريا والعراق, وهذا ما أكد عليه الرئيس الأمريكي بايدن ووزيري دفاعه وخارجيته.

شاهد أيضاً

بشار الأسد يرد على إيران نحن معكم

طهران الشرق نيوز بعد الزيارة التي قام بها علي لاريجاني مستشار خامنئي إلى دمشق، والتي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + ثمانية =