الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / تنظيم الدولة…. التراجع والإنحسار في البادية السورية

تنظيم الدولة…. التراجع والإنحسار في البادية السورية

تنظيم الدولة…. التراجع والإنحسار في البادية السورية
زين العابدين العكيدي
الشرق نيوز

يواجه تنظيم الدولة الإسلامية تحديات كبيرة في سوريا، خلال العام 2022 حيث طرأت تغيرات كبيرة على هيكليته، يُمكن إجمالها بعدة نقاط :
الإنسحاب
-منذ بداية العام 2022 انسحبت أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم من سوريا باتجاه العراق،حيث خرجت أخر دفعة في شهر أكتوبر الماضي حسب مصادر متابعة، سبقها تغيير قيادة البادية، حيث تسلم أمورها أمير جديد عراقي الجنسية، ويتركز وجود التنظيم اليوم في قطاعين إثنين كبييرين، وهما البشري، وجبال تدمر.
نقص العنصر البشري
يواجه التنظيم اليوم صعوبة بالزخم البشري والتزود بالموارد في سوريا ولوحظ ذلك خلال العامين الأخيرين.
إذ لازال التنظيم يعتمد على مجموعات صغيرة ومتوسطة منتشرة في البادية، لكلِ مجموعة أميرها الخاص، ويتجنب التنظيم الهجمات الكبيرة، ويلجأ عادة للألغام، والكمائن الصغيرة، والقنص، لإستهداف ميليشيات الأسد في البادية، حيث حصل هجومه الأخير فجر اليوم الاثنين الفائت وطال نقطة لميليشيا لواء القدس على اوتستراد دير الزور – حمص.

هدوء على محاور أخرى

بخصوص محاور حماة، حلب، ومحيط تدمر لوحظ أنها باتت هادئة نسبياً، وسبق أن تواردت أنباء عن أن التنظيم أخلى قاطع بادية حماة في نهاية 2021 ويبدو هذا صحيحاً كونه هادئ تماماً.

خطر الألغام
ورغم هدوء عمليات التنظيم في عدة مناطق، لكن لازالت الألغام هي ما تقلق ميليشيات الأسد خلال حملاته المتكررة لتمشيط البادية، هذه الحملات والتي تمت بمساعدة روسية ساهمت كثيراً في إبعاد التنظيم عن مناطق عديدة في البادية.

هجوم منطقة الكوم
الحدث الأبرز خلال هذا العام كان هجوم الكوم الأخير في 27 نوفمبر المنصرم، وسيطرة التنظيم خلاله على البلدة، حيث جاءَ في وقت تبدلت فيه القيادة الميدانية له، ويبدو كنوع من الهجمات الإنتقامية بعد مقتل الزعيم السابق القرشي في درعا.

صفقات مع نظام الأسد
لوحظ كذلك أن التنظيم لازال يقوم بصفقات مع ميليشيات الأسد، كتبادل جثث لعناصر الأخير مقابل طعام ودواء وتم توثيق عدة حالات خلال العام 2022.

كذلك تقلصت الطرق التي كان التنظيم يحصل من خلالها على الموارد من سكان مناطق في بادية حمص ودير الزور، بسبب تشديد النظام قبضته الأمنية ، وخلال العام 2022 رصد عبور عدة عناصر للتنظيم من مناطق سيطرة قسد نحو البادية في دير الزور، وبالعكس كذلك من البادية للجزيرة، أخر محاولة عبور حصلت حسب مصادر كانت في إبريل الماضي، وتمت بطريقة غير معروفة ومختلفة عن سابقاتها ، وغالباً حدثت عبر أشخاص قاموا بتسهيل مرورهم ، عبر مناطق البوليل، سعلو، صبيخان.

التنظيم في مناطق سيطرة قسد
أما في مناطق سيطرة قسد في الجزيرة – شرق الفرات، الأمور هناك مختلفة حيث توجد لتنظيم الدولة ولايات أمنية مقسمة لقطاعات ممتدة بي الحسكة والرقة ودير الزور، وترتبط بالعراق، وتحظى بموارد مالية جيدة، وكذلك هناك سهولة للتنظيم في تجنيد عناصر جدد، ومنذ شهر أكتوبر الماضي زادت ضربات التحالف لخلايا التنظيم بالذات بعد عملية مخيم الهول الأمنية والتي أمنت سيل كبير من المعلومات للتحالف، ونجح في تحييد وإعتقال عدد كبير من القيادات في دير الزور بالذات.

هل انتهى التنظيم؟
ورغم كل هذه العقبات لكن هذا لايعني أن التنظيم انتهى وضعف دوره نهائياً، فبعد كل فترة خمول بالعمليات والنشاط، يظهر التنظيم مجدداً وبوتيرة عالية من الهجمات، يمتلك التنظيم هرم قيادي وتنظيمي وكل منصب فيه، له بديل جاهز، والأكيد أن ثمة جيل جديد بات حاضراً من القيادات، والرعيل الأول بالغالبية كحضور بات يتلاشى، فمنهم من قتل ومنهم من اعتقل، ولدينا اليوم طبقة جديدة تدير التنظيم، بالعموم ،هذل بإيجاز أبرز ما طرأ من تغيرات على التنظيم.

بلدة الكوم
للتنويه فإن بلدة الكوم شمال السخنة، في بادية حمص لازالت خارج سيطرة ميليشيات الأسد، بعد سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة عليها، وغالباً قام التنظيم بتفخيخها قبيل انسحابه بعد إغتنام كل ما فيها من موارد وسلاح،

توقف عمليات النظام في البادية
أوقفت ميليشيات الأسد كافة العمليات في البادية ضد التنظيم بسبب أزمة الوقود، فقطاعات البادية “تدمر” التابعة لميليشيات الأسد الحركة فيها متوقفة تماماً، من مهيّن للسخنة وصولاً للبشري، لكن العناصر لازالوا في مواقعهم، كما يتم تداول أنباء عن إنسحاب لبعض الوحدات المنتشرة في عمق البادية، مما يعني انه لن يكون هناك عمليات هجومية ضد تنظيم الدولة قريباً، بسبب قلة الطعام والوقود، وحسب مصادر من دير الزور، لم تصل مخصصات الطعام لعناصر ميليشيات الأسد في عدة قطاعات في البادية منذ عدة ايام أو اسابيع .

شاهد أيضاً

بشار الأسد يرد على إيران نحن معكم

طهران الشرق نيوز بعد الزيارة التي قام بها علي لاريجاني مستشار خامنئي إلى دمشق، والتي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 12 =