الإثنين , أبريل 29 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / الهروب من سوريا الطريق إلى المجهول

الهروب من سوريا الطريق إلى المجهول

سوريا 

الشرق نيوز

فريق التحرير

الهروب من سوريا الطريق إلى المجهول

 

تحقيق للشرق نيوز حول الطريق الذي يسلكه السوريون في مناطق سيطرة نظام الاسد، للوصول إلى دول اللجوء بعد تردي الوضع الإقتصادي فيها.


تقف قافلة من الباصات القادمة من مختلف المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد على مدخل مدينة ديرالزور والمعروفة باسم /البانوراما /،

تتحقق دوريات من الشرطة وجيش النظام من هوية القادمين إلى المحافظة، يستمر التحقق لساعات طويلة تضاف للساعات التي تقطعها تلك الحافلات من مراكز المدن للوصول إلى البانوراما، حيث تعاني الطرق من إهمال كبير لاتسمح بالقيادة بشكل جيد وآمن، و يخشى المسافرون على أرواحهم نتيجة ماتعانيه الطرقات من حفر وعدم وجود صيانة لها، إضافة لكثرة الحواجز العسكرية على الطرقات والتي تخضع لمزاجية القائمين عليها وحالتهم النفسية.

https://youtube.com/shorts/DTGMr6NZvEM?feature=share

 السؤال الذي يتبادر للجميع، لماذا تقف هذه الباصات على مدخل المدينة؟ ولماذا التحقق من هوية أصحابها؟

 

الجواب يأتي من السلطات المسيطرة نفسها، التابعة لحكومة نظام الأسد، إذ ازدادت اعداد القادمين إلى محافظة ديرالزور بشكل ملحوظ، ونعني هنا بدير الزور المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الاسد والمعروفة بالشامية وهي على الضفة الجنوبية لنهر الفرات والموجودة بمايعرف جغرافياً غرب الفرات.

ازدياد الأعداد مؤشر على ان طريقاً جديداً للتهريب /تهريب البشر / قد تم افتتاحه من المحافظة التي تتقاسم السيطرة عليها المليشيات المحلية التابعة لنظام الأسد والمسماة بالدفاع الوطني والتي يرأسها المدعو فراس الجهام والمعروف في ديرالزور ب /فراس العراقية/ بإشراف فرع ديرالزور لحزب البعث العربي الإشتراكي إضافة لقادات مليشيات محلية تابعة لإيران والمليشيات الإيرانية ووجود قليل للروس في المنطقة خاصة في المربع الأمني في مدينة دير الزور.

منذ العام ٢٠١١ ازدادت هجرة السوريين ونزوحهم داخل وخارج سوريا حتى اصبحت سوريا وفق إحصائيات الأمم المتحدة وبعض المنظمات الغير حكومية المصدر الأول للاجئين في العالم، لكن الهجرة والتي بدأت على مراحل منذ انطلاق الثورة السورية تركزت بصورة أكبر في المدن الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، وذلك بسبب اعتماد النظام على الحل الأمني المرتكز على الاعتقالات والمداهمات ومن ثم العمليات العسكرية والقصف بكافة أنواع الاسلحة.
موجة الهجرة الأكبر كانت بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥ بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق شاسعة من شمال وشرق ووسط سوريا، وكانت باتجاه الشمال السوري وتركيا ومن ثم أوربا، وبصورة أقل إلى دول الجوار لبنان والعراق والأردن وصولاً إلى مصر.
تركزت مناطق التهجير على محافظات ديرالزور والرقة وأرياف حمص وحلب الشرقية ممتدة إلى حماة والغوطة وأرياف دمشق وصولاً للجنوب السوري.
أرقام وإحصاءات المهجرين من محافظات الرقة ودير الزور منذ العام ٢٠١٥

https://drive.google.com/folderview?id=1DgRXPaGe7ZD1ae8Plls7nXt6lE1nojbd


….
الموجة الأخيرة للنزوح من المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام كانت بين عامي ٢٠١٧ و٢٠١٩، حين شن النظام والروس والإيرانيين هجمات على أرياف حماة وإدلب ومدينة ديرالزوروريف الرقة ، كما شن التحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية /قسد/ عملية عسكرية على مناطق سيطرة تنظيم داعش في مدينة الرقة وريفها وريف ديرالزور ومناطق شرق الفرات.
لتهدأ بعدها موجات النزوح على شكل حالة من الاستقرار الديموغرافي للحواضن الإجتماعية في عموم الجغرافيا السورية.
لكن المتغيرات التي طرأت بعد ذلك جعلت هناك توجس من موجة جديدة مختلفة هذه المرة في سياقاتها وأسبابها
فهي في معظمها من المناطق التي يسيطر عليها نظام الاسد وسببها الأساس هو تردي الوضع الإقتصادي وتراجع سعر صرف الليرة والغلاء الفاحش الذي طال السلع الأساسية نتيجة للسياسات الاقتصادية الخاطئة التي تقوم بها حكومات النظام، وظهور مفاعيل قانون قيصر الأمريكي، والذي فرض غرامات وعقوبات على الدول والمؤسسات التي تقدم الدعم الإقتصادي والمالي لنظام الأسد والذي بدأ العمل به بعد توقيعه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نهاية العام ٢٠١٩.

كذلك فإن تردي الوضع الأمني والمعاشي وهروب الشباب من الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، كل ذلك جعل العائلات السورية تبحث عن سبل وطرق للهروب خارج مناطق سيطرة النظام مع تنامي الدعوات بالهجرة والبحث عن طرق تراوحت بين الخروج عبر مطار دمشق، والذي تسبب بأزمة في إصدار جوازات السفر، إذ تعتبر دول الجوار السوري أهم وجهات النازحين، لبنان والعراق
وتعد كردستان العراق من الوجهات التي تزايد السفر إليها مؤخراً بسبب تكلفتها القليلة مقارنة بوجهات مثل أوربا والبرازيل والتي تكلف مابين ال٤٠ و ٥٠ مليون ليرة سورية للشخص الواحد بما يعادل ١٥ الف دولار مما اضطر الكثيرين لبيع منازلهم وأملاكهم والمخاطرة باللجوء.
طريق آخر يسلكه السوريون وإنما هذه المرة داخل سوريا وذلك بالانتقال إلى مناطق سيطرة قسد شرق الفرات مروراً بمناطق سيطرة نظام الأسد في محافظة ديرالزور ومن ثم المتابعة للشمال السوري حيث يمرون بعدة مناطق للسيطرة تتقاسمها قوات قسد والجيش الوطني السوري التابع للمعارضة وصولاً للشمال السوري عبر معابر التهريب، يتعرض البعض من اللاجئين للإعتقال والتحقيق على تلك الحواجز لفترات متفاوتة يصل بعضها لعام كامل مع غرامات، ليستقر بعدها اللاجئ في الشمال أو يتابع طريقه إلى تركيا أو كردستان في رحلة تهريب أخرى لاتخلو من المخاطر .

يقول الشاهد

أ.ر: كنت أنتظر قدوم أخي من العاصمة دمشق نحو تركيا، وذلك بسبب بلوغه السن القانوني للخدمة العسكرية وبالتالي اصبح مضطراً للهروب.
آخر مكان علمت وصوله إليه هو مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، في مدينة تل أبيض بريف الرقة، والمحاذية للحدود التركية السورية، لأتفاجئ بعد 3 أيام بإتصال من أحد المعارف وهو يبلغني بأن قوات الشرطة العسكرية في تل أبيض التابعة للجيش الوطني، قبضت على أخي البالغ من العمر 19 عاماً، كونه قادم من دمشق، لتبدأ رحلة جديدة من السماسرة “والواسطات” لمحاولة إخراج أخي من السجن.
بعد التواصل مع أحد القياديين للتوسط والإفراج عنه، أبلغني أنه سيتم تحويله إلى المحكمة ليبت القاضي بحكمه، وأن الأحكام هي إما إعادة أخي وراء الساتر نحو مناطق سيطرة قسد مع دفع غرامة تقدر بمبلغ 200 ليرة تركية، أو الحبس إذا ثبت تورطه بالإنضمام إلى صفوف قوات النظام، ولا زال أخي في سجون الشرطة العسكرية في تل أبيض ولا نعلم ما هو مصيره حتى الآن. 

تتعدد تجارب اللجوء ومخاطره من شخص لآخر

طريق التهريب يبدأ من دمشق 

الشاب ط.س اسم مستعار بسبب خوفه على مصير عائلته الموجودة في مناطق نظام الأسد.

يروي كيفية خروجه من دمشق وصولاً إلى تركيا، والتي اصبحت مع الشمال السوري وشمال العراق، هدفاً جديداً للاجئين الجدد من مناطق سيطرة النظام . 

بداية يقول ليس كل من هو موجود في مناطق سيطرة نظام الأسد مؤيد له، هناك ظروف كثيرة تحكمت ببقاء البعض، ابرزها العامل المادي والخوف من مخاطر اللجوء، لكن بعد الانهيار الاقتصادي والامني الكبير في تلك المناطق اصبح الهروب خياراً وحيداً بديلاً عن الموت البطيء. 

يتابع الشاهد
قررت في شهر تموز 7/2021 السفر إلى تركيا، وذلك بعد انتهاء المدة المحددة لوثيقة تأجيل الخدمة العسكرية للدراسة/ اسلوب يستخدمه كثير من الشباب في تعمدهم عدم تجاوز الامتحان والنجاح بالجامعة او المعاهد حتى يضمنوا الحصول على تأجيل دراسي وبالتالي عدم الذهاب للخدمة في صفوف الجيش أو المليشيات ، كوني أبلغ من العمر 20 عاماً، كنت قد رسبت في امتحان الشهادة الثانوية للمرة الثالثة.
تم التنسيق من قبل أحد أقاربي، مع قيادي في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وهو من أبناء مدينة الميادين شرقي ديرالزور المدعو مؤيد الضويحي أبو نزار لتسهيل قدومي نحو مدينة الميادين كوني أعيش في العاصمة دمشق،

القيادي في مليشيات الحرس الثوري مؤيد الضويحي

قدمت نحو مدينة الميادين شرقي ديرالزور بواسطة الحافلة قبيل صدور قرار توقيفها على مدخل المدينة، وقام عناصر من ميليشيا السيدة زينب وهي مليشيا تابعة للحرس الثوري الإيراني وتتواجد في محيط مدينة المياذين، بعد أخذهم تعليمات من مؤيد الضويحي بإيصالي نحو أحد المعابر النهرية /المعابر هي طرق لتنقل الناس والبضائع عبر نهر الفرات بواسطة قوارب محلية الصنع بين مناطق سيطرة نظام الاسد وقوات قسد وكذلك تستخدم لتهريب البضائع والبشر وتنتشر على طول نهر الفرات/ تحت جسر المدينة المقابل لبلدة ذيبان التي تخضع لسيطرة قسد شرقي ديرالزور.
كان القارب صغيراً  لا يتسع لأكثر من 3 أشخاص ينتظرنا تحت الجسر، ركبنا مع سائق القارب والذي كان على ما يبدو يعمل في  صيد السمك، كون القارب كان يحتوي على شباك صيد، استغرقت الرحلة نحو الطرف الآخر ما يقارب 5 دقائق كانت أشبه بخمسة ساعات بسبب الخوف من اكتشاف أمرنا.
في الطرف الآخر في بلدة ذيبان كان المهرب ينتظرني ومن معي، وعلى ما يبدو أنه كان عنصراً في صفوف ميليشيا قسد، كونه كان يلبس اللباس العسكري ويحمل بندقية كلاشنكوف وعليها علم قوات YPG، حيث استلم المهرب من سائق القارب كيساً أسود يحتوي على المال وهو مقابل تهريبنا.
خرجنا من بلدة ذيبان مع المهرب صباح اليوم التالي وكنا 5 شبان أكبرنا سناً حسب تقديري كان في الخامسة والعشرين من العمر، وتوجهنا مع أبو خالد “المهرب” نحو مدينة البصيرة /مدينة بريف ديرالزور الشمالي الشرقي تسيطر عليها قوات قسد / والتي حطت رحالنا فيها لمدة يومين، ومن ثم توجهنا نحو مدينة رأس العين بريف الحسكة التي تخضع في الوقت الحالي لسيطرة قوات الجيش الوطني السوري، في رحلة أشبه ما تكون بالذهاب نحو الموت، بدون ماء أو طعام بقينا لما يقارب 24 ساعة، وكانت حرارة الشمس مرتفعة جداً.
وصلت نحو مدينة رأس العين ومن معي بحدود الساعة ال4 صباحاً، وتم استلامنا من أحد الأشخاص الذي كان يضع علم / الثورة/ على بذلته العسكرية ويحمل مسدساً /في إشارة لانتمائه لفصيل معارض ، ربما هو من عناصر الجيش الوطني السوري، والذي بدوره أخذنا نحو منطقة قريبة من الحدود السورية التركية وهي مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة و المقابلة لولاية أورفا التركية/يقابل تل ابيض السورية مدينة اقشقلا التابعة لولاية اورفا ويقطنها عدد كبير من اللاجئين السوريين /، دخلنا عبر القفز من فوق الجدار الفاصل بين الدولتين بحدود الساعة السادسة صباحاً، وكان معي ما يقارب 15 شاباً وبدأنا بالركض لمسافة 10 كم، حيث كان ينتظرنا مهرب آخر وقام بإيداعنا في منزل قريب من الحدود ليتم استلام المبلغ المتفق عليه وهو 1000 دولار ثمن الرحلة من بلدة ذيبان لرأس العين وصولاً إلى تركيا وهو مبلغ قليل نسبياً مقارنة مع مبالغ أخرى اكبر بكثير .

 

تورط قادة ومسؤولين في نظام الاسد والمليشيات بعمليات التهريب

احمد ص
شاب من مدينة دمشق وهو أحد العابرين عبر نهر الفرات لمناطق قسد يقول
بداية وبعد مرور عدد من الشباب والعائلات عبر مدينة ديرالزور، لاحظت القوى الأمنية زيادة بعدد المسافرين إلى المنطقة
لذلك قامت
قوات النظام بمنع أي شخص سوري من الدخول إلى محافظة دير الزور من غير أهالي دير الزور، وذلك لتزايد أعداد الهاربين من مناطق سيطرة الأسد عبر دير الزور إلى تركيا، ويمنع الآن حاجز البانوراما في مدخل مدينة دير الزور الجنوبي عدد من العائلات الدمشقية من العبور إلى المدينة، حيث مر عليهم عدة أيام وهم ينامون في محطة محروقات الإيمان جنوبي مدينة دير الزور.

يتابع أحمد والذي لم يستطع الكشف عن هويته بسبب وجود اهله في مناطق النظام أنه بعد تردي الأوضاع المعيشية قررت مغادرة دمشق لكن مايطلبه المهربون والوسطاء مبالغ اكبر من طاقتي حتي توصلت لشخص يقوم بتنسيق خروجي عبر نهر الفرات لمناطق سيطرة قسد
يتابع احمد
علمت لاحقاً ان هذا الشخص ينسق مع المدعو حسن الغضبان وهو احد قادة مليشيا الدفاع الوطني بالريف الشرقي وهو شقيق رائد الغضبان أمين فرع ديرالزور لحزب البعث العربي الاشتراكي وعضو اللجنة الأمنية في المحافظة،

صورة لرائد الغضبان أمين فرع الحزب في محافظة ديرالزور وشقيق حسن الغضبان

إذ يقوم حسن بنقل اللاجئين عبر نهر الفرات إلي مناطق سطيرة قسد، حيث يقوم حسن ومعه مجموعة من العاملين معه باستقبال الراغبين باللجوء في مدينة ديرالزور وإيداعهم في منازل تعود له في حي هرابش شرق مدينة ديرالزور وقرية الجفرة التي ينتمي اليها والواقعة بالقرب من مطار ديرالزور العسكري، ثم يقوم بنقلهم بسيارات الى مدينة المياذين شرق ديرالزور مسافة ٦٠ كم حيث المعبر النهري الذي يربط مدينة المياذين التي يسيطر عليها نظام الاسد بمناطق سيطرة قسد، ويتقاضى الغضبان حسب احمد مبالغ متفاوتة حسب الشخص وحالته /المادية / وإذا كانت عائلة إذ لايقل الشخص الواحد عن 500 دولار مايعادل مليون ونصف المليون تتضمن مصاريف الاستقبال والايداع في المدينة وكذلك مع المهربين الموجودين بالطرف الآخر والذين يكملون طريق التهريب باتجاه الشمال السوري ومن ثم تركيا ولهذا الطريق حسابات اخرى، تتعلق بالقوى المسيطرة والحواجز الموجودة سواء التابعة لقسد أو للجيش الوطني التابع للمعارضة السورية.

صعوبة طرق التهريب وتنوعها

خالد وهو ايضاً اسم مستعار لشاب تحدث لنا عن صعوبات الطريق في رحلة لجوءه. 


كانت بداية الرحلة من دمشق مروراً بحمص نحو ديرالزور سهلة إلى حد ما، ولكن بدأت تأخذ منعطفاً صعباً جداً، وذلك بسبب التنقل الصعب من مركز المدينة نحو مدينة الميادين ومن ثم نحو مدينة العشارة شرقي ديرالزور بسبب توزع الحواجز واختلاف القوى المسيطرة بين دفاع وطني ومليشيات إيرانية ، مدينة العشارة والواقعة شرق مدينة ديرالزور بحوالي ٧٠ كم  كانت محط رحالنا الأخيرة، داخل مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية، والتي تعتبر مركز العبور نحو الضفة اليمنى لنهر الفرات في مناطق سيطرة قسد.
قطعنا نهر الفرات نحو الطرف الآخر في قارب صيد صغير إلى ضفاف نهر الفرات في قرية جمّة المقابلة لمدينة العشارة والخاضعة لسيطرة قسد ، مما اضطرنا الزحف لما يقارب 1كم للوصول إلى بر الأمان، في رحلة كانت أقل ما يقال عنها هروب نحو الموت.
كان مما سهل علي عبوري هو كبر سني الذي منع الحواجز في المنطقتين من الشك أو التحقيق معي أو اعتقالي، ولكن  المعاناة الأكبر كان يعيشها الشباب في سن العشرين وما يسبقها من أعمار كونهم مطلوبين للخدمة العسكرية في مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية ومناطق سيطرة قسد،
منع النظام في العاصمة دمشق والمحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرته الشبان من استخراج أي أوراق ثبوتية، وعلى وجه الخصوص جوازات السفر، كون المنطقة كانت تشهد خلال الشهور الماضية اقبالاً كبيراً على دائرة الهجرة لإستخراج جواز سفر ومن ثم السفر نحو إقليم أربيل شمال العراق ومن ثم نحو تركيا عن طريق التهريب، أو السفر نحو ماليزيا حسب الامكانات المادية للشبان.

ازدياد أعداد اللاجئين من مناطق النظام مؤخراً

بحسب مختصين في حركة النزوح
فإن الحركة قد زادت من خلال رصد عدد الداخلين إلى مناطق قسد والخارجين منها، خاصة في ثلاث مناطق هي تل ابيض وسلوك بريف الرقة، ورأس العين بريف محافظة الحسكة
كما أكدت بأن هناك طريقان للعبور الأول باتجاه تركيا، والآخر باتجاه كردستان العراق
وذكرت المصادر أنه تم رصد أكثر من ١٥٠ حالة عبور خلال الأسبوع الأخير من شهر آب ٢٠٢١.
ويقدر عدد النازحين خلال شهر كامل مايقارب ال ١٥٠٠ شخص وهي في حالة ازدياد. 

يبدو أن حالة تفريغ المنطقة من سكانها تسير بوتيرة عالية إذ تقدر الأمم المتحدة عدد النازحين السوريين، داخل سوريا بما يقارب ال ٥ ملايين معظمهم في الشمال السوري وإدلب.
فيما يبلغ عدد اللاجئين في دول الجوار وأوربا بما يقارب ٧ ملايين لاجئ معظمهم في تركيا ولبنان والأردن ودول أوربا والامريكيتين.

شاهد أيضاً

حملة أمنية لقسد في الأحياء الجنوبية للحسكة..

حملة أمنية لقسد في الأحياء الجنوبية للحسكة.. الحسكة- خاصمراسل الشرق نيوز “سيف الأسعد” نفذت قوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × واحد =