هل بدأت روسيا الحل السياسي في سوريا؟
مقال رأي
فراس علاوي
في السابع من سبتمبر الجاري زار وفد روسي رفيع المستوى العاصمة دمشق والتقى بمسؤولين من نظام الأسد،. تختلف هذه الزيارة عن سابقاتها بجزئيتين،
الأولى أن الوفد الروسي برئاسة لافروف بعد سنوات من زيارته الأخيرة لدمشق وبالتالي بالرغم من الطابع الإقتصادي إلا أن هناك بُعد سياسي واضح في الزيارة،
الثانية هي الفتور الذي استقبل به نظام الأسد الزيارة والتي قلت عن سابقاتها من حيث الإهتمام في إشارة لعدم رضا نظام الأسد عن المقترحات الروسية.
سبق هذه الزيارة لقاء في العاصمة القطرية الدوحة جمع المبعوث الروسي إلى سوريا بوغدانوف ورئيس تيار سوريا الأم والرئيس السابق للإئتلاف السوري معاذ الخطيب، والمعروف بقربه من موسكو.
كما سبقها توقيع اتفاق سياسي مابين القيادة السياسية /لقوات سوريا الديموقراطية / قسد والمعروفة بمجلس سوريا الديموقراطي مسد برئاسة إلهام أحمد،. ورئيس حزب الإرادة الشعبية المقرب من موسكو قدري جميل،
فيما أُعلن اليوم الجمعة عن زيارة لأحمد الجربا الرئيس السابق للإئتلاف السوري ورئيس تيار الغد إلى موسكو عن طريق اسطنبول التركية،
وكان أحمد الجربا قد أعلن في ٢٨ تموز من هذا العام عن تأسيس ماسمي
جبهة السلام والحرية
وضم التشكيل الجديد المنظمة الآشورية الديمقراطية، المجلس الوطني الكردي في سوريا، تيار الغد السوري برئاسة رئيس الائتلاف الوطني الأسبق أحمد الجربا وحلفائه بالمجلس العربي في الجزيرة والفرات، وجميعها تيارات لها صلات بحزب “الاتحاد الديمقراطي” وشراكات سياسية وحتى عسكرية كما هو حال تيار الغد وحلفائه.
كما يتم الحديث عن دعم روسي لحوار كردي كردي طرفاه /مسد / والقوى الكردية والأحزاب القريبة منه، مع المجلس الوطني الكردي العضو في الإئتلاف الوطني وسط توتر العلاقات مع مكونات الإئتلاف الاخرى التي تتبنى الرؤية التركية بمايخص الوضع السوري،
الحراك الدبلوماسي والسياسي الروسي قبيل الإنتخابات الأمريكية يعزز الاتجاه القائل بأن روسيا قد بدأت بوضع الخطوط العريضة للحل السياسي، خاصة بعد إعلان لافروف إنتهاء العمليات العسكرية مع فصائل المعارضة السورية، الأمر الذي يشير إلى انتقال روسيا للخطة B المتضمنة البدء بحل سياسي وفق الرؤية الروسية، وبالتالي وعلى الرغم من عدم معرفة شكل هذا الحل، إلا أن الحفاظ على شكل النظام وهيكليته وبنيته الأساسية هي أبرز أشكال هذا الحل، لكنها بذات الوقت تحتاج لطرف آخر في المعارضة يساعد في إنتاج هذا الحل، وبسبب ضعف هيكلية المعارضة وهشاشة مكوناتها، خاصة منصة موسكو المقربة من روسيا، فقد باتت الحاجة ملحة لظهور قوة سياسية تجمع مابين الرؤية الروسية وبعض طلبات المعارضة، وهو ماتعمل روسيا على تشكيله والذي يبدو أن كتلته الأساسية ستعتمد على
حزب الإرادة الشعبية وحلفائه في منصة موسكو
تيار سوريا الأم الذي يتزعمه معاذ الخطيب
مسد الجناح السياسي في قسد
جبهة السلام والحرية برئاسة أحمد الجربا
وربما سنرى لاحقاً انضمام كتل وشخصيات أخرى لم يعلن عنها بعد.
هذا التشكيل الجديد يهدد مكونات المعارضة السورية، خاصة إذا عملت موسكو على دمجها في اللجنة الدستورية وهيئة المفاوضات، وهو ماترغب موسكو فيه من أجل دفع شروطها في الحل للأمام مستغلة الانشغال الأمريكي بالانتخابات القادمة.
وبالتالي فقد تحمل الأسابيع القادمة الإعلان عن تيار أو جبهة، تعتبر بشكل ما تياراً ثالثاً يوفر لروسيا غطاء سياسي تحاول من خلاله فرض رؤيتها وجعلها أمر واقع، ولعل أبرز ملامح هذه الرؤية هو التشاركية مع النظام السوري في حكومة وحدة وطنية انتقالية بعيد الانتخابات المزمع إجرائها في سوريا ربيع العام القادم.
لعل أكبر التحديات التي تواجه الخطة الروسية هي الرفض التركي لإشراك قسد في هذا الحراك، وبالتالي على الدبلوماسية الروسية تدوير الزوايا للوصول لحل مقنع للطرفين.
الملفت أن هذه الكتل لها مرجعيات سياسية مختلفة فماهو هدف موسكو من توليفها في جسم سياسي واحد، لعل مايريده الروس هو كسب ود داعمي هذه القوى خاصة دول الخليج الداعمة لكلٍ من معاذ الخطيب وأحمد الجربا، فإذا نجحت مساعي موسكو فإننا سنشهد اصطفافات سياسية جديدة، مقابل احتمالية حدوث انشقاقات في صفوف المعارضة السياسية، خاصة الإئتلاف الوطني الذي يسعى لتوسعة جديدة في محاولة لتعويض خساراته السياسية والمعنوية التي لحقت به مؤخراً
الرابط مادة سابقة عن مايسمى التيار الثالث الذي تعمل روسيا على تشكيله
https://alsharqnews.net/6175
الوسومأحمد الجربا روسيا قدري جميل لافروف معاذ الخطيب موسكو
شاهد أيضاً
جولة في الصحافة الإيرانية ليوم الخميس 31 تشرين أول
طهران النشرة اليومية للصحف الحكومية الإيرانية – الصراع على السلطة بين أقطاب النظام للفوز بحصة …