الإثنين , ديسمبر 23 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / المدنيون في مناطق تنظيم داعش بين الموت جوعا أو الموت قصفا

المدنيون في مناطق تنظيم داعش بين الموت جوعا أو الموت قصفا

ديرالزور
رائد العلي
الشرق نيوز

في ظل الموت المُطبق على المدنيين المحاصرين ضمن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش بريف دير الزور الشرقي ، يعيش الآلاف من أبناء ديرالزور حياةً مأساوية يعتريها الجوع و البرد و الخوف من القصف الهمجي الذي يستهدفهم بشكل يومي ومن المصير المجهول الذي ينتظرهم .
لا يفرق قصف طائرات التحالف الدولي ومدفعية قسد و صواريخ الحشد الشعبي بين مدنيين و مقاتلين ، حيث استهدف آخر قصف لطائرات التحالف الدولي مشفى قرية الشعفة بعدة غارات أوقعت العديد من الجرحى و أكثر من 20 قتيل من ضمنهم الكادر الطبي ، في مجزرة أخرى تضاف لجرائم التحالف بحق المدنيين المحتجزين في هذه البقعة الواقعة شرق دير الزور .

كما استهدف الطيران في وقت سابق منزلاً يستخدمه التنظيم سجناً يحتجز به المدنيين المخالفين لسلوكه وأيضاً الأسرى الذين بحوزته ، مما أدى لمقتل وإصابة جميع المحتجزين بحسب فيديو بثه التنظيم على معرفاته ليؤكد وقوع القصف . ما يدل على تطور في مجريات الحرب و المواقع المستهدفة إما بطائرات التحالف أو الميليشيات العراقية بمدافعهم و راجمات قوات النظام . فبعد هجوم التنظيم و سيطرته على قرى البحرة و غرانيج و تكبيده قوات قسد خسائر بالأرواح و العتاد و تحرير بعض من أسراه .
 الملفت للنظر أنّ عناصر التنظيم قاموا بشراء الأدوية و المواد الغذائية و الخضار من هذه القرى لكنهم و قبل انسحابهم قَتَلوة 5 اشخاص مدنيين واقتادوا 6 آخرين معهم . أما الصادم بالأمر هو انسحاب كامل لميليشا قسد من هذه القرى ، باعتبارها خط التماس المباشر وإخلائها ليتم السيطرة عليها بسهولة و وضع أهالي المنطقة في واجهة التنظيم من جديد .و  بعد أن استعاد أبناء المنطقة بلدتي البحرة و غرانيج سارع الكثير من النازحين للفرار منها و اتجاههم لعمق الريف الشرقي المسيطر عليه من قبل ميليشيا قسد خوفاً من عودة تنظيم داعش . ولكنها ليست بأفضل حال من القرى القريبة من سيطرة التنظيم ، فمع غروب شمس كل يوم تتحول المناطق الى مدن و قرى أشباح بحسب أحد ابناء المنطقة و يعزو السبب لنشاط خلايا تنظيم داعش و عمليات الاغتيالات التي تقوم بها ومن ناحية أخرى انتشار ظاهرة السرقة و ” التشليح ” .

 كما يعاني سكان  هذه المناطق نقص وإهمال الرعاية الطبية و التعليمية فميليشيا قسد تتحكم بمفاصل كل شيئ وتمنع منظمات المجتمع المدني الخاص أو المنظمات الخيرية إلا من خلال إداراتها و الحصول على تراخيص وهي مستحيلة الحصول عليها كما قال أحد الأشخاص الذين قامو بالمحاولة لأكثر من مرة ، أما سياستها المتبعّة فهي التهميش الكلّي للعرب أو وضعهم كحطب لوقود حربها تحت مسمى ” دحر الإرهاب ” وهي من تتمتع بالمكاسب .
ومن ناحية أخرى يعاني سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش أوضاعاً إنسانية مريرة ، فبحسب أحد أبناء المنطقة يوجد نقص كامل للمواد الغذائية ، يقول الشاهد الذي فضّل عدم ذكر اسمه :
” لم يبقى سوى التمر و الحشائش طعاماً للمحاصرين ، حتى مياه الشرب و الوضوء أصبحت غير متوفرة بسبب قصف طائرات التحالف لصهاريج نقل المياه للمنازل وأي سيارة تقترب من مناهل المياه ”
و يضيف : ”  نحن نعيش في منطقة معزولة عن الكوكب لا يوجد فيها سوى الموت و الجوع ” .

من الملاحظ و بحسب المعلومات و الأخبار المتواترة أنّ المنطقة متجهة لطريق الموت الجماعي لا رحمة فيه لشيخ أو طفل ولا حتى حجر باعتبارها حاضنة تنظيم داعش بنظر التحالف و قسد ، وهم محتجزون من قبل التنظيم كي تكون آخر ورقة يراهن عليها في انسحابه من هذه المناطق . فالحشود العسكرية من قبل التحالف مستمرة بعد انسحاب المكون الكردي من  ميليشيا قسد إلى الخطوط الخلفية ، تم استقدام قوات جيش الثوار المدكون العربي المنضوي تحت قيادة قسد  مع عدد كبير من العناصر و الآليات الثقيلة و السلاح وازدياد وتيرة القصف ينذر بحرب شاملة و جرائم جديدة بحق المدنيين في تلك المنطقة .

شاهد أيضاً

التربية في سوريا الجديدة: بناء المستقبل يبدأ من المدرسة

التربية في سوريا الجديدة: بناء المستقبل يبدأ من المدرسةIsmaiel Alkheder تُعد التربية عصب حياة المجتمعات، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + 17 =