محمد الحمادي
الشرق نيوز
يوسف الجادر “أبو الفرات” شامة على جبين الثورة
يصادف اليوم الخامس عشر من شهر كانون الأول 2019، الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد رمز من رموز الثورة السورية العقيد “يوسف الجادر أبو فرات” ، أحد كبار القادة العسكريين المنشقين عن جيش الأسد والذي حاز على إجماع شارع الثورة كرمز خالد من رموز الثورة الأولى.
يوسف أحمد الجادر، من مواليد 1970 مدينة جرابلس بريف حلب على الحدود السورية التركية، عقيد منشق عن جيش الأسد في حزيران 2012 ، إنضم في بداية إنشقاقه لفصائل الثوار في مدينة الحفة التابعة لمحافظة اللاذقية عندما رفض قصفها ومن ثم عاد إلى مسقط راسه بريف حلب ليتابع ثورته فيها حتى استشهاده عن 42 عاماً .
كان أبو الفرات هو المخطط والمنفذ لعملية “ثوار الخنادق” والتي تم على إثرها تم تحرير “مدرسة المشاة” في ريف حلب الشمالي ، والتي كانت منطلقاً لإجرام مدفعية قوات نظام الأسد، حيث كانت تصب حممها على البلدات والمناطق المحررة في الريف الشمالي لحلب، حينها قام المجلس العسكري الثوري بريف حلب بترقيته لرتبة عقيد، وذلك لما بذله من تضحيات في سبيل تخليص ريف حلب من سطوة مليشيا نظام الأسد.
شارك أبو الفرات في العديد من المعارك ضد قوات الأسد بعد انشقاقه عن قيادة أحد ألوية المدرعات في جيش الأسد والتحق بركب الثوار في مدينته حلب فكان القائد والثائر والرصاصة في فوهات مقاتلي الجيش السوري الحر في معارك حي صلاح الدين وسيف الدولة، حيث لم يترك أبو الفرات عناصره في كل أوقاتهم داخل وخارج أرض المعركة.
استشهد أبو الفرات مع ثلة من رفاقه بتاريخ 15/12/2012 بعد أن استهدفتهم قذيفة أطلقتها عربة BMB على أطراف معسكر التدريب الجامعي في مدرسة المشاة خلال تمشيط المنطقة ممن بقي من عصابات الأسد فيها.
ترك استشهاد أبو الفرات أثراً كبيراً في شارع الثورة وبين الثوار، حيث فقدت ساحات القتال عقلاً مدبراً ورجلاً صادقاً وضع النصر نصب عينيه ومن كان معه، ولأبو الفرات كلمات زرعت في ذهن الجميع وغرست بصمتها في عقول الثوار.
كان مما قال: “والله مزعوج، لأنو هاي الدبابات دبابتنا و هدول العناصر اخوتنا ..والله العظيم والله العظيم كلما بشوف إنسان مقتول مننا أو منهون بزعل قسما بالله ….. “.
قامت الفعاليات الثورية في مدينة جرابلس مسقط رأسه بتسمية أحد الدوارات الرئيسية في مدينة بإسم دوار الشهيد يوسف الجادر أبو الفرات تيمناً به وتخليداً لذكراه، كما أعلن لواء التوحيد عن تسمية مدرسة المشاة بريف حلب بإسم “مدرسة العقيد يوسف الجادر أبو فرات”
يبقى الشهيد يوسف الجادر أبو فرات رمزاً من رموز الثورة يخلده التاريخ وتتوارثه الأجيال شامةً على جبين الثورة في ظل كل هذه الانكسارات.