الأربعاء , ديسمبر 25 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / مشافي الشمال السوري تقصير وخدمات سيئة

مشافي الشمال السوري تقصير وخدمات سيئة

الشرق نيوز
الشمال السوري
مشافي الشمال السوري تقصير وخدمة سيئة

تقصير متعمد و معاملة سيئة من أطباء مستشفيات الشمال السوري ، عدم مراعاة لأوضاع المدنيين و أحوالهم ، استهتار غير مبرر في ظلّ غياب الرقابة و المحاسبة ، يضاف إليها غياب الضمير لدى الكثير من الأطباء السوريين و الأتراك في هذه المستشفيات ، في السطور التالية شرح لمعاناة إحدى المريضات على لسان صاحبتها ، تقول سيدة من مدينة الباب عانت أثناء عملية ولادتها :
امتلأت عيوني بالدموع بعد أن رفضن أن ألد عندهن في المشفى…
الآن أخبركم ما جرى لأن حالتي الصحية تسمح لي بالحديث .
قبل أيام قليلة استيقظت عند اقتراب الفجر وأنا أشعر بمغص و أني على موعد قريب من الولادة، فذهبنا برفقة قريبة لزوجي للمعاينة الفورية إلى مشفى الهلال الأزرق القريب من مكان سكننا في مخيم باب السلامة، كانت طريقة التعامل مخزية جداً والطبيبة (و) تتحدث مع النساء بتكبر واضح وحسب مزاجها، وعندما حان دوري قالت أخرجن من هنا فلا أرغب بمعاينة أحد الآن دون سبب واضح .
قالت لها قريبة زوجي عليك معاينتها فوضعها حرج أو أخبر إدارة المشفى بما تقولي، وحينها ظهرت ملامح الغضب والإنزعاج على ملامح الطبيبة وأخبرتني أن حالتي حرجة جداً وأنني أحتاج لإجراء عملية ولادة قيصرية حصراً لأني وجنيني بخطر حسب وصفها، والذي اكتشفت لاحقاً بأنه غير صحيح وذلك بعد توجهي لمشفى سجو حيث أخبرتني قابلة أن وضعي الصحي جيد والأغلب أن ولادتي ستكون طبيعية، أخبروني في مشفى سجو أن أعود إليهم في موعد ولادتي المتوقع عند غروب الشمس،
عدت إليهم فكان جوابهم أني أحتاج لجرعة تحريض للولادة ولكن لا يوجد طبيبة أو طبيب لإعطائي هذه الجرعة ، وعند سؤالي إلى أين أذهب قالوا توجهي إلى مشفى النسائية والأطفال في مدينة اعزاز لأن المشافي القريبة جميعها لا يوجد بها سوى القابلات بهذا التوقيت، هنا بدأ شعور الخوف و الحزن والكآبة يسيطر علي وأنني في خطر، لم يقم مشفى سجو بأي إجراء بمافيها تحويلي إلى مشفى إعزاز على الرغم من وجود 4 سيارات إسعاف مركونة في باحة المشفى، سألهم زوجي أليس من المفروض أن تنقلوا المرضى الذين هم في حالة حرجة عبر سيارات الإسعاف؟ فكان جوابهم بالنفي ….
خرجت وزوجي نبحث عن سيارات أجرة تقلنا إلى مدينة اعزاز فلم نجد، حاول زوجي التواصل مع أقربائه الذين يملكون سيارات فكانوا إما بعيدين عن المكان أو جوالاتهم مغلقة، واجهتنا صعوبة في الاتصالات والإنترنت فالتغطية ضعيفة جداً وأحيانا نفقد الإشارة، هنا تواصل زوجي مع الدفاع المدني والذي يقدم خدمات إسعافية لعامة الناس، وبعد معاناة وصعوبة في التواصل استجابت منظومة الطوارئ وأبلغت الدفاع المدني التابع لمنظمة iHH فأرسلوا لنا سيارة إسعاف قامت بنقلنا على الفور ، مما جعلنا نشعر ببعض الطمأنينة و الأمل بعد أن ضاقت بنا الدنيا بما رحبت، وصلنا إلى مشفى النسائية والأطفال في مدينة اعزاز ، لكن الصدمة كانت بأنه لا يوجد أي طبيبة أو طبيب، كان هناك عدد من القابلات وأخبرنني أنهن لا يستطعن تقديم أي شيء ، وأنهن منشغلات ولا يوجد مكان لي (سرير) في المشفى ، وليس بإمكانهن أن يقدمن أي شيء لي ولا فائدة لوجودي وإنتظاري هنا …
عندها خرجت وقد أحسست بالعجز المترافق مع الألم بعد أن رفضن أن ألد في المشفى،
من حسن الحظ أن سيارة الإسعاف التابعة لمركز الدفاع المدني في منظمة iHH كانت لا تزال تنتظر أمام المشفى، وقد علمت لاحقاً من زوجي أن السائق رفض أن يعود إلى المركز إلا بعد أن يتأكد أن المشفى قد قبل حالتي وأني سألد فيه،
عدنا للسيارة حائرين أين نذهب، استفسر زوجي عن مشفى تتواجد فيه طبيبات نسائية مناوبات وكانت الإجابة أنه حصراً في مشفى الرحمة الخاص ولكنه يأخذ مبالغ مرتفعة جداً مقابل إجراء عملية القيصرية والعمليات الجراحية الأخرى ونحن غير قادرين على دفع هذه التكاليف،
أصبت باليأس وبدأت أشعر أن الموت يقترب مني وأنه يلاحقني، قلت لزوجي أريد أن أعود للمنزل فلا فائدة من المشافي، سأنتظر الطلق الطبيعي بدلا من التحريض وليس أمامي من حل آخر فإما أنجو أو أموت،
عدنا للبيت منكسرين محبطين مصدومين لحال مشافي الشمال السوري، نتسائل هل يعقل أن المشافي لا يوجد بها طبيبات مناوبات وأنهن جميعهن يذهبن إلى تركيا فور انتهاء دوامهن الإداري ولايوجد مناوبات لحالات الطوارئ والإسعاف .
وبعد بكاء ودعاء وانتظار طويل شعرت أني لم أعد أحتمل ألم المخاض وطلبت من زوجي أن يذهب بي إلى مشفى الهلال الأزرق مجدداً وليكن ما يكون .
حدثت نفسي أني بذهابي إلى المشفى فقد ينجو الجنين على الأقل إن أنا مت،
ذهبنا سيراً على الأقدام رغم أن سائق الدفاع المدني أخبر زوجي أن يتصل به بأي وقت حتى لو كان عند الفجر؛ فور وصولنا المشفى أخبرتني إحدى القابلات أني سألد في الحال وأدخلتني إلى غرفة المخاض وسريعاً تمت الولادة ، شكرت الله أني نجوت وأني أنجبت طفلي بعد كل هذا العناء والألم الشيء الذي جعلني أنسى آلامي ، بذات الوقت كان هناك ستة نساء ولدن قبلي ومعظمهن في الفترة أثناء تواجد الطبيبة (و) والغريب أن جميعهن كانت ولادتهن قيصرية رغم أن بينهن نساء صغيرات بالسن وولادتهن هي الأولى ، الشيء الذي أثار إندهاشي وتعجبي وحاولت الاستفسار اتضح لي أن الطبيبة تأخذ أجراً إضافيا من إدارة المشفى على كل حالة ولادة قيصرية ، مما جعلني أتوقع لماذا قالت لي سألد ولادة قيصرية عندما رأتني في النهار
السؤال هنا هل جميع تلك النساء يحتجن لإجراء عملية قيصرية أم هي رغبة الطبيبة في الكسب المادي هذا السؤال برسم المسؤولين عن المشفى والقطاع الصحي في الشمال
وفي المقابل لا يسعني إلا أن أشكر قابلات مشفى الهلال الأزرق ومشفى سجو ومنظمة iHH، شكرا لكم وجزاكم الله خيرا ورزق البقية شيء من الرحمة والإنسانية، لأنه إن ماتت الإنسانية مات الإنسان.
ملاحظة الصورة تعبيرية

شاهد أيضاً

ديرالزور مطالب ملحة لعودة الحياة

ديرالزور  الشرق نيوز   خارطة طريق سريعة لإعادة الحياة إلى مدينة ومحافظة ديرالزور، مجموعة ملاحظات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × واحد =