الإثنين , ديسمبر 16 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / “معضلة للقادة” بإسرائيل حسابات تحسم مصير اتفاق الهدنة

“معضلة للقادة” بإسرائيل حسابات تحسم مصير اتفاق الهدنة

أكد محللون لصحيفة “نيويورك تايمز“، إن الفرحة التي انطلقت في إسرائيل في نهاية هذا الأسبوع، بإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين من غزة “تخلق معضلة” أمام القادة الإسرائيليين، المتمسكين بمواصلة الحرب ضد حماس، المصنفة إرهابية، بقطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بنود الهدنة التي تسمح بتمديد وقف إطلاق النار، بعد تعبير إسرائيل عن استعدادها لمنح يوم مهلة جديد مقابل كل 10 رهائن تطلق حماس سراحهم، من شأنها أن “تزيد من ضغوط وعدد المطالبين بوضع إطلاق سراح الرهائن أولوية قصوى لإسرائيل على حساب العمليات العسكرية للجيش بغزة”.

وفي الوقت الحالي، من المقرر أن تواصل إسرائيل هجومها على القطاع المحاصر بعد انتهاء سريان الهدنة التي تنتهي صباح الثلاثاء، حسبما أكد عدد من المسؤولين الإسرائيلين خلال الأيام، قبل وبعد توقيع الاتفاقية.

غير أن “نيويورك تايمز”، أوضحت أن التمديد الذي يسمح بإطلاق سراح المزيد من الرهائن من شأنه أن يبعث “المزيد من الارتياح” في نفوس المزيد الإسرائيليين الذين يعتبرون حرية الرهائن الأولوية القصوى لإسرائيل، كما من الممكن أن ينتشر هذا الشعور على نطاق أوسع، مع مرور كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، ومع إطلاق سراح المزيد من الرهائن.

وتقول شيرا إيفرون، الباحثة البارزة في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهي مجموعة أبحاث سياسية مقرها نيويورك، إن “حماس تعرف ذلك جيداً”، مضيفة أن الحركة “سوف تلعب مع إسرائيل، لعبة البحث عن الرهائن لفرض وقف إطلاق النار وتمديد الهدنة”.

وتقول  إيفرون: “هناك احتمال كبير جدا أن نشهد تمديدا للهدنة إلى يوم خامس وسادس وسابع”.

ومساء السبت، تجمع آلاف الإسرائيليين أمام المقر العسكري المركزي في تل أبيب، مساء السبت، لمواصلة الضغط على الحكومة لإعطاء الأولوية لعودة جميع الرهائن على استئناف العمل العسكري في غزة.

وسارت في شوارع تل أبيب، تظاهرة حاشدة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، “حرروهم الآن”.

ماذا بعد انتهاء الهدنة؟

المحلل السياسي والدبلوماسي الإسرائيلي السابق، ألون نكاس، يرى أن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، يتعلق باليوم الخامس (بعد انتهاء الهدنة)، وبشأن ما إذا كانت إسرائيل ستسأنف حربها.

وأوضح تقرير “نيويورك تايمز”، أن التوقف لفترة أطول يمكن أن يعرض للخطر الهدف الأساسي للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، والمتمثل في تدمير وتفكيك حماس، الحركة المسلحة في غزة والتي قادت هجوم 7 أكتوبر الذي أسفر  عن مقتل ما يقدر بنحو 1200 شخص في جنوب إسرائيل واختطاف حوالي 240 رهينة.

وتضيف الصحيفة أن استمرار وقف إطلاق النار لفترة أطول من أربعة أيام، “سيمكّن حماس من المزيد من الوقت لإعادة تنظيم صفوفها، مما يسمح لها بالدفاع بشكل أكثر شراسة عندما تستأنف إسرائيل حملتها العسكرية”.

ومن المتوقع أيضا، بحسب نيويورك تايمز أن يؤدي تمديد وقف إطلاق النار إلى خلق المزيد من الفرص أمام القوى الأجنبية، وخاصة الولايات المتحدة، للضغط على إسرائيل لخفض عملياتها العسكرية بقطاع غزة، والتي سأسفرت منذ هجوم 7 أكتوبر، عن مقتل أكثر من 12 ألف من سكان غزة، معظمهم من المدنيين، مما أدى إلى تصاعد القلق بين حلفاء إسرائيل بشأن سير الحملة الإسرائيلية.

والجمعة، اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن إفراج حركة حماس عن مجموعة أولى من الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل “ليس سوى بداية”، مؤكدا وجود “فرص حقيقية” لتمديد هدنة الأيام الأربعة. 

وقال  بايدن، خلال مؤتمر صحفي، إن هناك فرصا فعلية لتمديد الهدنة بين حماس وإسرائيل، مضيفا أن  من الضروري “إنهاء دائرة العنف في الشرق الأوسط”.

وتقول نيويورك تايمز، إنه حتى لو دفعت الولايات المتحدة إسرائيل نحو إنهاء أو تعديل حملتها العسكرية على غزة، فقد يتجاهل قادة إسرائيل كل الانتقادات ويمضون قدما في هجومهم، مشيرة إلى أن “إنهاء الحرب في الوقت الحالي يعني بقاء حماس مسؤولة عن معظم غزة”.

كما أن خطوة إنهاء الحرب، تعني تبادل الاتهامات بين القادة الإسرائيليين بشأن المسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر، حيث تطال انتقادات واسعة كلا من بنيامين نتاتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ورئيس الأركان العامة في جيش الدفاع الإسرائيلي، ومسؤولين دفاعيين وأمنيين آخرين.

تأخير الضغوط ومحادثات صعبة

وبالمقابل، فإن المضي قدما في الهجوم على غزة، حتى لو أدى إلى تأخير الإفراج عن المزيد من الرهائن، وتزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل، يمكّن القادة الإسرائيليين أيضا من تأخير الضغوط الشعبية من أجل مساءلتهم حول الهجوم، وربما أيضا إنقاذ سمعتهم المتضررة محليا، خاصة إذا انتهى بهم الأمر بالإطاحة بحماس”.

كما أن مواصلة الهجوم، يعني كذلك بحسب الصحيفة، تأخير “محادثة صعبة بشأن من يجب أن يدير أجزاء غزة التي سيطرت عليها إسرائيل بالفعل – وهي معضلة لم يتطرق لها أي زعيم إسرائيلي علنا”.

في هذا الجانب، يقول الدبلوماسي الإسرائيلي بنكاس، إن الحرب بالنسبة للقادة الإسرائيليين “تدور حول القضاء على حماس وتدميرها”، مؤكدا أن “أي شيء أقل من ذلك ليس فوزا. إذا احتفظت حماس بالسلطة في غزة، فيمكنها أن تدعي أنها فازت في الحرب”.

وذكرت الصحيفة أن من الممكن أيضا أن يظل الجمهور الإسرائيلي يؤيد بأغلبية ساحقة استئناف الغزو، حتى ولو كان ذلك يحول دون التحرير الفوري لمزيد من الرهائن، بعد أن تتلاشى صور الفرح الأخيرة.

في هذا السياق، تقول إيفرون، إنه “مع إطلاق سراح المزيد من الرهائن، سيسمع الإسرائيليون المزيد من الروايات حول كيفية معاملتهم أثناء اختطافهم وأسرهم، وهي روايات يمكن أن تضخم الدعوات لتدمير حماس”.

وقال رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، في رسالة الى الجنود، نشرت الأحد، إن الجيش الإسرائيلي “تمكن من خلق ظروف للمسار السياسي للإفراج عن الأطفال والأمهات”.

وشدد هاليفي على أنه “مع استكمال تطبيق ذلك المسار سيعود الجيش للقتال بكامل الاصرار بهدف استئناف اطلاق سراح المختطفين وحتى تفكيك حماس”.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، توقفت مع بدء الهدنة، الجمعة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 14854 شخصا، بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن إصابة نحو 36 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب السلطات التابعة لحماس.

شاهد أيضاً

قسد تمنع النازحين (العرب) من العبور إلى مدينة الطبقة غرب الرقة إلا بشرط

قسد تمنع النازحين (العرب) من  العبور إلى مدينة الطبقة غرب الرقة إلا بشرط الشرق نيوز  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − اثنان =