الشرق نيوز
الشهيد مرفق حسن الحمادي السليمان” الملقب /عبود/ من أهالي ديرالزور _
مواليد 1 يناير/ كانون الثاني 1978، كان يعمل في هيئة البحوث العلمية – جامعة دمشق – كلية الزراعة – اختصاص علوم الأغذية .
درس الثانوية بدير الزور في ثانوية الفرات، وهو من أوئل شهداء مدينة دير الزور، استشهد في مدينة دمشق بحي برزة وكان من أوائل الشهداء فيها، .
كان يحضر لأطروحة الدكتوراه في تغذية الإنسان، وقد عمل على بكتيريا تستخلص من التربة المالحة للاستفادة منها في مجال صحة الإنسان، وحصل على منحة مموَّلة من بلجيكا وبنك التنمية الإسلامي السعودي بجدة على شكل راتب شهري لمدة ثلاث سنوات لتفوقه، وكان من المقرر أن يسافر إلى بلجيكا بتاريخ 1/7/2011 بناء على فكرة قدمها تعتبر مقدمة لأبحاث مستقبلية كان يتوقع منها نتائج مميزة، وكان قد سعى لإتمام بحث الدكتوراه في نفس هذا المجال الذي قرر البدء به؛ عند حصوله على هذه المنحة.
خرج بالمظاهرات الأولى في دمشق، وفي يوم الجمعة العظيمة (22 نيسان 2011) التي قرر فيها هو وصديقه المقيم في برزة البلد أن يشاركوا أحرار برزة في مظاهراتهم، وقبل خروجه من منزل صديقه طلب من أم صديقه- وهو يربط حذاءه- أن تدعو لهما أن يمدهما الله بالسرعة في الجري.
وبعد خروجهم من مسجد السلام بدأت المظاهرة، وما لبثت سيارات الأمن والشبيحة أن حضرت للمكان ليبدأ إطلاق النار الكثيف على المتظاهرين بشكل همجي فتفرقت، وأثناء ركض الشهيد مرفق وصديقه لاحظ جماعة من الشباب يحاصرها الأمن ويطلق عليها النار.
يتوقف مرفق فجأة عن الجري ويقول لصديقه: سيقضي الأمن على كل الجماعة المحاصرة إذا لم نفعل شيئاً، تعال لنركض من أمامهم لنلهيهم عن الشباب المحاصرين فيتمكنون من الإفلات ..
وبالفعل بدأ هو وصديقه بالجري بالقرب من الأمن لتبدأ قطعانه المتوحشة بإطلاق الرصاص عليهما، فطالت الشهيد طلقة في فخذه الأيسر وسقط مرمياً على الأرض، واستقرت بعض الأعيرة النارية على نافذة قريبة منه، ثم قام رجال الأمن الجوي بجرّ الشهيد إلى الشارع العام، وهو مصاب في ساقه اليسرى فقط كما روى أهل المنطقة، فتابعه بعضهم من نوافذ الأبنية بعدما دهشوا لشجاعته واستبساله واقتحامه هذا الخطر الرهيب في تلك الظروف والوحشية والهمجية التي عرف الأمن بها.
اختفى الشهيد لمدة أسبوع وقد كان جريحاً فحسب، دون أن يعلم أحد عنه أي شيء أو في أي فرع يوجد .. وبعد هذه المدة إذا برجل غريب يتصل من جواله بأحد المقربين منه، ويخبرهم بأن يأتوا لرؤيته في المشفى دون إضافة أي تفاصيل .. وإذا بهم يجدونه جثة هامدة في مشفى المواساة مصادفة، بعد بحثهم المكثف عنه، وقد نالت منه ثلاث طلقات نارية إحداها في خده الأيمن، وعلى جسده آثار تعذيب.. ما يدل على أنه قد تمت تصفيته داخل فرع الأمن الجوي بدمشق بعد أن تم اعتقاله جريحاً، دون أن يأبهوا لمكانته العلمية والعملية.
تم نقل جثمان الشهيد، الذي استشهد يوم 22- 4- 2011، الذي سمي( يوم الجمعة العظيمة) إلى دير الزور مسقط رأسه حيث كان تشييعه بمشاركة أهل بلدته وأصحابه، في الجمعة التالية (جمعة الغضب).
من كتاب مائة قمر سوري .
مركز العدالة للدراسات والتوثيق