ربيع ما وراء النهر ..
هيئة التحرير
نيسابور .. مشهد .. همدان .. قم .. اصفهان .. مدن عرفت من قبل و أخرى عرفت اليوم .. في التظاهرات المندلعة التي نادت
الموت لخامنئي .. استح يا سيد علي .. ايراني يموت و لا يقبل الذل .. شعارات اليوم الثالث على التوالي من مظاهرات إيران و التي راجت في معظم إيران بمشرقها لمغربها لعاصمتها
بدأت الاحتجاجات في المدينة الايرانية ( نيشابور، وكاشمر، وشاهرود. كرمنشاه ) و امتدت حتى وصلت العاصمة الايرانية طهران عابرة
( شيراز، ولرستان، والمحمرة ) و هذه المدن كلها شهدت تظاهرات حاشدة بألاف المتظاهرين الذين نددوا بسياسات الحكومة الاقتصادية و التي بدورها زادت من احتقان الشارع الايراني و سارعت بوصول التظاهرات الى العاصمة الايرانية رغم التهديدات التي اطلقها (مساعد المسؤول الأمني في محافظة طهران “محسن نسج همداني” بأن الأمن سيواجه المظاهرات في حال اندلاعها في العاصمة، متوعداً أن أي نشاط غير مُصرَّح به سيعتبر خارجاً عن القانون ) .
و في تصريح لممثل الولي الفقيه علي خامنئي في مشهد “أحمد علم الهدى” داعيا قوات الأمن إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين ممن يرددون شعارات مناهضة للحكومة، معتبراً أنه في حال تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم فإن الأعداء سينشرون تسجيلاتٍ وصوراً في إعلامهم، ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية في مشهد، على حدّ قوله .
هذا و قد بلغت الاحتجاجات معظم شوارع العاصمة الايرانية مما دعا لتصدي قوات الامن و حفظ النظام للتصدي لهذه الاحتجاجات بالعنف و قيامه باعتقالات عشوائية طالت اكثر من مئة متظاهر في حصيلة اولية تم اقتيادهم الى فروع و ثكنات ميليشيات الحرس الثوري في وسط تعتيم تام كن مصيرهم , هذا و قد انتشرت صور و فيديوهات تصور العنف الذي طال المتظاهرين و الحالة الجنونية التي تصدى بها حفظ النظام و قوات الامن لهم , هذا و أكدت مصادر مطلعة في المعارضة الايرانية عن اندلاع تظاهرات في العاصمة طهران نادت بإسقاط النظام الحالي وهتفت بـ “الحرية أو الموت”، و ” اذهب أيّها الشرطي وألقِ القبض على السارقين “.
هذا و لم يكتف المرشد الإيراني والرئيس روحاني على قمع المحتجين بالقوة ؛ بل قاموا بدفع ميليشيا الحرس الثوري والباسيج ومكافحة الشغب لشن حملات اعتقال واسعة في صفوف المتظاهرين بالاضافة لتفريق التظاهرات عبر إطلاق النار بشكل مباشر عليها، ما أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين جرحى بتفاوت الخطورة, بحسب ما أكده المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
و في شمال شرق البلاد ايضا شهدت مدنٌ وبلداتٌ إيرانية عديدة على رأسها مدينة “مشهد” ذات الطابع و القداسة الدينية لـ “الشيعة” مظاهرات حاشدة لليوم الثالث على التوالي ضد السياسة المتبعة من قبل النظام الإيراني والمرشد الأعلى “علي خامنئي”، و الفريق الاقتصادي المتهم في إهمال شؤون البلاد الداخلية وإهدار الأموال في حروبهم خارج الحدود ما أدى إلى تردي الحالة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة وانتشار الفساد في معظم التراب الايراني ,
و من جهة أخرى قال محافظ مدينة مشهد “محمد رحيم نورزيان” إن المظاهرات المندلعة غير قانونية ، وإن قوات الأمن اعتقلت بعض المتظاهرين بتهمة “محاولة تخريب الممتلكات العامة”، معتبراً أن الاحتجاجات نظمها “أعداء الجمهورية الإسلامية” و “مناهضو الثوريين”.
و الجدير بالذكر ما قالته الدراسة التي أصدرها ” مركز الروابط الاستراتيجية ” إن إيران أنفقت في تدخلاتها بالمنطقة “أمنياً وعسكرياً” قرابة ثلاثة تريليونات دولار؛ ففي سوريا فقط قُدرت المبالغ المدفوعة بنحو 15 مليار دولار سنوياً (أي ما يعادل 75 ملياراً منذ عام 2013) بالإضافة لإهدارها المبالغ الضخمة لأنظمة وأحزاب وميليشيات من أجل شراء الولاءات السياسية أو التوسع في المنطقة، وبحسب الدراسة يتولى الحرس الثوري الإيراني دعم تلك الدول من خلال الأموال التي يقتطعها من مبيعات النفط الإيراني، على حساب تنمية الاقتصاد، ورفاهية الشعب الإيراني.
و في توقع له قد ذكره سابقا أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني والقائد السابق لميليشيا الحرس الثوري “حسن رضائي” عن قرب انهيار الدولة الإيرانية من داخلها بسبب الفساد وسوء إدارة البلاد.
وأيضا خرجت مظاهرات في كلٍّ من مدن وبيرجند، ونوشهر، بالإضافة لدعوات للتظاهر أُطلقت من قبل أهالي مدن تبريز، ورشت، وساري، وأروميه، وأردبيل، و مهاباد، وقائم شهر، والأهواز ، وخرم آباد، وسمنان، وأراك، وتشالوس، وسبزوار، وكرج، وملاير، وياسوج، وقوتشان، ومياندوآب، وتركمن صحراء، وعدد آخر ,
و من ابرز الشعارات التي نادى بها المتظاهرون في المدن الايرانية هي ( الموت لخامنئي , استح يا سيد علي ، واترك الدولة ، و إيراني يموت ولا يقبل الذل ، و نموت ونستعيد إيران ، و غادروا سوريا فكّروا فينا , أيها الشاب الإيراني انتفض انتفض , لا تخافوا لا تخافوا كلنا معاً , الموت للديكتاتور الموت لروحاني , لا غزة ولا لبنان، حياتي لإيران ) كل هذه الشعارات التي قد اطلقها المتظاهرون ناتجة عن الاحتقان من سياسة ولي الفقيه و عصبته في تركيزهم على القضايا الخارجية و الاقليمية و اهمال الحالة التي وصلت اليها البلاد من الفوضى و الفساد المتراكم
بوادر انشقاق و تزعزع في صفوف قوى الامن في مدينتي ( مشهد ونيشابور ) و ذلك لرفض عناصر من قوى الامن المشاركة في عمليات المداهمة والاعتقال العشوائي وانضمت إلى صفوف المتظاهرين وعملت على حمايتهم من الاعتقال ، الأمر الذي أحرج ميليشيات الباسيج ووجهوا إليهم اتهامات بخيانة الجمهورية الاسلامية .
و في دوره اعتبر النائب الأول للرئيس الإيراني “إسحاق جهانغيري” أن ما يجري على الأراضي الإيرانية ” في إشارة إلى المظاهرات المندلعة ” هي مؤامرة يحيكها الأعداء هدفها زعزعة الأمن العام تحت شعار محاربة الفساد ورفض السياسة الاقتصادية موجِّهاً اتهامات إلى أحزاب سياسية “لم يسمها” بالوقوف خلف ذلك .
وأضاف أن هذا التيار يتخذ من رفع أسعار بعض السلع الغذائية وبعض المشتقات النفطية ذريعة لتوجيه الانتقادات للرئيس “حسن روحاني” وحكومته، عبر تشجيع الناس للخروج في مظاهرات ضد الحكومة، مهدداً بمعاقبة من وصفهم بمتَّبعي “السياسات الخطرة” .
و الجدير بالذكر عن الحالة الاقتصادية التي تقوم عليها الجمهورية الايرانية و التي تعد من اكبر مصدري النفط والغاز و تعتبر دولة مشبعة الاقتصاد أي ان ما تمتلكه من موارد و ثروات يؤكد على وجوب رفاهية المواطن الايراني و زيادة الدخل القومي للفرد , إلا أن ما يقارب 25 مليوناً من مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر، بينما يعيش أكثر من نصف سكانها على المساعدات المقدمة من الدولة رغم شحها , وقد بلغت نسبة البطالة 12.4% في العام الحالي وهو ما يمثل ارتفاعاً نسبته 1.4% مقارنة بالعام الماضي وبالرغم من ذلك فإن طهران تتجاهل ذلك وتقوم بدعم أكثر من 60 ميليشيا شيعية من جنسيات أفغانية وعراقية ولبنانية تقاتل إلى جانب النظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية، فضلا عن إقحام نفسها في دعم ميليشيات الحوثي في اليمن وتقديم المال والسلاح لحزب الله في لبنان .
و في رسالة قد وجهتها ريم رجوي زعيمة المعارضة الايرانية و دعت من خلالها لاستمرار الاحتجاجات و انتشارها على كامل التراب الايراني حتى زوال الطاغوت بحسب ما قالته : أدعو جميع المواطنين في عموم إيران، إلى الانتفاضة والالتحاق بهذه الحركة الانتفاضية.
كما قال مسعود قائد المقاومة :«لا يقدمون لأيّ شعب الحق والحرية مجانا ، بل يجب دفع الثمن من أجله وهذا هو كل المسألة».
و ايضا وجهت التحيات للشعب الايراني الثائر ضد الظلم قائلة : إنكم أحدثتم منعطفا في حركة الشعب الإيراني الاحتجاجية حيث يثبت نهاية عهد هذا النظام. إنكم أثبتم أن الانتفاضة والاحتجاج الشعبي هو ضد النظام برمته ويرفض كل الأجنحة المجرمة والسارقة والفاسدة في الحكم .
و أكدت على دور المرأة الايرانية في هذه الاحتجاجات :
إن معنوياتكم العالية المتسمة بدرجة عالية من الشهامة والجرأة تثير الإعجاب والاستحسان لدى الجميع.
وكانت النساء المنتفضات، في طليعة الكثير من المشاهد وهذا ما يبعث على الفخر لإيران ولكل إيراني.