عهد صليبي
نظّم منتدى مشاركة في ولاية غازي عينتاب التركية مساء أمس “الأربعاء” ندوة حوارية بعنوان “قصة نجاح” للإعلامي في الدفاع المدني السوري خالد الخطيب.
تحدث فيها خالد عن مسيرته في الثورة السورية عامةً وتجربته في الدفاع المدني السوري على وجه الخصوص. حيث قال : ” تركت دراستي بعد اجتياز المرحلة الثانوية ، بسبب مشاركتي بالثورة السورية منذ انطلاقتها بعام 2011 ، وبعد أن أصبحت مطلوباً لأجهزة الأمن والمخابرات اضطررت إلى ترك منزلي والخروج من مناطق سيطرة النظام وعندها حرمت من متابعة الدراسة، بينما أصبح رفاقي الذين تابعوا دراستهم على أبواب التخرج من الجامعات ومنهم من تخرج”، منوهاً إلى أنه ليس نادم على اختياره وأنه سيسعى في الأيام المقبلة لإتمام دراسته والتوفيق بين العلم والعمل.
وفي حديثه عن مؤسسة الدفاع المدني قال الخطيب : إن مؤسسة الدفاع المدني هي مؤسسة سورية تشكلت في تشرين الأول عام 2014 بعد توحد العديد من الفرق التطوعية في مدن وبلدات سورية عدة موزعة على ثمان محافظات، مشيراً إلى أن هذا التوحد كان توحد حقيقي “ليس حبراً على ورق”.
وقال “الخطيب” أن وسائل إعلام النظام وأخرى موالية له على رأسها قناة روسيا اليوم كانوا ولا يزالون يحاربون الدفاع المدني متهمين المؤسسة وعناصرها بالإرهابيين، مما دفع المؤسسة إلى إنشاء مكاتب إعلامية لنقل صورة مايجري وتوثيق قصف المساكن المدنية وسقوط الآلاف من النساء والأطفال بين قتيل وجريح، جراء قصف الطيران الحربي والمدفعية للمناطق المدنية، مضيفاً أنهم قد انتجوا العديد من الأفلام الوثائقية منها حصلت على جوائز قيمة كفيلم “الخوذ البيضاء” الحاصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة أوسكار، وفيلم “آخر الشهود” والحاصل أيضاً على العديد من الجوائز والمرشح الآن إلى جائزة أوسكار، وذلك بالتعاون مع مركز حلب الإعلامي “AMC” والعديد من الصحفيين والنشطاء السوريين، منوهاً إلى أن تلك الأفلام رفعت رصيد الدفاع المدني لمستوى عال، مما دفع الكثير من الأمريكيين والأوروبيين لمساعدتهم والتعاون معهم.

وفي رداً له على سؤال أحد الحضور عن كيفية مواجهتهم الضغط النفسي، قال “الخطيب” لا يوجد لدينا أطباء نفسيين أو خبراء لمعالجة ذلك الضغط، وأنهم يسعون لإيجادهم في الأيام القادمة، مشيراً إلى أنهم بالرغم من صعوبة عملهم المقترن بانتشال الأشلاء والهروب من القذائف والصواريخ، مازال عناصرهم يواجهون ذلك الأمر.
وأشار “الخطيب” إلى أن مؤسسة الدفاع المدني تضم ضمن كوادرها 375 امرأة سورية متطوعة يعملن على توعية النسوة السوريات والأطفال من مخلفات الحرب والطرق التحذيرية والوقائية من القصف على المنازل السكنية وغيرها.
وفي رداً له على سؤال آخر لأحد الناشطين المدعوين للندوة قال الخطيب أنهم كانوا قد تلقوا دعماً مادياً من الحكومة المؤقتة لمدة سبعة أشهر فقط منذ انطلاقتهم.
وفي رد على سؤال آخر حول إمكانية إيجاد مراكز لهم في مناطق سيطرة النظام قال “الخطيب” لايمكن ذلك بسبب التخوف من أجهزة الأمن ومخابرات النظام، منوهاً إلى أنهم يسعون لمساعدة المدنيين في كافة الأراضي السورية، ملفتاً إلى أنهم كانوا قد أنشأوا مركزاً لهم في مدينة عفرين غرب حلب في عام 2015، إلا أنه أغلق بسبب اعتقال عناصر المركز من قبل وحدات حماية الشعب الكردية “YPG”، ومركز آخر في مدينة الباب شرقي حلب أثناء سيطرة تنظيم داعش عليها.
وأعرب “الخطيب” عن قلقه إزاء مايجري في الغوطة الشرقية المحاصرة من قتل وتدمير وقال أنه سقط 9 عناصر لهم فقط في الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام على الغوطة.
وأشار الخطيب إلى أنهم يسعون للمساهمة بإعادة إعمار المناطق المدمرة بعد توقف القصف وإنهاء الحرب، ملفتاً أنهم في الهدنة الأخيرة في الشمال السوري رمموا 6 مشافي والعديد من المدارس وإعادة فتحها من جديد.
وفي ختام الندوة قال الخطيب أنهم يسعون لإيجاد ممثلين لهم في جميع المحافل الدولية للمطالبة والضغط على المجتمع الدولي للتدخل لإيقاف القصف وإعادة السلام في المنطقة.
يذكر أن عناصر مؤسسة الدفاع المدني السوري يحظون بحب كبير من أبناء الشعب السوري.قصة نجاح.. ندوة حوارية مع إعلامي في الدفاع المدني السوري .
الشرق نيوز