الكشف عن المصدر الرئيسي لتصدير الحروب والإرهاب في الشرق الأوسط وسُبُل مواجهته
انتفاضة العام الماضي واحتمال حدوث انتفاضات أكبر
في العام الماضي في إيران، هزت انتفاضة وطنية نظام الملالي بأكمله ووضعته على وشك الإطاحة به. وقال الخبراء والمسؤولون الأمنيون في النظام في تلخيصهم للانتفاضة إن هذه الانتفاضة لو اتسعت لأدت إلى إسقاط النظام برمته.
بعد هذه الانتفاضة، سيطر الخوف من تكرار الانتفاضة على النظام بأكمله، واعترف خبراء النظام بأن هناك انتفاضات أكبر في الطريق.
وقال الدكتور محسن ريناني، الأستاذ الجامعي وأحد محللي النظام المشهورين: “لم يعد هناك أمل تقريباً في الحكومة!” …. النظام محاط للغاية بالباحثين عن الريع لدرجة أنه لم يعد قادرًا على إحداث التغيير… لقد تم استنفاذ رأس المال الاجتماعي للحكومة. …..”حساب “تحليل التايمز” على منصة التلغرام، 28 تشرين الثاني/نوفمبر۲۰۲۳
وقال الملا محمد تقي أكبر نجاد مدير معهد الفقه والحضارة الإسلامية: “بهذا الأمر سيكون سقوط النظام حتميا…” موقع ديدار الإخباري، ۲۹ دیسمبر۲۰۲۳
واقترح خبراء وبعض العصابات داخل النظام على خامنئي الاعتراف ببعض الحريات ومحاولة تحسين الوضع الاقتصادي للشعب الإيراني. ووفقا لسلطات النظام، فإن أكثر من 80% من الشعب الإيراني تحت خط الفقر وأكثر من 40% تحت خط الفقر المطلق، ورواتب العمال والمدرسين وغيرهم لا توفر سوى ما يكفي لمدة 10-15 يوما من حياتهم. الأرواح.
وعلى المستوى الإقليمي، شعر النظام بالتهديد عندما لاحظ تشكيل تحالفات وتحالفات ضد النظام. ولذلك كان خامنئي يبحث عن خطة من شأنها أن تخل بتوازن المنطقة.
إشعال الحرب في المنطقة هرباً من الأزمات الداخلية المستعصية والعزلة الإقليمية والدولية
لكن خامنئي رأى أن أي نوع من التراجع يسبب انقساماً وإسقاط النظام، ولذلك رأى طريقة التعامل مع الأزمات الداخلية وعزلته الإقليمية والدولية في حرب كبيرة في المنطقة كان يعدها منذ سنوات.
وكتبت صحيفة الهمشهري التي تديرها الدولة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر: “لقد سلطت حرب غزة الضوء على أحد التناقضات الرئيسية للتيار المهيمن في السلطة، وهو زيف مواقفهم الخارجية… قضيتهم ليست فلسطين ولا إسرائيل”. مشكلتهم هي المزيد من التسلط على الداخل.
وقال أحمد قادري إبيانه، الخبير السياسي والأمني للنظام، عبر تلفزيون آفاق الرسمي في ۱۳ تشرين الثاني/نوفمبر۲۰۲۳: إن اقتحام الأقصى كان عونا غير مرئيا لأنه أوقف تكرار انتفاضة ۲۰۲۳-۲۰۲۲، وكان هذا العون غير المرئي في صالح إيران تماماً. وقال وزير إعلام النظام الملا إسماعيل الخطيب، إن هدف النظام من شن الحرب في المنطقة هو عرقلة انتفاضة الشعب الإيراني وقمع الاحتجاجات وفرض هيمنة النظام على دول المنطقة. وكالة ميزان للأنباء: ۱۱ دیسمبر۲۰۲۳
التناقض الرئيسي بين المنطقة ورأس الثعبان الموجود في طهران
تاريخ نظام الملالي حافل بخلق الأزمات في الخارج لتجاوز الأزمات الداخلية، ومؤخرا اعتبر المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي، رمضان شريف، عملية اقتحام الأقصى انتقاما لقاسم سليماني، وشدد خامنئي شخصياً، الأحد 31 كانون الأول 2023، في لقاء مع عائلة قاسم سليماني، على استمرار التحريض على الحرب في المنطقة تحت عنوان تعزيز جبهة المقاومة. وقال: إن أهم دور وخدمة لسليماني كان إعادة إحياء جبهة المقاومة في المنطقة. وأشاد وثمن جهود قاآني القائد الحالي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقال: يجب أن يستمر خط تعزيز جبهة المقاومة.
التعرف على رأس الأفعی المثير للحرب
وعندما بدأت الحرب في غزة، كان دور النظام يحيط به هالة من الغموض ولم يذكره إلا قليل من الناس، إلا أن قائد المقاومة الإيرانية أشار إلى أن النظام الإيراني يقف وراء هذا الترويج للحرب، وأكد: “لقد قمنا بشكل مستمر قلنا ونكرر أن من يريد السلام في الشرق الأوسط فعليه أن يستهدف “رأس الأفعى” وهي الفاشية الدينية الحاكمة في طهران.
وقبل أيام قليلة من بدء حرب غزة، حذّر خامنئي الدول العربية من أن “الرأي النهائي” لنظام ولاية الفقيه هو أن “الدول التي تلعب مقامرة التطبيع” مع إسرائيل ستخسر، وأضاف أن “الخسارة تنتظرهم”
وذكر السيد مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية أن “خامنئي قال بوضوح مرات عديدة إنه إذا أوقف الحرب خارج حدود إيران، فعليه أن يقاتل مع الشعب المنتفض والشباب الثائر في كرمانشاه وهمدان وأصفهان وطهران وخراسان.” لكن النظام الرجعي يركض الآن في المنطقة وهو على يقين من تقاعس أوروبا وأمريكا، وأنه لن يدفع ثمنا كبيرا لتجنب انتفاضة الشعب الإيراني. لكن نار الانتفاضة ستشتعل مع جيش الجياع”.
ما هو الحل؟
إذا لم يخرج الوضع عن يد خامنئي مع سياسة احتواء حاسمة ولم يفرض عليه وضع وتوازن آخر في المنطقة، فإن الرابح الرئيسي في هذه الحرب هو النظام الحاكم في إيران، ويکون التفوق لخامنئي في الخطوات المقبلة وسيطرة أكبر على المنطقة..
إن سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الدول الغربية والعربية مع النظام شجعت هذا النظام على القمع الدموي للشعب الإيراني في الداخل وترويج الحرب وتصدير الإرهاب في المنطقة.
ومع الكشف عن “رأس الأفعى” الداعي للحرب في بيت ولاية الفقيه، تتجلى كل يوم أبعاد جديدة لخنجر خامنئي وخيانة القضية الفلسطينية في دول المنطقة والعالم العربي. خلال هذه الفترة، قامت العديد من وسائل الإعلام والشخصيات العربية بتحليل أخطبوط نشر الحروب وغرز مخالبه في المنطقة، مستشهدة بأمثلة واضحة على دور خامنئي التدميري في المنطقة.
وطالما أن نظام الملالي في السلطة فلن يتوقف عن شن الحرب والتدخل في المنطقة ولن يسمح بحل القضية الفلسطينية، وقال وزير خارجية خامنئي حسين أمير عبد اللهيان إن القضية الوحيدة المشتركة بيننا وبين إسرائيل هي معارضة حل الدولتين.
ورغم أن النظام الحاكم في إيران يحاول استغلال الحرب في غزة لشراء الوقت لنفسه وتأجيل الانتفاضة، إلا أن المقاومة الإيرانية أكدت منذ اليوم الأول أن الخاسر الاستراتيجي في هذه الحرب هو نظام الملالي. وإن دخان الحرب التي أشعلها ستعمي عيونه لأنه سعى للقمة أکبر من فمه.
طريق الحل الصحيح في داخل إيران
وخلافا لشعاراته ودعاته للحرب، فإن نظام الملالي ضعيف للغاية ومعرض للخطر داخل إيران. وتستمر أنشطة المجموعات المعارضة الموالية لمجاهدي خلق، والتي لعبت دورا قياديا في الانتفاضة الوطنية، رغم اعتقال واختفاء 3600 منهم، وقد وسعت نشاطاتها لكسر الأجواء الخانقة وإشعال انتفاضة جديدة.
والآن هو الوقت المناسب للوقوف بحزم أمامه بالسياسة الصحيحة وسحب مكاسب النظام من سفك الدماء من حلقه. ومن دون التركيز على هذا النظام باعتباره سبب هذا الوضع، فإن هذا النظام هو الذي سينتصر في النتيجة.
وهذا هو المقصود باستهداف رأس الأفعى في طهران.
في رسالتها الأخيرة إلى مؤتمر في برلين، وجهت السيدة مريم رجوي رسالتين محددتين إلى حكومات الغرب وخاصة الاتحاد الأوروبي:
بداية، لا حل للأزمة والحرب الكارثية في الشرق الأوسط بتجاهل أصل هذه الحرب وأصلها، أي الاستبداد الديني الحاكم في إيران.
ثانياً، إن أربعين عاماً من إسترضاء هذا النظام هو سبب مهم للحرب وعدم الاستقرار في المنطقة. ومن أجل تجنب تكرار أخطاء الماضي، لا بد من اعتماد سياسة حاسمة ضد النظام ودعم نضال الشعب والمقاومة الإيرانية لإنهاء هذا النظام.
وقالت السيدة رجوي: نقترح حلاً يتضمن هذه الإجراءات الأربعة:
1ـ إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب.
2 ـ تفعيل آلية الزناد في قرار مجلس الأمن 2231 وضمان التنفيذ الكامل لقرارات المجلس المتعلقة بالمشاريع النووية للنظام والعقوبات الشاملة.
3 ـ إعتبار النظام تهديداً عاجلاً للسلم والأمن العالميين وإدراجه تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
4 ـ الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام والكفاح الشجاع للشباب الثائر ضد الحرس الثوري.
سيدفع الشعب الإيراني ثمن هذا الحل، لكن الإطاحة بهذا النظام ستجلب السلام والأمن للعالم أجمع”.