الإثنين , ديسمبر 23 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / أحمد الظاهر فنان سوري يصل للعالمية

أحمد الظاهر فنان سوري يصل للعالمية

حاوره رامي ابو الزين

يبدع أبناء سوريا خارج وطنهم ، رغم المآساة التي فرضت عليهم بفعل الحرب و التهجير القسري الذي أوصلهم إلى بقاعٍ شتى و جعلت من النزوح و الترحال عنوان لحياتهم ، لم تمنعهم ظروفهم تلك من إبداء تميزهم و تقديم مواهبهم التي حولها بعضهم إلى رسالة و بطاقة تعريف لبلدهم ، أحمد الظاهر الشاعر و الفنان التشكيلي هو أحد أفراد هذه الجوقة التي أظهرت الوجه المشرق للإنسان السوري الحر الذي ثار على الظلم والإستبداد و تحمل تبعات مطالبته بحريته من نظام ظالم مارس كل أنواع القتل والقمع على من نطق بكلمة حرية .
ينحدر الظاهر من سلالة الفراتيين الذين أغنوا الفن منذ الأزل من خلال ماقدموا له من تجارب و نفحات ظلت عالقة في جبين الحضارة ليفوح عبقها في كل مناسبة يظهر فيها فراتيٌ أصيل ليضيف لمساته من جديد على جدار الفن .
أحمد الظاهر ابن محافظة الرقة التي يحتضنها الفرات الخالد ، أوصلت لوحاته العابرة للقارات عراقة أبناء الفرات فكانت عبارة عن بطاقة تعريفية لمحافظته الرقة التي عرفها العالم مؤخراً من خلال سيطرة تنظيم داعش عليها ، فأراد أن يوصل الوجه الحقيقي لمدينته التي تتصف بالود و السلام ، عبر لوحاتٍ خطتها أنامله في مكان نزوحه المؤقت (اليونان ) لتصل لوحاته إلى الولايات المتحدة الأمريكية و تعرض للجمهور في ولاية فرجينيا في معرض جميل غاب عنه صاحب اللوحات بسبب لعنة القوانين التي لا تراعي الفن ولا الفنانين .
في حديث خص به الفنان التشكيلي والشاعر أحمد الظاهر موقع الشرق نيوز ، تحدث الظاهر عن مسيرة النزوح التي فرضت عليه منذ أن غادر مدينته الرقة إلى أن وصل اليونان و أهم المحطات التي مرّ بها خلال هذه الرحلة

، يقول :
” بعد اعتقال لدى تنظيم داعش واحتلالهم لمدينتي الرقة عام 2014 نصحني البعض بالخروج من الرقة وخرجت مكرها تحت جنح الظلام تاركا أسرتي لوحدهم دون معيل ، حيث كان أولادي أطفالا (ولدين وبنت).. دخلت تركيا بشكل نظامي بعد معاناة على الطريق بسبب حواجز داعش… لاحقا التحقت بي أسرتي تهريبا عبر الحدود واستقروا معي مدة سنة  وعادت زوجتي مع ابنتي وأصغر أولادي إلى الرقة على أمل العودة.. لكن الحرب بين داعش والميليشيات الكردية كانت قد نشبت على الحدود فلم تستطع أسرتي العودة… وبقيت سنة أخرى في ولايةأورفا التركية مع ابني الأكبر ونتيجة لسوء الوضع الاقتصادي كنت مضطرا للخروج بحثا عن لجوء جديد وكان ذلك عام 2016 برفقة ابني يزن الان يبلغ من العمر 20 عاما ”
ويضيف :
” خمسة وأربعون يوما ونحن نحاول ركوب البحر في مدينة إزمير ونجحنا اخيرا في الوصول إلى جزيرة عسكرية تم نقلنا على إثرها إلى جزيرة ليروس (كامب اللجوء) ، كان وصولنا الأراضي اليونانية للأسف بعد تطبيق الاتفاق التركي الأوروبي للحد من اللاجئين  فكان كامب اللجوء في جزيرة ليروس أشبه بالمعتقل الجماعي ”
و عن عودته إلى الرسم في اليونان يقول الظاهر : ” أثناء وجودي بأصعب الظروف في الجزيرة طلبت من بعض موظفي مفوضية الأمم المتحدة المساعدة في جلب بعض مواد الرسم ،
فأحضروا لي عدة رسم سيئة جدا أشبه بعدة مبتدئ أو طفل ، ثم لاحقا خصصوا لنا مبلغاً ضئيلاً جدا نتقاضاه كل شهر كنت اقتطع منه ثمن اللوحات والألوان ورسمت عدة لوحات في الجزيرة ”
و يضيف : ” تم اقتناء ثلاثة لوحات من اللوحات التي رسمتها في اليونان والولايات المتحدة والنمسا ، لكن كانت على شكل هدايا طلبها بعض الأصدقاء الأوروبيين ورفضت تقاضي ثمنها .
بعد سنة وشهر من وجودي في ليروس تم نقلي إلى وسط اليونان مدينة تريكالا ،ثم بعد خمسة أشهر تم نقلي إلى العاصمة أثينا وإعطائي بيت صغير مؤلف من غرفة واحدة اسكنه مع ابني ،
وبدأت أعمل على رسم ثقافة المنطقة الشرقية ومحاولة تغيير الصورة التي انطبعت في الإعلام الغربي عن مدينة الرقة كعاصمة للإرهاب ”
وعن حكاية معرضه الذي أقيم في الولايات المتحدة يتحدث الظاهر و يقول :
” في أثينا تواصلت معي وسائل إعلام ومنظمات تعنى بالفن والفنانيين في بلاد اللجوء إضافة لوجود أشخاص من الأصدقاء أصروا أن هذا الفن يجب أن يصل للعالم فبدأت وسائل إعلام و بعض المنظمات بالمساعدة وتم تنسيق معرض في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو يعرض حاليا في ولاية فرجينيا ، كما أنهم طلبوا مني إقامة معرض في السويد ، وفي الشهر القادم ستعرض بعض لوحاتي في مدينة اثينا ،
اهتمت منظمة مراسلون بلا حدود على وجه الخصوص بالفن والرسائل التي أقدمها وهم في طور إعداد تقرير اعلامي عني سينشر في وسائل الإعلام الغربية عما قريب .
هناك مشاريع لإقامة معرض في الشهر العاشر في هونغ كونغ لازال قيد الدراسة ”

ويختتم الفنان التشكيلي أحمد الظاهر حديثه عن رؤيته لنجاحه الذي حققه و خططه المستقبلية التي يصبو إلى تحقيقها فيقول : ”
يهمني الان استغلال هذا الهامش الإعلامي والانتشار العالمي لنقل حقيقة ثورتنا وحقيقة النظام القاتل وتغيير صورة مناطقنا الشرقية وإظهار حضارتها وثقافتها والدعوة للسلام والوقوف لجانب الثورة السورية إعلاميا وشعبياً ، آمل أن يتحقق حلمي في سوريا حرة ديمقراطية تهتم بمبدعيها دون النظر لتوجههم السياسي وآرائهم الشخصية ”

شاهد أيضاً

التربية في سوريا الجديدة: بناء المستقبل يبدأ من المدرسة

التربية في سوريا الجديدة: بناء المستقبل يبدأ من المدرسةIsmaiel Alkheder تُعد التربية عصب حياة المجتمعات، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 1 =