الأحد , أبريل 20 2025
الرئيسية / الآن / النظام الإيراني في مأزق: الأزمات تتكاثر والمجتمع على وشك الانفجار

النظام الإيراني في مأزق: الأزمات تتكاثر والمجتمع على وشك الانفجار

النظام الإيراني في مأزق: الأزمات تتكاثر والمجتمع

على وشك الانفجار

 

طهران

الشرق نيوز

 

النظام الإيراني محاصر بأزمات متلاحقة تهدد بقاءه المفاوضات مع الغرب، الاضطرابات الداخلية، تراجع النفوذ الإقليمي، والانهيار الاقتصادي، كلها عوامل تتراكم لتضع السلطة في موقف لا تُحسد عليه. لكن التحدي الأخطر يكمن في المجتمع الإيراني، الذي بات على وشك الانفجار نتيجة الفقر المستشري والقمع المستمر.

الأزمة الاقتصادية ليست مجرد نتيجة خارجية، بل انعكاس لسياسات النظام التي كرست الثروة في أيدي قلة، تاركة الغالبية تعاني. ارتفاع الأسعار وتدني الأجور جعلا الحياة شبه مستحيلة، وصحف مثل “آرمان ملي” تقر بأن الاستقطاب الاجتماعي بلغ ذروته، مما يعكس فشل النظام في إخفاء أزماته.

خامنئي يعلم أن هذا الوضع لن يطول. لذلك، يعمد النظام إلى تصعيد الإعدامات كرسالة تهديد للداخل، لكن هذه السياسة لم تعد تجدي نفعًا. الغضب الشعبي يتصاعد، والشعب الذي تحمل القهر لسنوات يبدو على استعداد لكسر حاجز الخوف، فالتجارب السابقة تثبت أن الانتفاضات لا تحتاج إلى إنذار مسبق.

التدهور الاقتصادي يظهر في تفاصيل الحياة اليومية. صحيفة “جهان صنعت” وصفت كيف أصبح شراء الطعام بالقطعة عادة شائعة، دليلًا على انهيار القدرة الشرائية. وزارة الداخلية تحاول منع تصاعد هذه الأزمات إلى تهديدات أمنية، لكن جهودها تبدو كمحاولة لإطفاء حريق بالماء القليل.

الشعب بدأ يدرك أن الحل يكمن في المواجهة. الثقة بالنظام تتآكل، والتوتر الداخلي يشتد. خامنئي يخشى الشوارع أكثر مما يخشى الضغوط الخارجية، فالخطر الحقيقي يكمن في طهران ومشهد والأهواز، حيث الغضب يتراكم. النظام، الذي أنتج أزماته بنفسه، يواجه الآن نتائجها، والقمع لن يوقف هذا الزحف.

في النهاية، النظام يقف أمام بن بست لا مخرج منه سوى الانهيار. الشعب الذي صبر طويلًا يقترب من نقطة تحول،

والوقت يمضي سريعًا نحو لحظة حاسمة.

شهركرد تثور: التضخم ونهب المياه يُغرقان النظام في مأزق

 

تضخم وفساد يُغرقان الشعب ومقاومة تُلهب الغضب

في 17 أبريل 2025، شهد ميدان قمر بني هاشم في مدينة شهركرد، عاصمة محافظة جهارمحال وبختياري، خروج الآلاف من المواطنين في تظاهرة حاشدة للتنديد بسياسات النظام في نهب المياه وتدمير البيئة. هذه التظاهرة، التي تعدّ واحدة من أكبر الاحتجاجات في السنوات الأخيرة في المنطقة، جاءت احتجاجًا على مشاريع نقل المياه وبناء السدود المدمرة التي تشرف عليها مافيا الحرس الثوري التابعة لخامنئي. هتف المتظاهرون بشعارات مثل “نريد الماء، لا النهب!” و”شهركرد عطشى، الحرس هو المسؤول!”، ما يعكس عمق أزمة المياه والفقر التي تهدد حياة المزارعين والأسر في المحافظات الفقيرة.

جذور الأزمة الاقتصادية والبيئية


لم تكن هذه الاحتجاجات مجرد رد فعل على نقص المياه، بل هي نتيجة مباشرة للفساد الاقتصادي والسياسات المدمرة التي ينتهجها النظام. التضخم الجامح، الذي أدى إلى انخفاض قيمة الريال بنسبة 99.99% منذ عام 1979، وزيادة الأسعار بأكثر من 10,600 مرة حتى نهاية عام 2025 (اقتصادران، 3 أبريل 2025)، قد أثقل كاهل الشعب. في شهركرد، حولت مشاريع نقل المياه، التي تُنفذ تحت ستار التنمية، موارد المياه من المزارع المحلية إلى جيوب مافيا الحرس. تجفيف نهر زاينده‌رود هو مثال صارخ على هذه الكارثة، حيث أدى إلى تدمير أرزاق مزارعي أصفهان. هذه السياسات لم تدمر البيئة فحسب، بل هددت أيضًا معيشة ملايين الأشخاص، في حين يتم تحويل الأموال المنهوبة لتمويل الإرهاب الإقليمي وصناعة الصواريخ، بدلاً من رفاه الشعب.

فساد منتشر ودور الحرس

لا يقتصر فساد الحرس على نهب المياه، بل يمتد إلى جميع قطاعات الاقتصاد. في قزوين، كشف المواطنون عن فساد شركات مثل “رضایت خودرو”، التي سرقت مدخرات الآلاف من الأسر بإدارة قادة سابقين في الحرس، دون أن يتم محاسبتهم بسبب نفوذهم في القضاء الخاضع للنظام. هذا النمط من الفساد يتكرر في صناديق التقاعد التي نهبها الحرس، وفي صناعات الصلب التي انهارت تحت إدارته. لكن في مواجهة هذا الظلم، تقود وحدات المقاومة، المنبثقة عن منظمة مجاهدي خلق، مقاومة منظمة من خلال تنظيم المظاهرات وتوزيع المنشورات، مستلهمة روح الانتفاضات في 2019 و2022. هذه الحركات وضعت النظام في مأزق، حيث يواجه غضبًا شعبيًا متزايدًا.

رسالة المقاومة


أكدت مریم رجوی، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية: “نظام الملالي دمر البلاد بالفساد، لكنه سينهار أمام إرادة شعبنا الثائر”. هذه التظاهرات تظهر أن النظام، تحت وطأة التضخم ونهب الموارد ومقاومة الشعب، على حافة الانهيار. صوت مقاومة الشعب يضيء طريق التغيير ويبشر بيوم يعود فيه العدل والرفاه إلى إيران.

صرخة عالمية: تظاهرات في 16 مدينة ضد ظلم الملالي في إيران

 

مظاهرات أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 16 مدينة حول العالم: دعوة لاتخاذ إجراءات لوقف موجة الإعدامات في إيران

سيردد المتظاهرون شعار انتفاضة 2022: “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الملالي”.
بمناسبة الذكرى السنوية لإعدام سجناء سياسيين بارزين على يد ديكتاتورية الشاه، سينظم الإيرانيون وأنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) مظاهرات في 16 مدينة كبرى عبر أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا يومي الجمعة والسبت، 18 و19 أبريل. ستطالب هذه التظاهرات باتخاذ إجراءات ملموسة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وكندا وأستراليا، وكذلك الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، لإجبار النظام الإيراني على وقف الارتفاع المقلق في أعداد الإعدامات في إيران، خاصة التعذيب والإعدام بحق السجناء السياسيين.

كان الإعدام السياسي ممارسة شائعة استخدمتها على نطاق واسع كل من ديكتاتورية الشاه وثيوقراطية الملالي. يصادف 19 أبريل الذكرى السنوية لإعدام سجناء سياسيين بارزين على يد ديكتاتورية الشاه. في عام 1972، أعدمت شرطة الشاه السرية السيئة السمعة، سافاك، أعضاء اللجنة القيادية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية   وفي 20 أبريل 1975، أعدمت سافاك تسعة سجناء سياسيين آخرين كانوا يقضون عقوباتهم، على تلال خارج سجن إيفين، بحجة أنهم قُتلوا أثناء محاولة هروب.

تأتي هذه الدعوة للعمل في ظل تصاعد الأزمات الداخلية والدولية التي يواجهها النظام الإيراني، مما دفع المرشد الأعلى علي خامنئي إلى إطلاق موجة جديدة من الإعدامات. في ثلاثة أيام فقط، من 7 إلى 9 أبريل، تم شنق 22 سجينًا في 10 سجون عبر إيران، بينهم خمسة سجناء سياسيين وثلاث نساء. وبذلك يرتفع إجمالي عدد الإعدامات منذ تولي مسعود بزشكيان الرئاسة في أغسطس 2024 إلى 1015 إعدامًا. وفقًا لمنظمة العفو الدولية، شكلت إيران 64% من الإعدامات في العالم في عام 2024.

سيتظاهر أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن العاصمة يوم 18 أبريل. وفي 19 أبريل، ستقام مظاهرات في ستوكهولم، كوبنهاغن، باريس، برن، كولونيا، برلين، أمستردام، بولونيا، تورونتو، أوسلو، فانكوفر، مونتريال، سيدني، ملبورن، وبوخارست.

كما سيدعو المتظاهرون إلى الاعتراف بحقوق الشعب الإيراني ومقاومته للإطاحة بالديكتاتورية الحاكمة، والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني من خلال تفعيل آلية العودة السريعة للعقوبات وإدراج الحرس الثوري الإيراني (IRGC) على قوائم الإرهاب في أوروبا.

 

 

شاهد أيضاً

ما بعد النووي: هل التطرف الإيراني هو التهديد الحقيقي للمنطقة؟

ما بعد النووي: هل التطرف الإيراني هو التهديد الحقيقي للمنطقة؟ طهران الشرق نيوز   في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + تسعة =