يبدو أن الأمور تتجه للتصعيد في المنطقة الشرقية رغم محاولات الأطراف الدولية إيقاف القتال والعمليات العسكرية في سوريا تمهيدا للإنتقال لمرحلة الحل السياسي ، لكن فيما يبدو هناك قوى رأت نفسها خاسرة في هذه التوافقات لذلك تعمل على خلط الأوراق في كل مرة تتجه فيها الأمور للتهدئة على رأس تلك القوى النظام الإيراني والذي يرى في أي توافق دولي خسارة له وأن أي حل سياسي سيكون على حساب بقائه ومليشياته في سوريا ، من هنا وبعد شبه الهدوء الذي شهدته مناطق سيطرة تلك القوى وخاصة النظام السوري جنوب نهر الفرات وفي أرياف مدينة الرقة ومناطق سيطرته في الحسكة ومع إقتراب (قوات سوريا الديموقراطية) قسد من تحقيق أهدافها العسكرية شرق ديرالزور ، يلجأ نظام الأسد للتصعيد ضد تلك القوات من خلال الإدعاء برغبته في استعادة جميع الأراضي السوري حسب إدعائه وذلك من خلال دفع إيراني باتجاه إشعال المنطقة لأسباب عسكرية وسياسية تضمن بقاءها لذلك عمل الإيرانيون على دفع النظام من جديد لإطلاق سلسلة من التهديدات ضد مليشيا قسد ووجودها في المنطقة وهو الذي فشل سابقا في جميع محاولاته لضربها عسكريا بسبب دعم التحالف الدولي لها ، هذه المرة تأتي محاولة النظام من خلال إشعال المنطقة شعبيا من خلال دعم بعض القوى الإجتماعية الموالية له في تلك المناطق خاصة شيوخ العشائر وبعض المتنفذين لإشعال حراك شعبي معادي لوجود قسد مستفيدين أيضا من وجود إحتقان شعبي واضح ضد ممارساتها العنصرية والقمعية ، حيث تزامن هذا الحراك في كل من الرقة والحسكة ومؤتمر دير حافر للعشائر مع تصريحات لرئيس النظام السوري قال فيه : “.. باتت المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية. وسنتعامل معها عبر خيارين: الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات و إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم. ليس لدينا خيار آخر
هذا التصعيد والذي يقف الإيرانيون بدرجة كبيرة خلفه يحمل عدة رسائل غض عنها الروس الطرف أيضا، تشير تلك الرسائل إلى عمل النظام السوري ومن خلفه إيران على خلط الأوراق مجددا وإشعال المنطقة من جديد وهو مانراه من خلال الحراك الشعبي الذي لايبدو أن نظام الأسد بعيد عنه من جهة بالرغم من وجود قوى أخرى إقليمية تستفيد منه و تشجعه مما يشير إلى إلتقاء مصالح في تلك المنطقة الغرض الأول منها إخراج مليشيا قسد من المعادلة ، لم تقف تلك التصريحات عند بشار الأسد فهاهو وزير خارجية نظام الاسد ايضا يقول في تصريح أكثر وضوحا
يجب أن “تتحرر” الرقة ويتعين على الولايات المتحدة الانسحاب من قاعدة التنف العسكرية فالرقة مازالت في قلوبنا ويجب إعادة اعمارها وتحريرها من اي وجود غريب عن سكانها
يحمل هذا التصريح رسائل واضحة لمليشيا قسد وللتحالف الداعم لها ، والتي يبدو ان نظام الأسد مصمم على المغامرة في تلك المنطقة رغم فشله السابق في عدة محاولات لكن الدفع الإيراني بهذا الإتجاه قد يدخل نظام الأسد في دوامة غير محسوبة العواقب ، فإشعال المنطقة قد يعيد جميع التوافقات لنقطة الصفر وبالتالي خلط الاوراق والتحالفات مجددا ، التوتر بدا واضحا مع بروز حراك شعبي واضح ، التوجهات والرسائل والذي يدعو لإخراج مليشيا قسد من المنطقة هذا الحراك والذي يتم استغلاله إعلاميا من قبل نظام الأسد تقف خلفه قوى متعددة جميعها تملك ذات المصلحة في تطوره وتحوله لحالة رفض عامة تلك القوى (الإقليمية) رغم إختلافها إلا أنها تلتقي بذات الهدف وهو إضعاف مليشيا قسد وتواجدها في الحسكة والرقة وديرالزور فنظام الاسد يعمل على حصار قسد من عدة جهات تبدأ من ريف حلب مرورا بالرقة فالحسكة وديرالزور وبالتالي تشتيتها وإنهاكها مستفيدا من تعدد الجبهات من جهة وحاجتها للعنصر البشري من جهة ثانية ، بداية هذا التصعيد شهدت استنفار وانتشار القناصة في مناطق التماس بين النظام والمليشيات الكردية في مدينة الحسكة وقد نشهد تطورا درماتيكيا وسريع يبدأ من الحسكة ولاينتهي في منبج والرقة وديرالزور ، الإنفجار القادم في المنطقة رهن بانتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم (داعش ) فيها وإعلان كلا الطرفين توقف العمليات هناك رغم أن نظام الأسد سيستغل إنشغال قسد بتلك المعارك ويرتكب حماقة جديد تؤدي لتفجر الأوضاع وهو ماسيستفيد منه تنظيم داعش مجددا ، سياسة خلط الأوراق التي تمارسها إيران تنعكس بشكل خطير وترفع من درجة التوتر في المنطقة مما يهدد بانفجارها بشكل خطير
الوسومإيران الحسكة الرقة تركيا ديرالزور قسد نظام الأسد
شاهد أيضاً
قسد تمنع النازحين (العرب) من العبور إلى مدينة الطبقة غرب الرقة إلا بشرط
قسد تمنع النازحين (العرب) من العبور إلى مدينة الطبقة غرب الرقة إلا بشرط الشرق نيوز …